مجموعة من الأزياء اليومية.. وعرض متطرف لأماتو كوتور
«فاشن فورود».. ختامه مسوخ غريبــي الأطوار
قد يكون عرض أزياء المصممة الهندية عائشة ديبالا، هو عرض ختام حدث الموضة الأضخم لهذا العام في دبي «فاشون فورورد» في موسمه الأول، مساء أول من أمس، في «أرينا مدينة جميرا» في دبي، إلا أن الحدث الختامي الحقيقي كان من خلال عرض الأزياء الذي سبقه للمصمم الفلبيني المنطلق محلياً منذ عقود عبر دار الأزياء الشهيرة «أماتو كوتور»، فيرن أونيه، الذي قدم عرضاً مستوحى من سيرك لمسوخ غريبي الأطوار، تحلين بقطع ساحرة غامضـة ومتطرفة.
بلونين لا ثالث لهما فضّل أونيه أن يعتمد عرضه، مستعيناً بلمسات بسيطة جداً من اللون البيج المقارب للون البشرة، ولمسات ذهبية طفيفة وبسيطة من اللون الذهبي المطفي، مفضلاً أن تخرج عارضاته اللاتي تلونت وجوههن المتجردة باللاشيء، لتبدين متجردات من الماكياج المعتاد، وأقرب إلى أن يكن مسوخاً جميلة نفرت أجسادها بتلك التفاصيل المنقوشة والمتعرجة التي حولتهن إلى مخلوقات أكثر منهن بشراً، ليكون أونيه أشهر المصممين المحليين القادرين على تقديم عرض فني لعرض صرعاته المتطرفة على المسرح، لما يزيّن به العارضات من إكسسوارات وماكياج غريب، وهي التصاميم ذاتها التي تبدو شديدة الأناقة والرومانسية والترف في خزانة دار أزيائه في مقرها الشهير في مركز «الهنا» في دبي.
دانتيل ودراما
كثير من الدانتيل المنقوش، وكثير من التطريزات شديدة الدقة والكثافة والجودة المتناهية، التي زيّنت أجزاء مدروسة ومثيرة من الخامات الشفافة المعتمدة على التول، وهي خامة المصمم المفضلة دائماً، ليركز في التصميم على أجزاء معينة في منطقة الجذع والأرداف، بينما تعرّقت وتسلقت تطريزات أخرى من تلك الرئيسة لتنتشر بكثافة أقل على أجزاء ومناطق أخرى من القماش ملتفة بدقة حول أجساد العارضات، مضيفاً لمسات محددة من الجلد الأسود اللمّاع على مناطق معينة من الخصر، التي نفرت على طريقة الـ«بيبلوم» المستديرة والمنفوخة حول الأرداف، كما أضاف تلك اللمسة من الجلد على طريقته الدراماتيكية، مسلحـة بعض عارضاته بدروع جلدية سوداء تزيّنت هي الأخرى بنقوش وخناجر دقيقة برزت حول الكتف والصدر، كما لو كانت الدروع مطعونـة بخناجر عدة.
قدم المصمم أونيه أيضاً مجموعة مميزة من التصاميم التي اعتمدت اللون العاجي، والتي بدت كما لو كانت مزيّنة بتطريزات شديدة السُمك والكثافة تداخلت مع بعضها بعضاً على كامل الفستان، أو أقرب إلى فكرة الفستان المحاك بالكامل، ولكن بخيوط سميكة وعريضة جداً، تضفّرت فيه النقوش وتداخلت مكونة خطوطاً عرضية وقلادات أفقية شديدة الفخامة.
تفاوتت فساتين المصمم بين الطويلة والقصيرة، إلا أنه فضّل التركيز على تلك الواصلة أسفل الركبة، معتمداً القصّة الضيقة لها غالباً، بينما قدم أخرى طويلة بقصّة الحورية المعتادة، التي مالت إلى اللون البيج المقارب للون البشرة والمزيّن بلمسات ذهبية انتشرت على الجذع والأرداف وأجزاء من التنورة، إضافة إلى أخرى تزيّنت بحبات الترتر المربعة الذهبية الكبيرة التي بدأت من الرقبة العالية ونزولاً حتى قالب الصدر الذي بدى كالدرع، ثم الجذع والأرداف وبقية التنورة.
