القلب الاصطناعي.. فرصة أخيرة لبعض المرضى

شهدت بداية العام الجاري اختراع قلب اصطناعي جديد، يقول مبتكروه إنه متكامل ويتفادى أخطاء أجهزة سابقة. وقد عكف علماء حول العالم من شتى التخصصات على إنتاج مضخة اصطناعية، يمكنها أن تحل محل القلب الطبيعي، منذ قرابة نصف القرن. ولم تفلح الابتكارات السابقة في تحقيق نجاح طبي لافت، كما كان يأمل الباحثون، فقد أخفقت المضخات في التأقلم مع نشاط الجسم، وعادة ما يواجه المرضى مشكلات حادة بعد زراعة المضخة الاصطناعية. إلا أن علماء فرنسيين يؤكدون أن المضخة الجديدة ستكون سبقا علميا بامتياز، وستتم تجربتها في فرنسا على أربعة إلى ستة مرضى، هذا العام، من قبل المؤسسة المصنعة «توتال»، في محاولة لإعطاء فرصة أخيرة لمرضى القلب الموجودين في حالات حرجة للغاية.

وقد يمثل القلب الاصطناعي الجديد بصيص أمل لآلاف المرضى حول العالم، ينتظرون زراعة من هذا القبيل، وعادة ما يستهدف الباحثون مرضى القلب المرهقين جدا، الذين استنفدوا كل الوسائل العلاجية الأخرى، وليس أمامهم إلا فترة قصيرة جدا للعيش، حسب ما يراه الأطباء.

وفي الولايات المتحدة ترددت هيئة الدواء والغذاء كثيرا في الترخيص للمرضى، رغم تعاطفها مع عائلاتهم، وقال خبراء في الهيئة إن المرضى تعرضوا لذبحات صدرية بعد الزراعة، كانت قاتلة في بعض الحالات.

وطالبت الهيئة بمعلومات وافية، حول كيفية تحديد أيّ من المرضى يمكن اعتباره مرشحا مناسبا لتلقي الجهاز، وكيف يمكن تقليص مخاطر الإصابة بالذبحات الصدرية.

ويتكون القلب الاصطناعي من مضختين تحتوي كل منهما على صمام لإدخال الدم وآخر للإخراج، وجهاز خارجي لتشغيل المضخات، وآخر لتنظيم معدل الضخ. وتشتمل المواد التي يصنع منها القلب على البلاستيك والتيتانيوم والكربون. وجربت هذه القلوب بشكل واسع على الحيوانات خصوصا على العجول لتحديد المشكلات التي يمكن أن تنجم عنها. وقد جرب أول قلب اصطناعي في الإنسان عام ‬1969، واستخدم فريق من الجراحين بقيادة ونتون كولي، الذي كان يعمل في معهد تكساس للقلب، الجهاز لتدعيم دوران الدم مؤقتًا في أحد المرضى، إلى حين توافر قلب طبيعي لزراعته فيه. واستطاع القلب الاصطناعي أن يبقي المريض حياً لأكثر من ‬60 ساعة حتى تمت عملية زراعة القلب. وفي عام ‬1982،استطاع فريق جراحي بقيادة وليم ديفرايز من جامعة يوتا، أن يزرع قلبا اصطناعيا، كأول قلب بديل دائم للقلب البشري.

وقبل أسبوعين، وافقت هيئة الصحة والدواء في أميركا على توسيع نطاق زراعة مضخة اصطناعية، تزرع دون الحاجة إلى فتح الصدر، ليشمل مرضى يعانون قصوراً في عمل الأذين، إلا أن الترخيص استثنى الأشخاص الذين لديهم تهديد أعلى من المعدل باحتمال حدوث مضاعفات بعد الزراعة. وتتابع شركة «إدوارد لايفساينسيز» المنتجة للمضخة، المرضى الذين استخدموا الجهاز، لمعرفة المضاعفات وأداء المضخات.

لمشاهدة الموضوع بشكل كامل، يرجى الضغط على هذا الرابط.

عن «لا روشيرش» و«سنكارديا دوت كوم»

تويتر