غالو: لم نكتشف حتى الآن سوى 5% من عالم البحار.. وعلينا معرفة خطوتنا المقبلة

محمد بن زايد يشهد محاضرة «أسرار أعماق البحار»

صورة

شهد الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، في مجلس سموه بالبطين، أول من أمس، المحاضرة التي ألقاها عالم المحيطات الأميركي، الدكتور ديفيد غالو، مدير المشاريع الخاصة في معهد «وودزهول» البحري، والتي جاءت تحت عنوان «أسرار أعماق البحار.. استكشاف محيطات العالم».

اكتشاف «تايتنك»

http://media.emaratalyoum.com/images/polopoly-inline-images/2014/07/167184.jpg

تحدث الدكتور ديفيد غالو عن كيفية اكتشاف الباخرة تايتنك عام 1995، وذلك بعد غرقها عام 1912، والتي كانت تقبع على بعد 4000 متر، وانقسمت إلى قسمين كبيرين، مشيراً إلى أنه وفريق العمل الخاص به، اكتشفوا أيضاً الطائرة الفرنسية 477، التي كانت متجهة من ريو دي جانيرو إلى باريس، واختفت في المحيط، وتمكنوا من جمع بعض قطعها بعد اسبوعين، ثم تمكنوا من الوصول إلى الصندوق الأسود للطائرة.

وأشار غالو إلى أن الطائرة الماليزية اختفت أيضاً في موقع مشابه، ولكن لايزال هناك شيء من الغموض حولها، خصوصاً أن عمليات البحث تمت في محيط كيلومترات عدة، لذلك فكرنا في أنها لابد أن تكون في الساحل الغربي من أستراليا، وهي من أعمق مناطق المحيط، وبها الكثير من التيارات، مؤكداً أن الأمر يتطلب وقتاً وصبراً من جانب أهالي المفقودين، ومن الحكومتين الماليزية والأسترالية أيضاً.

وتناولت المحاضرة خمسة محاور على شكل أسئلة، تضمنت: «لماذا ينبغي علينا استكشاف البحار؟ وما الذي بقي دون استكشاف؟ وما التحديات التي تكتنف استكشاف المحيطات؟ وماذا عن صحة محيطات العالم؟ وهل هي ملوثة؟ وهل يمكن أن يتعايش البشر مع البحر بطريقة مستدامة؟ وكيف تتغير تقنيات استكشاف المحيطات؟ وما انعكاسات ذلك على مستقبل استكشاف المحيطات واستغلالها؟ وما الذي يمكن للمحيطات أن تخبرنا به عن ماضي وحاضر ومستقبل البشرية على كوكب الأرض؟».

وبدأ الدكتور ديفيد غالو المحاضرة بعرض العديد من الصور لكوكب الأرض، تظهر أن المياه تحتل النسبة الكبرى من الكرة الأرضية، محذراً من أن الأشياء التي يستخدمها البشر لتحسين حياتهم، أثرت في أعماق البحار، وغيرت كيماوية وتركيبة البحر ودرجات الحرارة.

وأكد أن معظم كوكب الارض لايزال مجهولاً، لأنه مغطى بالبحار والمحيطات، وأن 70% من الكرة الأرضية مغطاة بالمياه بمتوسط عمق يبلغ أربعة كم، مشيراً إلى أنه حتى الآن لم يكتشف سوى 5% من العالم تحت البحار، ولايزال هناك 95%، لم يكتشف بعد.

وأوضح غالو أن الشواطئ المائية، المحيطة بالكرة الأرضية تبلغ 70 ألف كم، وأن 50% من الأوكسجين الموجود على الكرة الأرضية متوافر من المحيطات، وأن ملياري نسمة يعتمدون على البحر مركزاً للغذاء، مشيراً إلى أن كوكب الارض يعيش عليه نحو سبعة مليارات نسمة، لكن الصور التي يتم أخذها لكوكب الأرض لا تظهر إلا المياه فقط.

