الصبغ المثالي لا يلفت الانتباه إلى وجود أمر غير مألوف

تقنيات حديثة تمنح الشعر طلّة طبيعية

اللون الطبيعي للشعر يتألف من درجات لونية كثيرة وليس مجرد أسود أو بني فقط. د.ب.أ

ينبغي على المرأة التي ترغب في صبغ شعرها أن تختار درجات ألوان طبيعية، كي لا يلفت لون شعرها المصبوغ انتباه الآخرين ومن ثم ينكشف سرها. وفي الوقت الحالي يستخدم مصففو الشعر تقنيات حديثة تمنح الشعر المصبوغ طلة طبيعية. ولتحقيق أقصى تأثير طبيعي ممكن يصل الأمر في بعض الحالات إلى حد استخدام تقنيات مناقضة للطبيعة، منها على سبيل المثال تقنية منابت الشعر الاصطناعية، حيث يقوم المصفف بصبغ منابت الشعر بدرجة لونية أغمق من بقية الشعر بشكل ظاهر للعيان، كما لو كان يتعين على المرأة أن تذهب الآن ودون تأخير إلى صالون تصفيف الشعر.

آراء

لا يُجمع مصففو الشعر في ما بينهم على ما إذا كان منبت الشعر المصبوغ بشكل ظاهر للعيان مناسباً فعلاً أم لا. فداغنه يؤيده، كما يراه فاينيتشكه مسايراً لأحدث الاتجاهات العصرية، ويقول:«هناك اليوم ما يُسمى بيوم الشعر السيئ، حيث تخرج المرأة إلى الشارع دون أن تهندم شعرها أو تخفيه تحت قبعة». ويتبنى شولهورن رأياً مغايراً، ويقول: «منبت الشعر الظاهر يخالف الاتجاه إلى الطلة المهندمة». غير أن شولهورن يعود ويقر بأنه لاحظ بنفسه الاتجاه إلى منبت الشعر المصبوغ بشكل ظاهر للعيان في الشارع، مشيراً إلى أنه لا يسود بين القاعدة العريضة من الناس، وإنما بين أوساط الشباب العصري من سكان المدن الكبرى.

وتعتمد هذه التقنية على حقيقة أن اللون الطبيعي للشعر يتألف من درجات لونية كثيرة، وليس مجرد أسود أو بني فقط، وهو ما يحاول مصفف الشعر تقليده. وأوضح ديتر شولهورن، مدير قسم الإبداع لدى اتحاد روابط مصففي الشعر بولاية بافاريا الألمانية، التي تتخذ من مدينة أوغسبورغ مقراً لها، قائلاً :«تخلى مصففو الشعر منذ عهد طويل عن صبغ الشعر بلون واحد؛ إذ ليس بالضرورة أن تكون كل أجزاء الشعر ذات لون واحد».

خصلات ملونة

على مدار فترات طويلة ظل مصففو الشعر يعولون على الخصلات الملونة لإضفاء تدريجات لونية على الشعر، ولهذا الغرض كان يتم في الغالب استخدام رقائق معدنية يتم فيها لف أجزاء من الشعر مقسمة ومدهونة بصبغة. وكانت النتيجة ظاهرة للعيان بشكل زائد على الحد؛ إذ إن الخصلات الملونة المصففة بهذه الطريقة كانت لها حواف. وعن تأثير هذه التقنية القديمة يقول كبير مصففي الشعر، أنطونيو فاينيتشكه، مدير قسم الإبداع لدى رابطة مصففي الشعر الألمان بمدينة آخن غربي البلاد: «كانت الخصلات تبدو ككتل شريطية، وفي الوقت الحاضر لا ترغب أي امرأة في استخدام هذه التقنية، لأنها لا تريد أن تبدو كالسنجاب».

وأشار شولهورن إلى أن مصففي الشعر يستخدمون في الوقت الحاضر تقنية حديثة تُسمى Freestyle GCh Balayage تمنح الخصلات مظهراً أكثر طبيعية؛ حيث يتم تقسيم الشعر إلى أقسام تختلف في ما بينها من حيث العرض، ثم تصفيف خصلات كثيرة ذات تدريجات لونية مختلفة. ويقول شولهورن: «يتم صبغ الشعر يدوياً على نحو رقيق؛ حيث يحاول المصفف أن يجعل أقسام الشعر وألوانها المختلفة تتماهى مع بعضها بعضاً في رقة ونعومة».

