مرض وراثي تلعب التوعية دوراً في الوقاية منه
« الثلاسيميا ».. تأثيرات في أسر كاملة
خلل وراثي يؤدي إلى نقص الهيموغلوبين يتسبب بالثلاسيميا. أرشيفية
تلعب التوعية الصحية دوراً كبيراً في تقليل نسبة الإصابة بمرض الثلاسيميا، وتعمل على الحد من تأثيراته السلبية، صحية ونفسية ومادية، على أسر بكاملها، أفرادها مصابون أو حاملون للمرض الذي ينتشر في دول مختلفة، إلا أن نسبته تزيد في دول حوض البحر الأبيض المتوسط، ولذلك أطلق عليه «فقر دم البحر الأبيض المتوسط»، فالمقطع الأول «ثلاس»، من كلمة «الثلاسيميا» اليونانية الأصل، تعني بحر، بينما يعني المقطع الثاني فقر دم.
وتكمن طرق الوقاية من المرض في مجموعة من الإجراءات، وفي مقدمتها التقليل من ظاهرة الزواج من الأقارب، نظراً الى طبيعة المرض الوراثية التي تزداد مع انتشار حالة الزواج من الأقارب، وإجراء الفحوص الطبيبة قبل الزواج لتفادي زيادة نسبة الإصابة بالمرض، ومتابعة دقيقة للمرأة التي تحمل المرض طوال فترة الحمل. وتلعب الحملات التوعية دوراً كبيراً في الوقاية من انتشار هذا المرض، الأمر الذي تؤكده الجمعيات والمراكز المتخصصة، عن طريق نشر الوعي بين أفراد المجتمع بهذا المرض، من خلال توفير كل المعلومات المتعلقة به، وتحديداً طرق الوقاية منه. ويحدث هذ المرض، الذي اكتشف على يد الطبيب كولي عام ،1925 نتيجة حدوث خلل وراثي يؤدي إلى نقص في إنتاج خضاب الدم الطبيعي (الهيموغلوبين)، وذلك بسبب عدم أو نقص في إنتاج واحد أو أكثر من السلاسل البروتينية المسؤولة عن هذا الإنتاج.
أعراض
ينتقل«الثلاسيميا»، الذي يتم تشخيصه مخبرياً، بالوراثة من الوالدين إلى الأبناء، فإذا كان أحدهما حاملاً للمرض أو مصاباً به، فمن الممكن أن ينتقل إلى بعض الأبناء بصورته البسيطة، أي يصبحون حاملين للمرض، أما إذا صدف، وان كان كلاهما يحملان المرض أو مصابين به، فإن هناك احتمالاً بنسبة 25٪ أن يولد طفل مصاب بالمرض بصورته الشديدة، ولذا يقسم الأشخاص المصابون بـ«الثلاسيميا» إلى نوعين، الأول يكون الشخص فيه حاملاً للمرض ولا تظهر عليه أعراضه، أو قد تظهر عليه أعراض فقر دم بشكل بسيط، ويكون قادراً على نقل المرض لأبنائه، والثاني يكون فيه الشخص مصاباً بالمرض، وتظهر عليه أعراضه الواضحة منذ الصغر.
تتمثل أعراض الإصابة بـ«الثلاسيميا» بضعف عام في الجسم، زيادة نسبة الحديد، تأخر النمو، شحوب البشرة مع اصفرار أحياناً، ضعف الشهية، تكرار الإصابة بالالتهابات، هذا إلى جانب تضخم في الطحال، وتغير في شكل العظام، خصوصاً عظام الوجه والوجنتين، وقد ينجم بعض هذه الأعراض نتيجة لإهمال المريض في العلاج.
علاج
يعالج المرض عن طريق نقل الدم بشكل شهري للحفاظ على الهيموغلوبين في الدم بمستويات طبيعية، وباستخدام الحقن وأدوية معينة، واستئصال الطحال الذي يمنع كرات الدم الحمراء من الدوران في الجسم، وبالتالي يقلل من الحاجة الى نقل الدم عند المصابين بالمرض، ويمنع النقل عند آخرين يختلفون في نوع الإصابة، ونجحت أخيراً عمليات زراعة النخاع في علاجه.
وتوصلت الأبحاث العلمية الحديثة إلى أن دم الحبل السري الذي يمد الجنين بالغذاء خلال فترة الحمل، يحتوي على خلايا جذعية يمكن استخدامها في علاج مجموعة كبيرة من الأمراض التي تصيب الأطفال والبالغين، مثل أمراض الدم المختلفة كـ«اللوكيميا» ، و«الثلاسيميا»، وغيرهما من أمراض الدم، والأمراض الوراثية. وتتميز الخلايا الجذعية المستخرجة من الحبل السري بعدم احتوائها في الأغلب على أورام وفيروسات، فضلاً عن أن عملية استخراجها تتم بطريقة سهلة للغاية، وخالية من المخاطر، وكذلك بالنسبة لعملية تحضيرها وحفظها التي تتم في ثلاجات تحت ظروف ودرجات حرارة خاصة، قد تصل إلى 196 درجة مئوية تحت الصفر، وفي النيتروجين السائل.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news