التجار محبطون والسياحة غائبة

«كوني أيلاند» شاطئ شعبي في نيويورك هجره الزوار بسبب الجائحة

كوني آيلاند شهدت انهياراً كبيراً بين السبعينات والتسعينات من القرن الفائت. أرشيفية

مع أفعوانياتها ومسابقتها السنوية لالتهام سندويشات الهوت دوغ وروادها الكثر الذين يعكسون تنوع المدينة، تعتبر كوني آيلاند أشهر شاطئ في نيويورك، إلا أن الجائحة خفضت بشكل كبير هذه السنة الزحام المحبب على طول الواجهة البحرية التي تتسم بسحر غابر.

ولم يسبق لهذا الحي الواقع في أقصى جنوب غرب بروكلين أن عرف مرحلة صعبة كهذه منذ تأسيسه قبل 150 سنة. ويقول دنيس فورديريس (61 عاماً) الذي يملك مع شقيقه متنزه «دينوز ووندر ويل أيمزمنت بارك» الترفيهي المغلق بالكامل «الأمر رهيب ومحبط فعلاً».

ويوضح أنه كان يتوقع سنة جيدة لشركته في 2020 مع الذكرى المئة للعجلة الضخمة البالغ ارتفاعها 45 متراً في متنزهه الترفيهي.

لكن مع الإغلاق والحجر وغياب غالبية السياح، توقف العمل بالعجلة الكبرى هذا الموسم للمرة الأولى منذ 1920، واضطر الشقيقان فورديريس إلى تعليق مشروع لتوسيع المتنزه الترفيهي أنفقا عليه حتى الآن 12 مليون دولار.

ويقول دنيس فورديريس بأسف «عادة تبلغ إيراداتنا ملايين الدولارات. هذه السنة لاتزال الإيرادات معدومة. نمضي ليالي صعبة جداً».

وفي مكان آخر على الواجهة البحرية المصنوعة من ألواح خشبية بمحاذاة البحر، يبدو الوضع صعباً أيضاً في مطعم «روبيز» الذي فتح أبوابه العام 1934.

ويقول صاحب المطعم مايكل ساريل «تراجعت إيراداتنا بنسبة 75% مقارنة بالأيام العادية قبل الجائحة. لن نكسب ما يكفي من المال لدفع الإيجار هذا الموسم. وبصراحة نفكر جدياً في بيع المطعم». واستحالت كوني آيلاند موقعاً ترفيهياً في 1880، حيث في الأيام الطبيعية يتهافت إليها سبعة ملايين شخص سنوياً للتسمر والسباحة والتنزه على الواجهة البحرية، وتناول المثلجات أو البطاطا المقلية أو غزل البنات.

وتقول لولا ستار مالكة متجر ملابس منذ 20 عاماً: «يأتي الناس من كل المشارب ويختلطون بسهولة، وتبدو عليهم فرحة العيش. هذا أمر ساحر ومهم جداً للمدينة». وتخشى ستار أن تشكل الجائحة ضربة قاضية للمتجر وتؤكد «هي المرحلة الأصعب في حياتي. أناضل من أجل ألا ينهار متجري». وكانت كوني آيلاند شهدت انهياراً كبيراً بين السبعينات والتسعينات من القرن الفائت على غرار أحياء كثيرة أخرى في نيويورك، لكنها راحت تشهد نهضة منذ مطلع الألفية.


في الأيام الطبيعية يتهافت إليه سبعة ملايين شخص سنوياً للتسمر والسباحة والتنزه على الواجهة البحرية.

تويتر