اليابانيون يحاسبـون أميرتهم على طعامها

 

تتعرض الاميرة الامبراطورية اليابانية ماساكو، لهجوم شرس من وسائل الاعلام المختلفة، كونها تتبنى سلوكا تبذيرياً في حياتها اليومية، حيث أثارت وجبات الغداء المكسيكية الفاخرة المكلفة، وصحون الفطر الاسود النادر، وشوربة زعانف القرش، حفيظة المواطن الياباني العادي، الذي يرى ان البلاد مقبلة على  كساد اقتصادي، والذي ينظر ايضا الى الاميرة بوصفها الامبراطورة المستقبلية للبلاد.

 
فبعد سنوات من ضبط النفس تجاهها، والنظر اليها بعين الاحترام، التفت الاعلام الياباني نحو الاميرة، بالرغم من ان سلوكها التبذيري هذا يعتبر تافهاً إزاء التبذير الذي تعيشه الاسر الملكية الاوروبية.

 
فقد درجت الاميرة على ترك ابنتها لدى جليسة الاطفال لقضاء بعض الامسيات مع اصدقائها، وتناولت مرة او مرتين العشاء مع بعض معارفها وعلى نفقة المطاعم الفرنسية والصينية، وامتطت حصانا، وتسوقت في سوق طوكيو المركزي، وتناولت وجبات غداء من تلك التي يستطيع المواطن الياباني العادي دفع قيمتها، دون تردد، في الوقت الذي تصل فيه موازنة منزلها الى ما يعادل 1.5 مليون جنيه استرليني في العام (اي ما يعادل 845.10 مليون درهم)، ولكن بالنسبة لمستويات التقشف الياباني فإن الاميرة قد ذهبت بعيدا في الإسراف.

 
ففي غضون اسابيع قليلة تحولت المرأة التي كانت تعاني من ازمة نفسية قبل اربع سنوات، من ضحية الى هدف، ومضى ذلك العهد الذي تغاضت فيه الصحافة بسبب حاجة الاميرة للتعافي من «اضطرابها النفسي» وهي الآن تهاجمها بسبب تبذيرها للاموال العامة.

 
بالنسبة للكثيرين خارج اليابان فإن الاميرة كسيرة الجناح، فهي خريجة «هارفارد»، وتزوجت وفقاً لقواعد القصر الامبراطوري الصارمة، ما مكن البيروقراطية اليابانية من سحق روحها الشفافة.

 
ويرى بعض اليابانيين ان الاميرة على حافة الفشل، فهي الاميرة التي فشلت في إنجاب وريث ذكر للعرش الياباني، والتي اصيبت بالمرض للحد الذي اقعدها عن ممارسة واجباتها العامة منذ .2004 وفي دولة تؤمن بروح «جامان» اي «قوة التحمل» فإن مرضها العقلي إنما هو عبارة عن عقبة بسيطة، عجزت الاميرة عن تجاوزها، بسبب ضعف ارادتها.

 
وتمكنت الصحافة من مهادنة الاميرة لوقت طويل، الا انها بدأت تفسر حالتها النفسية السابقة بالتمارض، لكي تتهرب من واجباتها العامة، حيث يعتقد عامة الشعب الياباني خطأ أن الاحباطات النفسية يمكن تجاوزها بسهولة، وأن أي فشل في ذلك يعتبر فشلا في روح ذلك الشخص.

 

 

تويتر