واختتم المصمم عرضه بفستان عروس أبيض اتسخت أطرافه بحاشية سوداء أقرب إلى فكرة الاتساخ، بينما حملت العارضة الملوّنة بالكامل باللون الأبيض تاجاً ملكياً تزيّنت قمته بالعطر الجديد الذي أطلقته الدار مساء أول من أمس، في مؤتمر صحافي خلال الحدث، وقبيل عرض الأزياء، ليكون العطر الأول للدار.
إكسسوارات متطرفة
عادة ما يميل أونيه لتلك اللمسات المتطرفة التي تحوّل الفساتين الرومانسية في حقيقتها، إلى أخرى غامضة ومتطرفة، كما لو كان يفضل إخفاء جمال امرأته خلف قناع مخيف يحميها من خلاله، معتمداً أفكاراً دراماتيكية دائماً في اختياراته للإكسسوارات، التي غالباً ما تتزيّن بالنقوش الباروكية، المكوّنة من أجنحة صغيرة نافرة تارة، ودروع ذهبية عالية الرقبة تصل أسفل الصدر بتصميمها النافر المغلف للصدر تارة أخرى، أو أنصال الخناجر الزجاجية التي زيّنت رؤوس العارضات بطريقة أقرب إلى المهفة المفتوحة حول الشعر، أو الأحزمة المزخرفة القوية المحيطة بالفساتين المنقوشة والمطرزة هي الأخرى، مع ميله الدائم لإضافة المزيد من التفاصيل على التفاصيل.
ملابس جاهزة
غلبت التصاميم المميزة والأنيقة من فئة الملابس اليومية على عروض اليوم قبل الأخير من «فاشن فورورد»، الذي اختتم أيامه ظهر الأمس، خلال حفل غداء بدأ بكلمة مميزة لرئيس مجلس إدارة مجلس مصممي أزياء أميركا، ستيفن كولب، وبكلمة من ضيفة الشرف مصممة الأزياء اللبنانية الأميركية، ريم عكرا.
بمجموعة مبتكرة من مصممة الأزياء اللبنانية الصاعدة أميرة هارون، التي قدمت مجموعـة من القطع الجاهـزة سهلة الارتداء والاقتناء، والتي تفاوتت بين تلك المناسبة للعمل اليومي، والخروج اليومي الأنيق، أو تجمعات المساء الهادئة، بمجموعة من الفساتين والتنانير الضيقة القصيرة، وتلك المعتمدة على قصّات الدرابية، إضافة إلى القمصان الواسعة والتنانير الطويلة أيضاً، والتي تزيّنت بلمسات بسيطة من الدانتيل الناعم.
بينما استطاعت مصممة الأزياء اللبنانية دينا جسر، أن تقدم مجموعة مسائية أكثر، تنوعت فيها الفساتين الطويلة والقصيرة، وقصات التنانير الضيقة والواسعة، بكثير من التلاعب بالطبقات الشفافة من التول وأنواع الحرائر، مع الميل إلى فكـرة التلاعب بالخطوط الهندسيـة التي تعين على رسم الجسم بطريقـة مبتكرة وواضحة.
كان للدانتيل مكانته أيضاً في مجموعة جسر، التي تداخلت فيها أجزاء الدانتيل بقصّات هندسية، إلى جانب الخامات الأخرى الرئيسة للفساتين، بينما تفاوتت قصّات الأكتاف بين المعتمدة على فكرة الحمالة الواحدة، أو من دون حمالات، أو من دون أكمام، أو ذات الأكمام الطويلة، وقصّة الجذع الواسعة المتهدلة فوق تنورة متموّجة ذات خطوط عمودية متوازية.
مالت ألوان المجموعة إلى أن تتفاوت بين الهادئة والداكنة والواضحة، بين درجات الأسود، والنفطي، والأزرق النيلي، واللازوردي، إضافة إلى الأصفر، مع لمسات مميزة من أحجار الزينة الذهبية المربعة التي زيّنت أطراف التنانير.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news