عبور نادر لـ «الزهرة» أمام الشمس

8 سنوات تفصل بين عبور 2004 و.2012 من المصدر

قال رئيس مرصد الإمارات الفلكي، نزار سلام، إن كوكب الزهرة سيصل يومي الخامس والسادس من شهر يونيو المقبل إلى وضع الاقتران السفلي بين الأرض والشمس، وبالتالى تكون الشمس وكوكب الزهرة والأرض طردياً على استقامة واحدة، بينما يمر الكوكب أمام قرص الشمس مباشرة في وضع يسمى العبور.

وأضاف سلام، ممثل الإمارات في منظمة «فلكيين بلا حدود»، وعضو الاتحاد العربي لعلوم الفضاء والفلك، أن «عبور كوكب الزهرة أمام قرص الشمس يعد من منظور الراصد الأرضي ظاهرة فلكية نادرة، إذ يتشكل في الفضاء اصطفاف ثلاثة أجرام، مشيراً إلى أن كوكب الزهرة يعبر غالباً أعلى أو أسفل دائرة البروج، وعليه يمر إما فوق أو تحت قرص الشمس دون أن يشاهد بسبب ميلان محور دورانه بالنسبة لمحور دوران الأرض، وقدره ثلاث درجات و24 دقيقة قوسية، وبالتالي لن تتكرر هذه الظاهرة إلا خلال شهر ديسمبر عام .2117

وذكر أن عبور كوكب الزهرة يأتي على فترات متباعدة خلال سنوات زوجية يفصل بين العبور الثنائي ثماني سنوات (2004 و2012) ويفصل بين كل عبور زوجي ما بين 105 أعوام ونصف العام و121 عاماً ونصف العام، فيما كان آخر عبور للكوكب يوم الثامن من شهر يونيو عام ،2004 إذ شاهده

الملايين من سكان الأرض وتابعه سكان الإمارات منذ مراحله الأولى.

وأضاف أن العبور المقبل بالنسبة لأبوظبي سيبدأ الساعة الثانية وثماني دقائق فجراً يوم السادس من شهر يونيو المقبل حال ملامسة قرص الزهرة حافة قرص الشمس الخارجي، وتسمى مرحلة العبور الأولى ويكتمل الساعة الثانية و25 دقيقة فجراً، وخلال كلتا المرحلتين يكون الكوكب غير مرئي بسبب وجود الشمس تحت خط الأفق، مشيرا إلى أن الكوكب سيصل أوج عبوره نحو الساعة الخامسة و31 دقيقة صباحاً، ويكون بالإمكان مشاهدته مع بداية شروق الشمس في أبوظبي الساعة الخامسة و33 دقيقة، وتكون فرص الرؤية أفضل في مشاهدة دورة العبور في بقية إمارات الدولة بسبب فارق توقيت شروق الشمس المبكر نسبياً (تسع دقائق) في إمارة الفجيرة، فيما يبدأ الكوكب في الخروج من المنطقة الداخلية للشمس الساعة الثامنة و36 دقيقة، بينما يكتمل الخروج الكلي الساعة الثامنة و54 دقيقة صباحاً، حيث يكون العبور قد دام قرابة ست ساعات و47 دقيقة. وأكد سلام أن الحدث سيشاهد على نطاق كلي غرب المحيط الهادي (ألاسكا وهاواي) وشرق آسيا وشرق أستراليا، حيث تشاهده أستراليا الغربية وغرب ووسط آسيا وشرق إفريقيا وأوروبا بداية ساعات الصباح الأولى، فيما تشاهد بداية مرحلة العبور فقط قبل مغيب شمس يوم الخامس من يونيو المقبل في معظم مناطق أميركا الشمالية والجزء الشمالي الغربي من أميركا الجنوبية.

وأوضح أن «العبور يكتسب أهمية علمية كونه يساعد العلماء في دقة حساب المسافة الفاصلة بين الكواكب وأحجام كواكب المجموعة الشمسية باستخدام قانون اختلاف المنظر»، مشيراً إلى أن من يشاهد عبور الكوكب بالعين المجردة من خلال نظارة مزودة بفلتر شمسي سيشاهده كنقطة صغيرة سوداء تعبر أمام قرص الشمس تشبه الكلف الشمسي، إذ يبلغ حجمه الظاهري نحو 3٪ مقارنة بحجم الشمس.

تويتر