التزاماتي تمنعني من متابعة الأعمال الدرامية في رمضان

سعيد بتيجة: «يا تلحق على رمضان يا هو يلحق عليك»

صورة

يبتسم الفنان الإماراتي سعيد بتيجة، وهو يستذكر خصوصية وألق رمضان، والأجواء التي يكرسها الشهر الكريم يوماً بعد يوم، حيث يقول: «دائماً يشبه آباؤنا وأمهاتنا شهر رمضان الفضيل بالزائر الخفيف الظل، الذي عادة يمر بسرعة البرق دون أن نفطن لرحيله، أو يقارنوه بـ(حبات السبحة)، التي تنسل أجزاؤها من بين أصابعنا حبة حبة، وهذا من أجل أن يثبتوا أنه إذا مر اليوم الأول والثاني من رمضان، فإننا نتفاجأ بتسلل أيامه وانسحابها بتدرج سريع وغريب، نجد من بعدها أنه رحل ولن يعود إلينا إلا بعد مرور عام كامل، تاركاً لدينا حسرة كبيرة وشوقاً لا يضاهى، لأجوائه الروحانية الجميلة، وألق سهراته واجتماعاته العائلية والحركية الخاصة، التي يبثها رمضان في كل بيت من البيوت»، ويتابع بتيجة «لهذا السبب أقول دوماً: (يا تلحق على رمضان يا هو يلحق عليك)، ولا يسعنا في كل مرة إلا أن نتمنى أن يحل علينا هذا الشهر المبارك دوماً بالصحة والعافية، وأن يعاودنا في كل عام بالفرح والخير والسعادة والأمان للجميع».

1

سرقة اللوز

في عودة إلى أيام الطفولة، يقول: «لا أستطيع أن أنسى المقالب التي كنت أحد المخططين لها منذ 20 عاماً مضت، أيام طفولتي (المزدهرة) بالشقاوات والمشاكسات الطفولية الخطيرة، التي صادفت في أحد المواسم الرمضانية موسم اللوز، فكنا نتعمد مع الأصدقاء تسلق الجدران، لسرقة ما تيسر من حبات اللوز من أشجار بيوت الجيران».

2

«سوبر أمان»

تألق سعيد بتيجة في العديد من الأدوار والشخصيات الكوميدية، التي قدمها على شاشة التلفزيون، مثل مشاركته في مسلسل «زمن الطيبين»، و«وديمة وحليمة»، و«حاير طاير»، و«عجيب غريب»، و«حظ يا نصيب»، وغيرها، في حين نجح في رسم العديد من الشخصيات المحببة في الأوبريتات الغنائية، التي شارك فيها، مثل الأوبريت الأخير «هلال الخير»، الذي قدم فيه بتيجة شخصية «سوبر أمان» بأسلوب لطيف وظريف، نال إعجاب الجمهور.

3

موهبة خفية

يتحدث سعيد بتيجة عن العادات الغذائية، التي يفضلها في رمضان، كاشفاً في الوقت نفسه عن موهبته الخفية والمميزة في الطبخ، وإعداد أشهى الأطباق المحلية: «أجيد الطبخ، لكنني لا أحصل على أي فرصة لإبراز مواهبي، بسبب اكتظاظ المطبخ المتواصل بأصحاب البيت وزواره».


- أنا موجود لمن يطلبني، ولن أقبل على نفسي أن أتملق أحداً، مهما كانت الأسباب والظروف.

- رأس الخيمة تحافظ على الطابع القديم، والنسق التراثي، للمجتمع الإماراتي التقليدي.

- أخصص بعض الوقت لتقاسم الأجواء الدافئة، للإفطار مع عائلتي وأهلي قبل الإنطلاق إلى العمل.

ألق رمضان

وحول مدى متابعته للدراما الرمضانية، يعترف الفنان سعيد بتيجة بنوع من التقصير، الذي أوكله الفنان إلى كثرة انشغالاته المهنية وارتباطاته اليومية، التي تمنعه دوماً من مشاهدة ما تيسر من باقات البرامج والمسلسلات الدرامية الرمضانية «بأمانة لست من الأشخاص الذين يتابعون التلفزيون في رمضان، بحكم الكثير من الالتزامات والضغوط، التي غالباً تسحبنا نحن الفنانين من البيت والعائلة خلال أيام رمضان، ففي المساء مثلاً يكون لديّ ارتباط بمسلسل إذاعي بعد الإفطار مباشرة، وبعد صلاة العشاء عادة تقام فعاليات في مكان ما من الإمارة أو ندوة ثقافية أو فنية تستدعي مشاركتي، ما يتسبب في بعض الإرباك الذي يسحبني دوماً من المنزل والعائلة، ويجعلني أنتظر بالتالي فترة ما بعد رمضان، لأتابع بعض الأعمال الدرامية التي لم أستطع متابعتها خلال الشهر الفضيل»، وعن اللقاءات العائلية والوقت المخصص للاجتماعات، واللمات الودية مع الأهل والأصحاب والأحباب، قال: «أخصص بعض الوقت لتقاسم الأجواء الدافئة للإفطار مع عائلتي وأهلي، والانطلاق مباشرة بعد انتهائه إلى العمل»، ويضيف: «من الجميل جداً أننا محافظون في عائلتنا المصغرة على تقاليد اجتماعاتنا الرمضانية، لأننا لانزال نعيش جميعاً في بيت والدي حفظه الله برأس الخيمة، الذي يؤوي تحت سقفه العامر وعلى طاولة الإفطار المعتادة جميع أفرد العائلة في الشهر الفضيل، عدا أختي المتزوجة والمقيمة في الفجيرة».

