الحمّام.. واحة للاسترخاء في المنزل العصري

التصميمات الحديثة غيرت مفهوم الحمام ووظائفه. د.ب.أ

مع ارتفاع مستوى معيشة الفرد، والتطور التكنولوجي الذي يشهده العصر الحديث، لم يعد الحمّام مجرد مكان لقضاء الحاجات الضرورية أو إجراء العناية الشخصية بالجسم على وجه السرعة، بل أصبح واحة للاسترخاء والرفاهية. وهناك العديد من الشركات العالمية التي تقدم مفاهيم تصميمية مبتكرة للحمامات، التي تعتمد بشكل خاص على المؤثرات الضوئية والصوتية. ويسود عالم تصميم المنازل والديكورات الداخلية حالياً اتجاه واضح نحو زيادة الترابط والاتصال بين غرفة النوم والحمام.

وأشار توماس غروتكوب من الرابطة الألمانية لمتاجر الأثاث والمطابخ والتجهيزات بمدينة كولونيا، إلى أن هذا الاتجاه ظهر في البداية في تصميم الفنادق الفاخرة بالمدن الكبيرة، غير أنه يمكن ملاحظة هذا الاتجاه أيضاً في الفنادق الصغيرة نسبياً، وأضاف الخبير الألماني: «لقد امتدت باقة التجهيزات من سرير وخزانة وطاولة لتشمل الحمام أيضاً».

تعدد الوظائف

أجواء رومانسية

يرغب باول فلاورز، مدير التصميم بشركة Grohe للتجهيزات الصحية، في استخدام الماء لإضفاء أجواء رومانسية في الحمامات، إذ يتمكن المرء حسب حالته المزاجية من اختيار ألوان إضاءة مختلفة أثناء الاستحمام عن طريق عنصر تحكم مركزي، علاوة على إمكانية انبعاث دخان من أرضية الحمام، أو الاستماع إلى الموسيقى والألحان المفضلة أثناء قضاء بعض الوقت في الحمام. وتتعاون كل من شركة Dornbracht للتجهيزات الصحية وشركة Revox لتقنيات الميديا وشركة Gira لأنظمة المباني لتطوير شبكات متطورة، وتَعد هذه الشركات عملاءها بتقديم رحلة حسية للجسد والعقل والروح، التي يمكن تحديدها وفقاً للحالة المزاجية والعاطفية. وتحت شعار الراحة المترابطة يمكن للمرء أن يستمع إلى الموسيقى، أو الاستمتاع بالمؤثرات الضوئية، أو التمتع بالخيارات المتاحة أثناء الاستحمام، مثل ضبط الدش على وضع رخات المطر أو هدير الشلالات، أو ضبط الماء على درجة أعلى أو أقل، إضافة إلى التحكم بشكل مركزي في كل هذه الوظائف عن طريق سيرفر، يمكن استخدامه أيضاً لنطاقات أخرى في المنزل أو المسكن. وربما تصبح الموسيقى والمؤثرات الضوئية، وحتى جهاز التلفاز، من التجهيزات القياسية بالحمامات في المستقبل القريب. وأوضح الخبير توماس غروتكوب، أن «تجهيزات الميديا ستجد طريقها للاستخدام في الحمامات بصورة أسرع من ذلك»، فمن الأمور المعتادة حالياً تشغيل التلفاز في حمامات الفنادق الفاخرة. وهنا يظهر تساؤل: لماذا لا يتم تطبيق الأمر نفسه في المنزل؟ ويجيب الخبير الألماني قائلاً إن الحدود المكانية بين غرف المنزل تذوب حالياً ببطء، إذ سيتحول الحمام إلى مكان للمعيشة والاستمتاع بالحياة.

توقع خبراء الديكور خلال انعقاد معرض كولونيا الدولي للأثاث في بداية هذا العام، أن تتحول غرف النوم إلى منتجعات صحية خاصة بصورة أكثر سلاسة في المستقبل، كما يمكن للحمام أن يتحول إلى نطاق معيشة ثانٍ، حيث يتمكن المرء فيه من الاسترخاء وأخذ قسط من الراحة في خضم روتين الحياة اليومية؛ لأن الحمامات أصبحت تمتاز بخصوصية، إضافة إلى الوظائف المتعددة. وبفضل التكنولوجيا الحديثة أصبح بإمكان المرء تركيب التجهيزات الصحية في أي مكان تقريباً بالحمام؛ فيمكن ثتبيت حوض الاستحمام بمفرده في وسط غرفة الحمام، أو يمكن استخدام الدش فاصلاً في المكان، علاوة على أن طاولة الغسيل يمكن وضعها داخل الحمام بحيث تتوسط المشهد بأكمله.

وتولي الشركات المنتجة للتجهيزات الصحية اهتماماً متزايداً بهذا الاتجاه، حيث أوضحت نيكولا روسلر، مديرة تطوير المنتجات بشركة Kaldewei لأحواض الاستحمام، ذلك بقولها: «سيتحول الحمام مكاناً ذا أهمية خاصة». وترغب الشركة الألمانية في إضفاء أجواء الراحة والاسترخاء على الحمامات من خلال درجات الألوان الطبيعية المطفأة، إضافة إلى تزويد التجهيزات الصحية في الحمامات بمساحات إضافية للجلوس أو تخزين الأشياء. وأضافت نيكولا روسلر أن إنسان العصر الحديث يقضي ما لا يقل عن ثلاث سنوات من عمره في الحمام، لذلك تنصح الخبيرة الألمانية بأن من الأفضل تصميم الحمامات لتصبح مكاناً جيداً للاستمتاع بالحياة.

ويؤكد الخبراء بمعرض كولونيا للأثاث أن الحياة لا تتوقف خلف أبواب الحمامات، ويتساءلون: لماذا لا يتم تجهيز الحمام مثل بقية الغرف في المنزل؟ إذ يمكن على سبيل المثال تركيب تجهيزات وأدوات صحية تبدو مثل قطع الأثاث، إضافة إلى تزويد الحمامات بقطع أثاث وثيرة، تدعو المرء إلى الاسترخاء والاستمتاع بلحظات ممتعة داخل الحمام.

تجهيزات مبتكرة

تضم باقة موديلات شركة Dornbracht للتجهيزات الصحية على سبيل المثال، ما يُعرف باسم الدش الأفقي الذي يتيح للمستخدم وهو في وضع الرقاد إمكانية رش الماء بطرق مختلفة وبدرجات حرارة متباينة. وتقدم شركة Burgbad مفهوماً متكاملاً يُعد بمثابة الجسر الذي يربط بين الحمام وغرفة المعيشة، فمن خلال الوحدات التركيبية العديدة والوظائف المتنوعة بمفهوم «rc40» يمكن أن تظهر حلول تشمل جميع أرجاء الحمام، وقد تكون النتيجة حماماً يختلف عن جميع الحمامات المعتادة، فقد يظهر به على سبيل المثال لوحات حائط، مثل التي يمكن رؤيتها في المطابخ الحديثة أو غرف المعيشة العصرية، أتحمل خزانات معلقة أو أدراجاً أو أحواض غسل.

تويتر