وأشار غالو إلى أن النزول إلى أعماق البحار والمحيطات يحتاج إلى احتياطات وتقنيات يجب توفيرها، لافتاً إلى أن النزول إلى الأعماق كشف عن وجود حياة وكائنات حية لم نسمع عنها من قبل، قائلاً «الاعلام هو الذي جعل الكائنات البحرية أشياء مخيفة، لكننا مع كل غطسة نجد عناصر جديدة للحياة».

وقال غالو إن «أعماق البحار والمحيطات توجد بها جبال وشلالات، ونشاط بركاني أكبر من ما هو موجود فوق سطح البحر، وتبلغ درجة الحرارة على عمق خمسة كيلومترات 350 درجة مئوية، بسبب النشاط البركاني، مشيراً إلى أنهم كانوا يتوقعون عدم وجود حياة وسط الأبخرة البركانية، لكنهم اكتشفوا وجود كائنات بحرية حية كثيرة، والتأكد من أن ضوء الشمس ليس شرطاً لوجود حياة.

وأضاف «ينبغي أن تكون طريقة حياتنا على الأرض بحكمة وصورة أفضل، وعلينا أن نعرف ما هي الخطوات القادمة، خصوصاً أن الماضي كانت به حضارات عظيمة حول دجلة والفرات والنيل، لكن هذه الحضارات انهارت بسبب عدم معرفتها بما هي الخطوة القادمة»، مشدداً على أن الأمر يحتاج إلى ريادة وقيادة، وأن يغير العالم من طرقه ويتأقلم معه.

وانتقد غالو صرف مليارات الدولارات من أجل استكشاف الفضاء، في الوقت الذي لا يفكر فيه أحد في استكشاف الكوكب الذي نعيش عليه، ومعرفة الموجود في البحار والمحيطات، مشيراً إلى أن واحداً من التحديات التي تواجه العالم حالياً هو فيزيائية المياه، وقال إنه «عندما نذهب داخل البحر لا نعرف ماذا سنجد، فقد نجد بركاناً أو شلالاً تحت المياه، ففزيائية المياه لا يمكن معها استخدام الـ(جي بي إس)، ولا تكون هناك مصادر للطاقة، ولا تستخدم الترددات».

وأشار، في إجابته عن أسئلة الحضور، إلى إمكانية الحصول على الطاقة والبترول من أعماق المياه، وأن المجال مفتوح حالياً في جنوب بحر الصين، وتوجد معلومات عن أنه غني بمصادر الطاقة، لافتاً إلى وجود غاز الميثالين في المحيطات، ويمكن أخذ هيدروجين الميثالين منه بكميات كبيرة، وقال «إذا كنا نبحث عن النفط، فعلينا الذهاب إلى الأعماق».

وأكد أن في منطقة مثلث برمودا توجد براهين على وجود اشياء غريبة فيها، منها وجود حقل مغناطيسي، والكثير من الميثالين الذي ينطلق من قاع المحيط.

شهد المحاضرة سمو الشيخ محمد بن حمد بن محمد الشرقي، ولي عهد الفجيرة، وسمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان، ممثل الحاكم في المنطقة الغربية، والفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، وسمو الشيخ نهيان بن زايد آل نهيان، رئيس مجلس أمناء مؤسسة زايد بن سلطان آل نهيان للأعمال الخيرية والإنسانية، وسمو الشيخ حامد بن زايد آل نهيان، رئيس ديوان ولي عهد أبوظبي، وسمو الشيخ عمر بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس أمناء مؤسسة زايد بن سلطان آل نهيان للأعمال الخيرية والإنسانية، وسمو الشيخ خالد بن زايد آل نهيان، رئيس مجلس إدارة مؤسسة زايد العليا للرعاية الإنسانية وذوي الاحتياجات الخاصة، والشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير الثقافة والشباب وتنمية المجتمع، والشيخ حمدان بن مبارك آل نهيان، وزير التعليم العالي والبحث العلمي، وعدد من الشيوخ وكبار المسؤولين وأعضاء السلك الدبلوماسي في الدولة.

تويتر