بعد اعتزاله يفاجئ العالم بتعاون ياباني معقد خلال «باريس للموضة»

غولتيير.. «مفهوم جديد» يؤكد أنه «طفل الموضة المتمرّد»

صورة

لطالما عُرف مصمم الأزياء الفرنسي جان بول غولتيير، منذ سبعينات القرن الماضي، بـ«طفل الموضة المتمرّد»، لكل ما قدمه من تصاميم وابتكارات خارجة عن المألوف، استطاع أن يكسر كثيراً من القواعد التي كان متعارفاً عليها، وببلوزته المقلمة الشهيرة باللونين الأبيض والأزرق، وقدرته على أن يحوّل منصّة عرضه إلى رسائل حرية وحب.

في يناير من العام الماضي، وبعد خمسة عقود من جنون الموضة وابتكاراتها، أعلن غولتيير اعتزاله تصميم الأزياء، وكان ذلك من خلال تغريدة عبر حسابه على «تويتر» قال فيها: «سيحتفي هذا العرض بـ50 عاماً في هذه المهنة، وسيكون أيضاً العرض الأخير لي، ولكن اطمئنوا الهوت كوتور سيستمر ولكن بمفهوم جديد»، وهو ما خرج به، أخيراً، خلال أسبوع باريس للموضة لخريف وشتاء 2021-2022 الخاصة بأزياء الهوت كوتور.

أخيراً أعلنت الدار عن «مفهومها الجديد»، الذي ذكره غولتيير في تغريدته، وهي الفكرة التي لطالما قبعت في مخيلة المصمم منذ سنوات طويلة، مصرّحاً لموقع «بزنس أوف فاشن» بأن «فكرة أن يترجم مصممون مختلفون الهوت كوتور لعلامة تجارية واحدة، خطرت لي في التسعينات»، حيث يتم اختيار مدير إبداعي مختلف لكل موسم، يتعاون مع الدار ويقدم ترجمته الشخصية لمجموعة الهوت كوتور الخاصة بالعلامة التجارية، ليؤكد غولتيير للجميع على تمرّده المعتاد على كل ما هو متعارف عليه في عالم الموضة مرة أخرى، وذلك من خلال تدوير المهمة على مصممين مختلفين لكل موسم.

جنون ياباني

على الرغم من تنوّع الأسماء وكثرتها، فإن المصمم اختار أن تكون مؤسسة العلامة التجارية اليابانية «ساكاي» شيتوسي آبي أول متعاوني الدار، لما تتميز به من دقة شديدة في التنفيذ، والميل الواضح لخلق خامة جديدة، من خلال مزج خامتين مختلفتين، وهما الصفتان اللتان تجمع المصممين، التي جعلت التعاون بينهما سلساً، حيث وصفت المصممة ذلك لموقع مجلة «فوغ» قائلة: «لقد كان الأمر حميمياً جداً، لقد كان أقرب لطلب ودي، من خلال دعوة على الشاي، لم يبد الأمر كما لو كان اتفاقاً لدمج اسم شركتين مع بعضهما بعضاً، بل تعاون بين شخصين فقط»، واصفة التجربة بأنها «مذهلة»، مشيرة إلى أنها وغولتيير يتشاركان مستوى المثالية في التنفيذ ذاته، «الأمر الذي جعل العملية سلسة».

تميزت لمسات آبي بالفخامة المختفية تحت التنانير المنتفخة، التي تكونت من عشرات الكشكشات الدقيقة، والتي جعلت التنانير تتراقص بحرية، إضافة إلى ترجمتها الخاصة لبلوزة غولتيير المقلمة الشهيرة، التي تداخلت بذكاء مع قماش الأورغانزا الحريري.

تحديث معقد

إعجاب آبي بأعمال غولتيير جعلها لا تحتاج إلى البحث، أو الاستعانة بأرشيف الدار، فجاءت الإطلالة الأولى نسخة محدثة بزاوية جديدة تماماً لابتكار غولتيير الثمانيني الشهير للصدرية القمع، التي امتزجت مع مشد نسائي مستوحى من بدلة رجالية مقلمة، فوق تنورة شفافة، فوق قطع من القماش الشفاف الذي بدى كما لو كان طبقة جلد إضافية مزيّنة بالأوشام ارتدتها العارضة، في تعاون مع فنان الأوشام دكتور وو.

تميزت المجموعة بالمزج المعقد بين الأفكار والقصات والخامات، بكثير من اللمسات الأيقونية التي عرفت بها الدار عبر السنين، سواء من خلال اعتماد قماش الـ«طرطان» الصوفي ذات طبعات المربعات والكاروهات ودمجه مع الشيفون الشفاف، أو الميل إلى قصات موضة الـ«بنك» القوية، أو إعادة هيكلة وتخيل البدلات الرجالية التي تحوّلت إلى فساتين بخصر عال، أو معاطف المطر، التي تحوّلت إلى تنانير منتفخة

بـ«جيبونات» ضخمة، بينما تداخلت البلوزات الأيرلندية الصوفية المحاكة والمعروفة باسم «آران سويتر»، كما لو كانت رقعاً مترابطة ظهرت عبر فستان شيفوني هفهاف بكثير من الخطوط والقصات المستوحاة من أزمنة الـ«هوت كوتور» الباريسية القديمة، وكثير من التمرّد والتعقيد والذكاء.

صاحب غولتيير مصممة المجموعة شيتوسي آبي على منصّة العرض في نهايته، التي ارتدت قميصاً يحمل عبارة «إنفانت تريبل» أو «الطفل المتمرّد»، وهو الاسم الذي عُرف به غولتيير وهي العبارة التي ظهرت أيضاً خلال العرض، كما فاجأ المصمم الجماهير المتحلقة أمام شرفة المقر الرئيس للدار تحية لهم.

• غولتيير: «سيحتفي هذا العرض بـ 50 عاماً في هذه المهنة، وسيكون أيضاً العرض الأخير لي».

• تميزت المجموعة بالمزج المعقد بين الأفكار والقصات والخامات، وكثير من اللمسات الأيقونية التي عُرفت بها الدار عبر السنين.

تويتر