الحيوانات الأليفة أوعية ناقلة للأمراض الفيروسية والبكتيرية

الحيوانات الأليفة مصدر لكثير من الأمراض. غيتي

على الرغم من التعايش بين الإنسان والحيوان منذ القدم، إلا أن هذا التعايش لا يخلو من تهديدات صحية. ويقول رئيس قسم الأمراض المعدية في مستشفى غرنوبل، البروفيسور جون بول ستال، ان الحيوان يعد «حاوية للفيروسات والبكتيريا» والإنسان يعتمد عليه في الغذاء ابتداء من اللحم والحليب وغيرهما. ويرصد الأطباء آلاف الإصابات الفيروسية والبكتيرية في فرنسا، بسبب الأغذية الحيوانية، ومن هذه الأمراض داء السالمونيلا. ويعتبر التسمم الغذائي الناتج عن السالمونيلا أشهر أنواع العدوى الغذائية، وفي بعض الدراسات يشكل ‬50٪ من حالات التسمم الغذائي البكتيري. وتشكل السالمونيلا مجموعة كبيرة من البكتيريا تقدر بنحو ‬2000. وتحتل العدوى الكمبيلوبكتيرية المرتبة الثانية بواقع ‬4300 إصابة سنوياً في فرنسا، وهو مرض معد تسببه بكتيريا تسمى «كمبيلوباكتر»، ويستغرق ظهور المرض أسبوع لكن معظم الأشخاص الذين يصابون بهذه البكتيريا لا تظهر عليهم الأعراض مطلقاً. وتعتبر «الكمبيلوباكتر» من أكثر أنواع البكتيريا خطورة على حياة الناس في الولايات المتحدة، ومن الممكن أن يهدد حياة المصاب خصوصاً المرضى الذين لديهم مناعة قليلة حيث تنتشر البكتيريا في الدم مسببةً عواقب وخيمة.

تدابير صحية

النوم مع القطط

ذكرت صحيفة «يو إس إيه توداي» أن ‬60٪ من الأميركيين يملكون حيوانات أليفة في بيوتهم، من بينهم عدد كبير قد يتعدى النصف، يسمحون لحيواناتهم (القطط أو الكلاب) بالنوم معهم. ويقول البروفيسور في كلية الطب البيطري بجامعة كاليفورنيا ـ ديفيز، برونو تشوميل، إن ذلك يمثل خطراً على البشر. وقام الدكتور تشوميل مع أحد خبراء الطب البيطري في وزارة الصحة العامة بكاليفورنيا ببحث، ونشرا دراسة أظهرت ما يمكن أن يتسبب فيه السماح للحيوانات المنزلية بالنوم مع أصحابها. فبالإضافة للطاعون العقدي والدراق الطفيلي يمكن أن يتسبب الاحتكاك المباشر مع الحيوان الأليف في اختلال عمل القلب والجهاز الهضمي. كذلك يمكن الإصابة بمرض الحكة الناجم عن لعق قطط مصابة. وقال تشوميل إن «احتمال الاصابة نادر، لكنه ممكن، وفي حالة وقوعه فإنه قابل لأن يكون سيئا جداً، خصوصا لدى الصغار الذين لا يملكون جهاز مناعة قوياً».

http://media.emaratalyoum.com/images/polopoly-inline-images/2012/12/021597.jpg

تشكل بعض أنواع البكتيريا الحيوانية النادرة خطراً كبيراً على الإنسان، إلا أن الطب الحديث تمكن من رصدها ومراقبة المصابين في المستشفيات، وإجراء تحاليل لفهم مدى خطورة العدوى، من بينها بكتيريا الليستيرية، ويمكن منع العدوى الليستيرية بواسطة اتخاذ بعض التدابير والاحتياطات في كل ما يتعلق بالتعامل مع المنتجات الغذائية، والحرص على تغليف اللحوم الطازجة والدواجن والاسماك بعناية، وابقائها بعيدة عن المنتجات الغذائية الاخرى، وغسل اليدين جيداً قبل وبعد معالجة الطعام. واذا كان بالإمكان، استخدام ألواح تقطيع منفصلة لكل نوع من انواع الغذاء، واحد للفواكه والخضراوات الطازجة وآخر لمنتجات اللحوم الدجاج والاسماك. ويقول خبراء التغذية أن أغلب حالات العدوى يمكن تفاديها بإجراءات صحية بسيطة منها غسل اليدين جيدا قبل البدء في تحضير الطعام.

تعتبر أمراض الجدري من أقل الأمراض خطراً، إلا أنها تظهر بين الحين والآخر خصوصاً في المناطق التي لا يتم فيها التطعيم ضد فيروس الجدري. وتقول الدكتورة ألكسندرا ماي أن «المراهقين الذين يصابون بالجدري يصابون بتقرحات كبيرة ومؤلمة وعملية الشفاء تستغرق وقتا أطول». الجرذان الأليفة والقطط من أهم حاملي الفيروس وينتقل إلى الإنسان في حال تعرض إلى العض. وينصح الخبراء بارتداء قفازات آمنة أثناء تنظيف الحيوانات الأليفة. ولا يشعر أكثر المصابين بداء المقوسات عادة بأي أعراض عند الإصابة به، بينما يعاني بعضهم أعراضاً بسيطة بعد الإصابة شبيهة بأعراض الانفلونزا تستمر لأيام قليلة ثم تختفي وتترك بعدها مناعة ضد المرض، الذي يصيب الإنسان بسبب طفيلي يسمى «توكسوبلازما». ويعيش هذا الطفيلي ويتكاثر في أمعاء القطط ثم يخرج مع برازها ويختلط بالتراب، لكن المشكلة تكمن عند إصابة السيدة الحامل بهذا الداء، ففي هذه الحالة تنقل العدوى عن طريق المشيمة إلى الجنين النامي وتهدده بتشوهات وعيوب خلقية في المخ والأعصاب والعينين.

‬220 مرضاً

هناك مجموعة أمراض مشتركة، هي تلك التي تنتقل من الحيوان للإنسان عن طريق الاختلاط المباشر، أو من خلال المنتجات والمخلفات الحيوانية العديدة، وقد يصل عدد الأمراض المشتركة إلى أكثر من ‬220 داء، وتختلف مسبباتها وأعراضها وأهميتها وتمثل مشكلة صحية عامة في العالم، خصوصا في الدول النامية أو دول العالم الثالث، وهناك عوامل مساعدة على انتقال أمراض الحيوان مثل البعوض والطيور المهاجرة والهواء وعلى سبيل المثال، انتشر مرض الطاعون في الولايات المتحدة عام ‬1647، وعرف بمرض الحمى الصفراء، الذي انتقل عن طريق البعوض. كما اكتشف عام ‬1930 أن البعوض ينقل حمى الوادي المتصدع إلى الإنسان والحيوان. وكان للبعوض دور أيضا في نقل أمراض أخرى مثل مرض حمى النيل.

كما ينقل البعوض ديدان «النيماتودا» التي تسبب بعض أنواع داء الفيل في الإنسان والحيوان. ولا ينقل البعوض مرض نقص المناعة المكتسبة لهضم فيروس المرض في معدة البعوض.

لمشاهدة مخطط يوضح الحيوانات التي يمنكها أن تنقل أمراضاً خطيرة للأنسان، يرجى الضغط على هذا الرابط.

«لوفيغارو» ومجلة «كلينيك»

تويتر