أول فرقة تأسّست عام ..1975 وسُمّيت «جوقة ساحل عُمان»

الموسيقى العسكرية.. أنغام ترفــــــــع الهِمَم

صورة

أكد قائد فرقة الموسيقى العسكرية في القوات المسلحة، المقدم سيف مصبح البلوشي، أهمية الموسيقى العسكرية في تنظيم العمل بمختلف المجالات، والحفاظ على الموروثات الوطنية من الاندثار.

وقال، في حديث لمجلة «درع الوطن»، إن «تطور الموسيقى العسكرية لقواتنا المسلحة، جدد الدعوات لمشاركاتها في مهرجانات عالمية، إذ شاركت في احتفالات عدد من الدول بمناسبة أعيادها الوطنية، منها مملكة البحرين وسلطنة عمان وكندا، مشيرا إلى مشاركتها في مهرجاني الموسيقى العسكري العالمية في مدينتي «سومور»، و«ألبرت فيل»، الفرنسيتين والمهرجان الخيري في مدينة كولون الألمانية، حيث اكتسبت سمعة متميزة على الصعيدين الإقليمي والعالمي، وحازت خبرات مختلفة، نتيجة احتكاكها بالفرق الموسيقية العالمية.

وبشأن تاريخ الموسيقى في القوات المسلحة، أشار المقدم سيف مصبح إلى أن الإمارات عرفت الموسيقى العسكرية منذ سنوات عدة، إذ امتزجت بالتراث والفلكلور الشعبي، وتم تأسيس وتشكيل أول فرقة موسيقية عام ،1957 سميت «جوقة ساحل عمان»، وكانت جزءا من فعاليات قوة مجندي ساحل عمان، التي سميت في ما بعد «كشافة ساحل عمان»، وبتغير مسميات هذه القوة، تغيرت مسميات الفرقة الموسيقية، لتصبح «جوقة قوة دفاع الاتحاد» عام ،1971 ثم سميت «فرقة موسيقى لواء اليرموك الثالث» عام .1976

وحول موسيقى قوة دفاع أبوظبي، قال تشكلت قوة دفاع أبوظبي عام ،1966 بتولي المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان مقاليد الحكم في أبوظبي كقوة عسكرية، وتم تأسيس موسيقى عسكرية خاصة بها عام ،1970 تحت مسمى «موسيقى قوة دفاع أبوظبي» في مدينة العين بمركز تدريب الأغرار، وأعيدت تسميتها عام ،1975 لتصبح «وحدة الموسيقى العسكرية»، وتم تأسيس جناح للتدريب خاص بالموسيقى العسكرية.

تاريخ

يعود تاريخ الموسيقى العسكرية في العالم، إلى عصر الإمبراطورية العثمانية، التي أخذت عنها كل من أوروبا والولايات المتحدة الأميركية في القرن الـ17 الميلادي، وكان الهدف من الموسيقى، آنذاك، ضبط مسيرة الجيش وهو يتوجه لخوض المعارك، وكانت تعزف أحيانا كنوع منالتواصل داخل ميدان المعركة، وكان دق الطبول حافزا نفسيا لرفعمعنويات الجيش ولإخافة قوات العدو.

وكانت بداية استخدام الموسيقى العسكرية قد سبقت اختراع البارود، وظهرت الموسيقى العسكرية خلال حرب الثورة الأميركية، وبانتهاء استخدامها في الجيش الأميركي، في القرن ،18 ظلت الفرق الموسيقية تواصل عملها خلال الاحتفالات، وانتشرت الموسيقى العسكرية لدى العديد من دول العالم، ومن بينها بعض جيوش الدول العربية.

وبالنسبة لتطور موسيقى دفاع أبوظبي، لتصبح الموسيقى العسكرية الحالية المرتبطة بمديرية التوجيه المعنوي، أشار المقدم سيف إلى أنه خلال عام ،1980 تمت إعادة تسميتها لتصبح «مجموعة الموسيقى العسكرية»، بعد دمج موسيقى «لواء اليرموك الثالث» معها، وأصبحت المجموعة ككل تضم عددا من الفرق، هي الفرقة الموسيقية الأولى ملحقة بقيادة حرس الرئاسة (أبوظبي)، والفرقة الموسيقية الثانية، وهي في مقر قيادة مجموعة الموسيقى (العين)، والفرقة الموسيقية الثالثة في منطقة المرقاب (الشارقة).