كثافة الشعر

إلى جانب الطلة الطبيعية تتمتع هذه التقنية أيضاً بميزة أخرى تتمثل في زيادة كثافة الشعر، ويقول كبير مصففي الشعر فاينيتشكه: «هذه التسريحة تجعل الشعر يبدو أكثر كثافة، في حين أن اللون الأحادي يجعل الشعر يبدو أثقل». وأشار فاينيتشكه إلى أن الخصلات الملونة لا يجب بالضرورة أن تكون في الجزء العلوي من الشعر دائماً، موضحاً «مع قصَّة الشعر القصيرة Bob Cut مثلاً يمكن تصفيف خصلات ملونة رائعة الجمال بأسفل الشعر، والتي تظهر حينئذ أثناء الحركة».

ولهذه التقنية شكل بديل يُسمى «طلة قُبلة الشمس»، وهي مستوحاة من مظهر الشعر بعد قضاء يوم طويل على أحد شواطئ كاليفورنيا. ويصف ينس داغنه، كبير مصففي الشعر وعضو مجلس إدارة الشبكة الدولية لمصففي الشعر بألمانيا، مظهر الشعر قائلاً «يكون منبت الشعر قد نما مجدداً، في حين يكون لون الأطوال والأطراف باهتاً بدرجات مختلفة». وبشكل تقليدي يتم تصفيف هذه الطلة الشقراء مع الشعر ذي اللون الداكن، ولهذا الغرض يستخدم داغنه درجات دافئة من اللون الأشقر، والتي يصبغ بها أسفل منبت الشعر الظاهر بالتناوب. وأوضح داغنه: «يمكن للمرأة أن تحدد طول منبت الشعر كما تشاء، ولا بأس من أن يبلغ طول منبت الشعر ثلاثة إلى أربعة سنتيمترات». وكي لا يكون الفارق اللوني بين منبت الشعر والأطراف بارزاً للغاية، يقوم المصفف «بالمسح» باللون المخصص للشعر الطويل على منبت الشعر، فبذلك تتماهى أجزاء الشعر المختلفة مع بعضها بعضاً بنعومة ورقة. وأوضح داغنه: «وبالطبع، يمكن تنفيذ هذه الطلة مع المرأة ذات الشعر الأشقر الطبيعي، ولكن بمفهوم عكسي؛ حيث يتم صبغ منبت الشعر بلون أغمق درجة أو درجتين».

غير الشقراء

للمرأة غير الشقراء أو التي لا ترغب في صبغ شعرها باللون الأشقر فيمكنها أيضاً أن تحصل على هذه الطلة، ويقول داغنه: «حينئذ يحول مصفف الشعر طلة قُبلة الشمس إلى طلة قُبلة الأحمر، ومن ثم يبتكر المصفف حلاً جديداً ويحصل على نتائج مذهلة». ويلتقط فاينيتشكه طرف الحديث ويقول إن الدرجات الغامقة جداً مثل درجة لون خشب الأبنوس والعديد من درجات البني تتربع على عرش ألوان صبغات الشعر هذا الشتاء.

ويلفت كبير مصففي الشعر، ينس داغنه، إلى أن تقنيات الصبغ الجديدة تنطوي على عيب،  وهو أن الكثير من مصففي الشعر لم يتقنوا بعد هذه التقنيات المعقدة؛ مدللاً على ذلك بقدوم حالات كثيرة إلى صالونه لإصلاح التسريحات التي صففوها لدى مصففي شعر آخرين. لذا فهو ينصح النساء الراغبات في تصفيف تسريحات شعر باستخدام هذه التقنيات الحديثة بأن يستعلمن لدى الصالون أولاً عما إذا كان المصففون يجيدونها تماماً أم لا، مع تغيير الصالون الذي يتم التعامل معه، إذا استدعى الأمر ذلك. كما ينصح كبير مصففي الشعر الألماني النساء بألا يحاولن تجربة هذه التقنيات بأنفسهن.

تويتر