الملوخية.. وصفة للسعادة الزوجية


عرفت الملوخية في الأزمنة القديمة باسم «الملوكية»، إذ كانت من الوجبات المحتكرة للملوك والأمراء، الذين اكتشفوا فوائدها وخصوا بها انفسهم ومنعوا على عامة الناس تناولها، ما ادى الى تسميتها بهذا الاسم الذي حرف لاحقاً الى ملوخية. وتطبخ الملوخية خضراء، او انها تجفف وتطبخ «ناشفة» كما تسمى في بلاد الشام، وتتميز الملوخية المجففة بفوائدها التي تفوق فوائد الملوخية الخضراء، وذلك من حيث نسبة الفيتامينات والمعادن وما توفره من قيمة غذائية للمرء.
 
وقد اثبتت الاختبارات ان نسبة البروتين في الملوخية الناشفة تفوق تلك الموجودة في الخضراء بنسبة 18% من كل 100 غرام، بينما تحتفظ الملوخية الخضراء بالدهون بنسبة 2% من كل 100 غرام، في حين تخسر المجففة الجزء الأكبر من هذه الدهون. اما الألياف الموجودة في الملوخية الناشفة فتصل نسبتها الى 11%  من كل 100 غرام مقابل 5.1% في الملوخية الطازجة. وما تجدر الإشارة اليه هو ان الملوخية لا تخسر أي نسبة من الفيتامين «أ» عند الطبخ او حتى التجفيف، مما يعني انها تختلف عن بقية الأطعمة الغنية بالفيتامينات والمعادن كالخس والسبانخ اللذين يفقدان الكثير من فوائدهما اثناء الطبخ او الفرم. وأثبتت الدراسات ان المادة المخاطية الموجودة في اوراق الملوخية، تعمل كمهدئ وملين لأغشية الأمعاء، مما يجعلها من الوجبات المعالجة لحالات الإمساك، بالإضافة الى ان هذه المادة المخاطية التي تدعى «ميوسولج» تساعد المصابين بالقولون العصبي بالتخفيف من اضطرابات الهضم ومشكلات المعدة.
وتعد الملوخية وجبة من وجبات السعادة الزوجية التي ينبغي  للزوجين الحرص على تواجدها على السفرة؛ كونها تحتوي على كميات عالية من مادة الكلوروفيل الموجودة في الخضراوات الخضراء التي تعمل مع الفيتامين «أ» على تنشيط سيولة الدم وتنشيط الدورة الدموية في الأعضاء التناسلية، وبالتالي فإن طريقة عملها تشبه الى حد بعيد طريقة عمل المنشطات الجنسية. وكذلك تعمل الملوخية على زيادة افراز هرمون الذكورة «تستستيرون» وهرمون الأنوثة «البروجيسترون»، مما يجعلها من الوجبات المقوية للرغبة الجنسية لدى الذكور والإناث، ومعالجة لحالات البرود الجنسي. يعاني الكثير من النساء من حالات العقم بسبب نقص المنغنيز والمعادن الضرورية المنشطة للاباضة، لذا تعتبر الملوخية الوجبة الغنية بهذه المعادن من الوجبات المساعدة على افراز هرمونات الاباضة لدى النساء، وتبعد عنهم العقم الناتج عن العادات الغذائية الخاطئة. هذا عدا عن ان الملوخية تعتبر من المواد الغذائية المساعدة للمرأة الحامل؛ كونها تقوي عضلة القلب، ومن اغنى الأغذية بفيتامين «أ »الضروري لصحة الأم والجنين، وتحمي المرأة من الإصابة بنقص الحديد الذي قد تتعرض له في الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل.

أما مادتي الكاروتين والبتاكاروتين فتساعدان على افراز هرمون «السيرتونين» المقاوم للاكتئاب، مما يدعم مناعة المرء ومقاومتـه للاضـطرابات العصــبية والتوتر. وبمقارنة الملوخية مع البصل والبقدونس والثوم، اثبتت الدراسات ان تناول الملوخية بكميات كبيرة يحول دون الإصابة بتصلب الشرايين، وزيادة نسبة الكوليسترول، وارتفاع ضغط الدم، واضطراب نبضات القلب؛ كونها تحتوي على مادة «الجلوكوسايدز» بنسبة كبيرة، مما يعزّز قدرتها على منع الإصابة بهذه القائمة من الأمراض. 

تويتر