الغثيان وفقدان المزاج قد يكونان مؤشرين إلى ضغط الدم

انخفاض ضغط الدم قد يرجع إلى قصور وظيفة الغدة الدرقية أو ضعف شديد في القلب. د.ب.أ

يكثر الحديث دائماً عن ارتفاع ضغط الدم وأسبابه وأعراضه وسُبل الوقاية منه، بينما لا نجد مثل هذا الاهتمام بانخفاض ضغط الدم، الذي يعانيه أيضاً الكثير من الأشخاص.

وأوضح طبيب القلب الألماني ديتر كلاوس، أن أعراض انخفاض ضغط الدم تظهر في صورة الإصابة ببعض المتاعب، التي تبدأ بحالة من فقدان المزاج، والشعور بغثيان، والإصابة باضطرابات في التركيز، ويُمكن أن تصل إلى الإصابة بدوار وفقدان في الوعي تماماً.

وأضاف البروفيسور كلاوس، عضو مؤسسة صحة القلب الألمانية بمدينة فرانكفورت، أن انخفاض ضغط الدم يُمكن أن يُعزى إلى العديد من الأسباب، من بينها مثلاً الإصابة بمرض عضوي كقصور وظيفة الغدة الدرقية أو فقر الدم أو ضعف شديد في القلب.

وأشار الطبيب الألماني إلى أن هناك أشكالاً أخرى من انخفاض ضغط الدم تنتج عن اندفاع الدم في الساقين عند الجلوس أو الوقوف بشكل مفاجئ. ونظراً لأنه عند الإصابة بنوعيات معيّنة من الأمراض يظل الدم ساكناً في الجزء السفلي من الجسم لدى المريض، لذا يقل إمداد المخ بالدم لديه، ما يؤدي إلى إصابته بانخفاض ضغط الدم.

ويقول طبيب الباطنة الألماني واختصاصي الطب الرياضي فولفغانغ غريبة المنحدر من مدينة فرانكنبرغ بولاية هيسن، أن الوقوع تحت ضغط عصبي بصورة مستمرة يُمكن أن يؤدي إلى انخفاض ضغط الدم أيضاً.

وأضاف الطبيب الألماني «صحيح أنه عادةً ما يتسبب الوقوع تحت ضغط عصبي في ارتفاع معدلات ضغط الدم نتيجة تضيق الأوعية الدموية بالجسم، إلا أن وقوع الإنسان تحت هذا الضغط بصورة مستمرة قد يؤدي إلى اضطراب وظيفة الإنقاذ الطبيعية المسؤولة عن تضيق الأوعية الدموية، ومن ثمّ يُصاب الإنسان بانخفاض ضغط الدم».

وللوقاية من ذلك يوصي غريبة بأنه «ينبغي على الإنسان محاولة الخروج دائماً من المعايشات السلبية التي تسبب له الدخول في حالة من الضغط العصبي بصورة مستمرة، وتحويلها إلى معايشات إيجابية من خلال استحضار الأشياء التي تبعث على الفرحة والسعادة في حياته». ولإعادة الدورة الدموية بالجسم إلى مسارها الطبيعي، والوقاية من نوبات انخفاض ضغط الدم بشكل عام، شددّ الطبيب الألماني غريبة على أهمية الالتزام ببعض الإجراءات، يأتي في مقدمتها ممارسة الأنشطة الحركية واتباع نظام غذائي صحي يحتوي على كميات كبيرة من الفواكه والخضراوات ويشتمل أيضاً على حساء الدواجن واللحوم.

وأكدّ غريبة أيضاً «لابد من إمداد الجسم بكميات وفيرة من السوائل»، لافتاً إلى أنه يُفضل أن يُزيد مرضى انخفاض ضغط الدم من إضافة الملح في طعامهم إلى حد ما، حيث يُمكنهم بذلك الاحتفاظ بكميات كبيرة من السوائل داخل أجسادهم، ما يؤدي إلى إبقاء معدلات ضغط الدم مرتفعة على الدوام.

وأوصى الطبيب الألماني أيضاً بأخذ حمامات تبادلية (ساخن وبارد) مع ممارسة التمارين المائية والإكثار من السباحة بشكل خاص، لافتاً بقوله «ينبغي على مرضى انخفاض ضغط الدم تناول كوب من الماء قبل النهوض ببطء من الفراش».

لكن إذا لم تكفِ كل هذه الإجراءات في إعادة الدورة الدموية إلى مسارها الطبيعي والتحكم في معدلات ضغط الدم، أشار غريبة إلى أنه يُمكن حينئذٍ اللجوء إلى استخدام الأدوية، التي تُساعد على ذلك كالنقاط التي تتمتع بتأثير سريع في إعادة الدورة الدموية إلى مسارها الطبيعي. وفي هذا السياق أوضح غريبة «يُفضل علاج حالات انخفاض ضغط الدم التي تقل عن ‬60/ 90 باستخدام الأدوية على الدوام».

تويتر