المصممة الفلسطينية عرين تقدم هويتها الخاصة في مجموعتها

عباءات مستوحاة من الحدائق والجوامع الإسلامية في دبي «فيديو»

صورة

الشغف بالفنون الإسلامية ولاسيما الحدائق والجوامع وفنون الخط العربي هو الذي قاد المصممة الفلسطينية عرين الى ابتكار هوية خاصة في عالم الأقمشة والأزياء. أوجدت من خلال هذه الهوية أشكالا ورموزا جديدة مستوحاة من كل رموز الفن الإسلامي، وعملت على دمج الخط والأشكال الهندسية، لتصنع منها أشكالها التجريدية الخاصة التي تطبعها على الأقمشة بنفسها، اذ تحرص على ان يكون شغفها هو المحرك الأول للشكل النهائي للتصاميم والعباءات.

وقالت المصممة عرين، لـ «الإمارات اليوم»: «منذ الصغر كنت شغوفة بالأعمال اليدوية والخياطة وتنسيق الألوان، وكنت أحب تقديم كل ما يجذب انتباه العين، ومن خلال التعليم كنت اكتشف نفسي، والهوية الجينية الخاصة بي، وكانت الفنون الإسلامية هي المجال الذي يجذبني على نحو كبير». وأضافت: «كانت المساجد والحدائق الإسلامية والرسومات والفنون التي تتواجد في المساجد، مصدر الإلهام الأول في عملي على الأقمشة، وعملت على تطوير هذا الشغف بالفنون الإسلامية، من خلال دراستي للأزياء في السويد ولندن بعد أن أنهيت دراسة الاقمشة في فلسطين، فاستكملت مهارتي، وهذا دفعني الى إبراز الهوية العربية على نحو كبير في أعمالي».

وأشارت عرين الى أن أبرز ما عملت على إبرازه هو فكرة الفن الإسلامي بكل ما يحمله من تناغم وروحانية، موضحة أنها تحمل هاجس إظهار هذه الثقافة، وحين حصلت في هامبورغ على منحة أفضل فنان وقدمت تصميما إسلاميا الى جانب قطعة سجاد، حصلت على فرصة وضع التصميم في متحف هامبورغ في أوروبا، وهذا كان بحد ذاته فرصة مميزة لأن تقدم الفنون الإسلامية للغرب. ولفتت الى انها تعمل على نشر قصتها عن الفن الإسلامي من خلال الرموز التي تدخلها على العباءات، مشيرة الى ان كل الرموز مأخوذة من الجوامع والمباني والحدائق الإسلامية، وتعمدت فيها دمج الأشكال الهندسية مع الزخرفة والأشكال الخطية لينبثق عنها أشكال جديدة لا تمثل بشكل واقعي أي من الرموز المدموجة، بل يتولد منها أشكال تجريدية مختلفة وجديدة تماما. ونوهت بأن الإمارات تحمل الثقافة العربية بجوانب كثيرة في المنطقة، وما زالت تحافظ على العادات والتقاليد، كما أنها تحافظ كثيرا على الفنون الإسلامية، ولهذا تختار التصاميم المحافظة جدا.

أما رحلة الطباعة التي تبتكرها عرين تبدأ من البحث في تاريخ الفنون الإسلامية وخصوصا الحدائق والجوامع والتي تحمل الكثير من الاشكال الإسلامية، الى جانب دمج الألوان، وهذا ما قاد عرين الى عالم دمج الألوان في الفساتين، فتأخذ الاشكال رموزا جديدة وطابعا جديدا من خلال العمل اليدوي، وقد تحولت الأشكال التجريدية الى هوية خاصة واضحة في تصاميمها، موضحة أن ابتكارها هذه الهوية الخاصة استغرقت منها سنوات من التجريب والعمل، وهذا ما يجعلها تعمل بنفسها على طباعة الرموز وألوانها، فيكون عملها وكأنه مختبر تلقائي قائم على الشغف بشكل أساسي.

ابتعدت عرين عن الكتابة والخط العربي في تصاميمها، رغم شغفها بالفنون الإسلامية، مشيرة الى انها دمجت الخط والهندسة لتكوين لغة جديدة ومختلفة، وهذا بالنسبة اليها يشكل الهوية الخاصة بها، ويؤدي الى إيجاد الفن الإسلامي المعاصر، لما يحمله من أشكال جديدة.
مجموعة عرين تتكون من 11 تصميما، وقد اختارت الألوان الدافئة والألوان الداكنة جدا، ما جعلها تبدو متنوعة، كما اعتمدت على الأقمشة المتباينة، وتحمل اسم «حصري من عرين»، لأن كل قطعة من التصاميم تحمل تصميما واحدا وحصريا. ولفتت الى ان اختيارها الانطلاق من دبي، أتى لأنها تعتبر دبي مصدر إلهام كبير على الرغم من المنافسة الشديدة في الإمارة، مبينة ان العباءة والتراث المتعلق بها ما زال جزءا من الثقافة، ولهذا أرادت نشر الفن الإسلامي من خلالها.

تويتر