بعيداً عن الشللية

الحوار الرمضاني وذكريات الطفولة السعيدة، تزامنت مع زيارة «الإمارات اليوم» لأحد مواقع تصوير المسلسل الإماراتي «على قد الحال»، الذي يطل فيه سعيد بتيجة ضيف شرف في شخصية طريفة، تتصف بالعصبية والعناد، إلى جانب كوكبة من نجوم الإمارات والخليج، منهم النجمة سعاد علي ومرعي الحليان ومروان عبدالله وصوغة وبدرية أحمد، وعدد من نجوم الكوميديا المحلية في عمل جديد، يخرجه للشاشة الفضية المخرج عمر إبراهيم. بخلاف هذه المشاركة، تفتقد أجندة بتيجة أي أعمال أو مشروعات جديدة حاضرة هذا العام، سواء على خشبة المسرح أو في التلفزيون، فراغ أوكله الفنان الإماراتي إلى واقع إبداعي محلي موغل في «الشللية الفنية»: «في السابق كنا نعيب على الدراما الكويتية تفشي ظاهرة الشللية، وتمكنها من جميع مفاصل الصناعة الدرامية، وها نحن نقع اليوم في المطبات الخانقة نفسها، التي يتم فيها إقصاء العديد من النجوم والفنانين، لمجرد مشاركتهم في أعمال منتجين على خلافات فنية مع منتجين آخرين»، ويردف «لا حاجة لي أن أتودد أو أتسلل إلى عباءة المنتج، أو أتمسح وأتذلل لأي منتج لكي يجد لي دوراً في مسلسل جديد ينتجه للشاشة، فأنا موجود لمن يطلبني، ولن أقبل على نفسي أن أتملق أحداً، مهما كانت الأسباب والعوامل والظروف».

الأصالة والتراث

في سياق حديث الفنان عن رأس الخيمة، كان من الضروري التطرق إلى خاصية هذه الإمارة الوادعة، وما يميز جوها في رمضان، سؤال تنهد من بعده بتيجة طويلاً، ورد قائلاً: «مازالت هذه الإمارة محافظة على الطابع القديم والنسق التراثي للمجتمع الإماراتي التقليدي، ففترة ما بعد العشاء مخصصة لتبادل الزيارات بين الأهالي وسكان الفرجان، الذين تراهم يشقون الفرجان محملين بما لذ وطاب من أطباق الحلويات، وشتى أنواع المأكولات التي يخيرون اقتسامها مع أحبابهم وأصدقائهم ومعارفهم، وقضاء فترة ما بعد صلاة العشاء والتراويح في سهرات السمر مع بعضهم بعضاً». ويضيف «توارث جيل الشباب هذه العادة الحميدة، وهذا شيء مميز لاتزال رأس الخيمة محافظة عليه في رمضان، وهذا شيء يثلج الصدر، ويدعو إلى الفخر بهذه العادات الاجتماعية الجميلة، التي تجسد روح التآخي والتراحم والمودة، التي كرسها أهلها إلى الآن».

وفي ما يتعلق بالتظاهرات الثقافية والفعاليات الفنية، التي تنظم في رأس الخيمة في ليالي رمضان، قال بتيجة «هناك حركة ثقافية وفنية مهمة على امتداد أيام الشهر الكريم، وأكون أحيانا جزءاً لا يتجزأ منها، باعتباري مشاركاً في بعض المسابقات، أو مقدماً لبعضها على خشبة المسرح».

في المقابل، يعتبر بتيجة فترة رمضان فرصة مناسبة لتجديد طاقته، ومساحة مميزة للإبداع، قائلاً «أحاول قدر الإمكان أن أستغل حيز الوقت الرمضاني، للتركيز على بعض الانشغالات، كما أسعى دوماً للاستمتاع بأيام رمضان ولياليه، لأنه فرصة متجددة للحياة، ومساحة مناسبة يتجدد فيها الجسم والعقل والطاقة الإبداعية، في ظل استغنائنا عن عادات الشرب والأكل اليومية».

وقت رمضاني

أحاول قدر الإمكان أن أستغل الوقت الرمضاني، للتركيز على بعض الانشغالات، كما أسعى دوماً للاستمتاع بأيام رمضان ولياليه، لأنه فرصة متجددة للحياة، ومساحة مناسبة يتجدد فيها الجسم والعقل والطاقة الإبداعية، في ظل استغنائنا عن عادات الشرب والأكل اليومية.

في السابق، كنا نعيب على الدراما الكويتية تفشي ظاهرة الشللية، وتمكنها من جميع مفاصل الصناعة الدرامية، وها نحن نقع اليوم في المطبات الخانقة نفسها.

تويتر