وأضاف أن الموسيقى العسكرية كانت تتبع القوات البرية في البداية، ولتشكيل قيادة موسيقى القوات المسلحة تم فك ارتباطها بالبرية عام ،1991 وأصبحت وحدة مستقلة تابعة للقيادة العامة للقوات المسلحة، وفي عام 1994 تم تعديل التشكيل، ليصبح مجموعة الموسيقى العسكرية، وارتبطت بمديرية التوجيه المعنوي، وتسمى حاليا الموسيقى العسكرية.

تنظيم

قال قائد الموسيقى العسكرية في القوات المسلحة، إن للموسيقى العسكرية دورا مهما في تنظيم العمل بمختلف المجالات، إذ استطاعت توظيف بعض ألحان الأغاني الشعبية، من خلال تدوينها على النوتة الموسيقية، مع تحليلها وتصنيفها ثم كتابتها لتتناسب مع آلات موسيقية معينة، إضافة إلى استخدامها في تنظيم خطوات سير الأفراد، والتي سميت «المارشات».

وأكد أنها أسهمت في الحفاظ علي الموروثات الوطنية، ومنعها من الاندثار، خصوصا أن لدينا الكثير من الألحان الشعبية الشهيرة، والتي تحمل مضامين ومعاني تساعد على زيادة الحس الوطني، ورفع الروح المعنوية أثناء التدريب.

وحول نوع الآلات الموسيقية، التي تم استخدامها من قبل، أوضح البلوشي أن الآلات المستخدمة قديما هي القرب وآلات الإيقاع، التي تشمل (الطبل، والتنور، والترمبيت، والكأس، والآلات النحاسية)، وآلات الريشة التي تشمل (البوق، والكورنيت، والترمبون، وكلارنيت، وباص).

وأضاف: مع التطور أصبحت تضم حاليا مزيدا من الآلات، وهي (الفلوت، والبيكلو، والكلارنيت، والساكس الطو، والساكس تنور، والكورنيت، والفرنش هورن، والترمبون، واليوفنيوم، والباص، والقربة والترمبيت، والكاس، والبوق)، ويستخدم معظم هذه الآلات في جميع المناسبات، ومع تضاعف وتعدد الالآت زاد عدد الموسيقيين. وقال إن الموسيقى العسكرية تشارك في عدد من الفعاليات، أهمها مراسم وتشريفات الرئاسة بأنواعها كافة، كاستقبال وتوديع ضيوف رئيس الدولة من الملوك والأمراء، والمراسم الخاصة برئيس الأركان، وفي بروفات وحفلات تخريج الكليات والمعاهد العسكرية، وبروفات وحفلات تخريج الدورات المحلية للوحدات والأنشطة الرياضية والفنية والإعلامية، وغيرها من المناسبات الخاصة بالقوات المسلحة، إضافة إلى المشاركة في المعارض العسكرية واحتفالات السفارات الأجنبية داخل الدولة، واحتفالات الوزارات والدوائر المحلية، فضلا عن المهرجانات الدولية خارج الدولة.

وبشأن دور الموسيقى العسكرية في القوات المسلحة، أوضح البلوشي، أن الموسيقى تسهم بشكل عام في التأثير في النفس، إذ تعبر عن ما تكنه النفس من مشاعر وأحاسيس، وهذا شيء طبيعي فالموسيقى لغة عالمية وأداة من أدوات التعبير عن النفس، أما عن الموسيقى العسكرية فهي وسيلة تستثير حماسة العسكريين، وترفع هممهم وروحهم المعنوية، من خلال عزف مقطوعات موسيقية عسكرية تحفزهم وتحثهم على بذل قصارى جهدهم في التضحية والنضال في سبيل الوطن.

