اكتشاف كواكب ضخمة تخالف ظنون العلماء

«سي آي تاو» يبعد عن الأرض 500 مليون سنة ضوئية. أرشيفية

أطلق العلماء اسم «سي آي تاو» على نجم قدّروا عمره بملياري عام. ومع أنه زمن سحيق بمقاييس أعمارنا إلا أن هذا النجم فتي نسبيّاً وصغير الحجم مقارنة بأعمار النجوم وأحجامها، فحجمه يبلغ 80% من حجم شمسنا، وسنّه أقل من نصف سنّها؛ وأما الكواكب التي تدور حوله فأمرها مختلف، إذ بيَّن بحث جديد أن بينها وبين أكبر كوكب في مجموعتنا الشمسية فرقاً حجميّاً هائلاً يجعله يبدو إلى جانبها قزماً؛ ويرى بعضهم أن حجمها سيغير ما كان في ظن العلماء عن كيفية تشكُّل الكواكب.

وحسب مرصد المستقبل، التابع لمؤسسة دبي للمستقبل، كان أحد الكواكب الدائرة حول سي آي تاو معروفاً، واسمه سي آي تاو بي، وحجمه 10 أضعاف حجم المشتري، لكنه يكمل دورته حول نجمه في تسعة أيام أرضية، أما المشتري فيكمل دورته حول الشمس في 12 عاماً، وأخيراً نُشرت في مجلة ذي أستروفيزيكال جورنال ليترز ورقة بحثية جديدة تصف إخوته الثلاثة الكبار.

يحيط بالنجم سي آي تاو طوق من غاز وغبار، يُدعى «القرص الكوكبي الدوار»، وحين سلَّط عليه الباحثون شبكة تلسكوبات راديوية تشيلية، رصدوا فجوات تقدم أدلة قوية على أن لذلك النجم الصغير ثلاثة كواكب ضخمة أخرى، يبلغ حجم أحدها ثلاثة أضعاف حجم المشتري، أما الآخران فحجمهما كحجم زحل.

وفي حين كان الفلكيون يظنون أن الكواكب الغازية الضخمة تشكلت ببطء، في فترات أطول كثيراً من سِنّ سي آي تاو ذاته؛ لكن الباحثة فَرْزانا ميرو، من الذين أسهموا في اكتشاف الكواكب، قالت إنّ تلك الكواكب الغازية الضخمة غيرت ذلك الظن؛ فالواضح أن الكواكب في بعض الظروف يمكن أن تتشكل بسرعة أعلى بكثير.

وعلى الأرجح أن البشر لن يَبلغوا سي آي تاو أبداً، إذ يبعد عنا 500 مليون سنة ضوئية؛ فليس أمام الباحثين حاليّاً إلا مواصلة مراقبته بحثاً عن معلومات أكثر عن كواكبه الضخمة أو عن تشكُّل الكون.

تويتر