استمد موضوعاته من هوية الوطن وثقافته

الفن الفطري السلوفاكي.. لوحات تحمل نبض الحياة

صورة

على مر العصور احتل الفن الفطري مكانة مميزة في تاريخ الفنون في مختلف أنحاء العالم، حيث مثل ولايزال موضوعاً شيقاً للبحث والدراسة، خصوصاً أنه مع الوقت شكل تجربة ذات خصوصية وملامح متفردة من حيث اعتمادها على الفطرة بعيداً عن الدراسة الأكاديمية، وارتباط فنانيها وما يقدمونه من نتاج فني بالبيئة التي يعيشون فيها والثقافة المحلية والشعبية التي ينتمي إليها الفنان، وهي صفات تمنح هذا النوع من الفن قدرة كبيرة على الوصول إلى المتلقي الذي يلمس فيها الصدق والبساطة والعفوية، ويجد فيها طابعاً إنسانياً محبباً.

عن الفن الفطري في سلوفاكيا؛ جاء المعرض الفني الذي افتتح مساء أول من أمس، في فندق ميلينيوم الكورنيش بأبوظبي، بحضور 11 سفيراً وكوكبة من الفنانين ورجال السلك الدبلوماسي، ومن المقرر أن يستمر على مدى أسبوعين.

بين اللوحات التشكيلية والمقاعد الخشبية الصغيرة وحبات «القرع» الجافة؛ تنوعت المعروضات التي ضمها المعرض، والتي بلغ عددها ما يقرب من 33 لوحة لـ22 فناناً من سلوفاكيا بصربيا، قدمها جاليري بابكا كوفاتشيتسا، بحسب ما أوضحت المسؤولة عن المعرض كارا بابكا، مشيرة إلى أنها الزيارة الأولى للجاليري في الشرق الأوسط، وهي المرة الأولى التي يعرض فيها هذا النوع من الفن في المنطقة. لافتة إلى أن الفن الفطري السلوفاكي استطاع ان يحقق مكانة مميزة عالمياً، نظراً لارتباطه بهوية وطنه وقدرته على التعبير عن مكونات وقيم المجتمع، حتى بات من التراث الثقافي لقرية كوفاسيسا التي ينتمي إليها الجاليري والفنانون المشاركون في المعرض.

وتناولت اللوحات مشاهد من الطبيعة في سلوفاكيا، ومشاهد أخرى تجسد عادات السكان في حياتهم اليومية، وفي المناسبات المختلفة مثل الأعراس، أو الأعمال والمهن التي يمارسونها. كما تناولت مشاهد مستوحاة من الحكايات الشعبية التي تتوارثها الأجيال في القرية والمنطقة. واتسمت الأعمال بدقة التصوير واختيار الألوان التي طغت عليها الألوان الزاهية المفرحة التي تعكس بساطة وجمال الحياة الريفية. أيضاً تضمن المعرض مقاعد خشبية صغيرة الحجم ذات قائمتين تستخدم للأطفال، بعد أن حولتها أنامل الفنانين إلى لوحات فنية مستوحاة من الحكايات الشعبية للأطفال في سلوفاكيا وأخرى من العالم العربي. وتعبر هذه المقاعد عن تقليد كان متبعاً قديماً، حيث كان يجلس البالغون على كراسي عالية حول مائدة الطعام، بينما يجلس الأطفال على طاولات منخفضة ومقاعد ذات قائمتين، ومع تطور الحياة تم التخلي عن هذا التقليد وفقدت المقاعد دورها، والمحصلة أنّ جيلاً استخدمها، وجيلاً حافظ عليها، وجيلاً ثالثاً قام بتزيينها وتحويلها إلى لوحات تبوح بما يختزنه من حكايات الطفولة.

تويتر