مراسم

أشار قائد الموسيقى العسكرية في القوات المسلحة إلى أن للموسيقى العسكرية دورا مهما وبارزا في إحياء المراسم العسكرية، في المناسبات والاحتفالات الوطنية والعسكرية والاستقبالات الرسمية، وتخريجات القوات المسلحة والعروض العسكرية، إضافة إلى الحفاظ على التقاليد العسكرية.

وعن مدى مواكبة الموسيقى العسكرية للتطور التقني والحضاري في الدول، قال إن الموسيقى العسكرية تسعى لمواكبة كل ما هو جديد في عالم التقنيات الحديثة، من خلال ضم آلات موسيقية جديدة، تستخدم في جميع الفرق الموسيقية على المستوى العالمي، ودأبت الموسيقى العسكرية على ابتكار ألحان وأناشيد مستمدة من الوجدان والحس الوطني المرتبط بتراثنا الأصيل، والذي يظهر لون ثقافتنا وموروثنا الشعبي الذي أثرى المكتبة الفنية، بإبداعات يشهد لها التاريخ فكل دولة تسعى إلى تطوير الموسيقى بما يتناسب وموروثها الثقافي والحضاري.

وأضاف أن الموسيقى العسكرية في حالة بحث مستمر، واطلاع دائم على الأناشيد والأغاني الوطنية الحديثة لأخذ ما يناسب منها وتحويلها إلى «مارشات» عسكرية حتى نالت الموسيقى العسكرية رضا وإعجاب كل من شهد عروضها و«مارشاتها» في مختلف المحافل.

وعن وجود شروط خاصة للالتحاق بالموسيقى العسكرية، أشار إلى أن هناك عدداً من الشروط العامة لابد من توافرها لدى كل من يرغب في العمل بالموسيقى العسكرية، منها إجادة القراءة والكتابة، وأن يتمتع بسمع ورؤية جيدين، وأن يكون خاليا من أي عيوب في السمع واليدين، وأن يكون ذا حس وذائقة موسيقية. وحول نسبة الالتحاق بهذه المهنة من المواطنين، أوضح أنه لاتزال نسبة الإقبال على الالتحاق بالموسيقى العسكرية من المواطنين محدودة للغاية، إلا أنه ووفق الاستراتيجية الجديدة، نتطلع إلى زيادة أعداد الراغبين من المواطنين في الالتحاق بهذه المهنة.

مراحل

حول تأسيس العازف في فرقة الموسيقى العسكرية، قال إن المبتدئ أو الراغب في الانخراط بصفوف فرقة الموسيقى العسكرية، يمر بمراحل عدة، ففي بداية الأمر يلتحق بعدد من الدورات التأسيسية والمتقدمة، لرفع كفاءته حتى يصل لمستوى عازف جيد، ويكون له دور فاعل في الفرقة، كما يتم إرسال العازفين المتميزين والمتفوقين إلى دورات في معاهد وكليات خارج الدولة، ليصبحوا في ما بعد قادة ومدربين يعلمون الموسيقى.

وحـول تـطور زي الـفرقة، أشـار إلى أن الهدف من اللباس المتـميز والأنيق الذي ترتديه الفرق العسـكرية الإمـاراتية، والـذي مر بمراحل عدة من التطوير والتحديث، إظهار الفرقة بأبهى صورة وأجمل منظر، ما مكن الفرقة من فرض وجودها في مختلف الميادين والمناسبات الوطنية والعسكرية.

وعن الخطط المستقبلية لتطوير الموسيقى العسكرية، قال البلوشي إنه تم إعداد خطة متكاملة لتحديث وتطوير الموسيقى العسكرية، تقوم على توفير الأعداد الكافية من المدربين لجميع التخصصات، مع توفير التجهيزات الحديثة للتدريب، وتوفير الحوافز المادية كافة ، وابتعاث أعداد معينة وبشكل سنوي للدراسة بالخارج، مع وضع خطة إعلامية، ننشد من خلالها تحفيز وتشجيع الشباب على العمل في الموسيقى العسكرية، إضافة إلى خطة مستقبلية، لإعداد سمفونية خاصة بالقوات المسلحة، للمشاركة بها في مختلف المآدب والاحتفالات داخل الدولة وخارجها.

تويتر