من المجالس

عادل محمد الراشد


   مواطن جامعي ضاقت عليه الدنيا بسبب كثرة الابواب التي أوصدت في وجهه وهو يبحث عن وظيفة. فقرر، وهو صاحب خبرة تجاوزت الخمسة عشر عاما، ان يذهب لمقابلة المسؤول الاول في احدى الجهات التي ماطلت معه، فكان جواب المسؤول غير المسؤول: «اننا نفضل خريجي الجامعات الاميركية والبريطانية على خريجي الجامعات العربية».
 
فأسقط في يد صاحبنا الذي يحمل بكالوريس الادارة من جامعة بإحدى الدول العربية، وأخيراً درجة الماجستير من جامعة اميركية لها فرع في الدولة.

انسحب الرجل دون ان يعقّب، ثم تمتم بكلمات أسمع بها نفسه: ولكنني حصلت على شهادة بعد أربع سنوات من الدراسة والامتحانات والسفر والمذاكرة، وحصلت على شهادتي اعتماد من وزارة التعليم العالي، وعملت بها في وظيفتي السابقة.فهل كان كل ذلك هراءً؟!

وبدورنا نتساءل: هل حصل هذا المسؤول والذين يشاركونه القناعة على إقرار اكاديمي من أي جهة من العالم بأن الجامعات العربية جميعها غير معترف بها؟
 وان هذه الجامعات لايوجد فيها اساتذة واكاديميون متخصصون، تعلموا وحصلوا على الشهادات والرتب العلمية ثم اصبحوا ناقلين للعلوم؟ ونتساءل.. ألم تعتمد فترة تأسيس دولتنا الفتية على خريجي وخريجات الجامعات العربية، خصوصا جامعات مصر وبغداد والكويت وسورية؟ ألا يوجد الى الآن من القيادات والكفاءات الوطنية التي تشارك في حركة النهضة الشاملة التي تشهدها الدولة ممن تخرجوا في جامعات عربية، وتعلموا في دول عربية، ثم استمروا في تطوير علومهم ومعارفهم دون ان تكون الجامعات العربية وصمة على جباههم؟ وهل كل الذين ذهبوا الى اميركا وبريطانيا عادوا بمواصفات «سوبرمان» ليصبحوا وحدهم القادرين على مجاراة المرحلة والتكيف مع العصر وصنع الحضارة؟ ألا توجد الكثير من اسماء الجامعات الاميركية غير معتمدة لدى وزارة التعليم العالي بالدولة؟
 
لا اعتراض على مبدأ التفضيل من باب الافضلية في التخصص والكفاءة والدرجة العلمية واسم الجامعة، ان وجد، ولكن التعميم مبدأ ظالم، وتقسيم الناس في سلال حسب مكان دراستهم، لمجرد المكان فقط، فيه الكثير من المجافاة للمصلحة العامة.

 adel.m.alrashed@gmail.com
تويتر