جزيرة «نونيم كي» تجربة الحياة دون كهرباء ومياه

جزر فلوريدا.. بحر وأدغــــال وحلوى فريدة

صورة

تتميز ولاية فلوريدا كأحد المقاصد السياحية الرائعة، بمزيج يجمع بين البيئة الساحلية بهوائها المنعش والبيئة الطبيعية الخضراء حيث الأدغال وأشجارها الوارفة، فهناك تنمو أشجار المانغروف في قاع البحر وتتدلى فروعها لمستوى منخفض قريب من سطح الماء.

لذلك فعلى راكبي زورق الكياك فوق مياه البحر الاحتراس من الاصطدام بأي من هذه الأشجار التي تنتشر في كل مكان يميناً ويساراً، وينادي جريج ليبوك مرشد الرحلة البحرية المتجهة من مدينة بيج باين بي إلى جزيرة نونيم كي على السائحين المرافقين، بقوله «نحن نقوم الآن بيوغا الكياك، وهذا معناه التجديف وتمديد القدمين وتحريك الرأس وكذلك تحريك اليد من فرع شجرة مانغروف إلى فرع آخر».

وأحيانا يأخذ الزورق وضعاً يشتبك معه حتى ذوو الخبرة من الرياضيين المائيين في جذوع وجذور أشجار المانغروف، وعندما يميل الزورق على أحد جانبيه يتطلب ذلك عضلات ذراع قوية لإعادة التوازن إليه، ويصيح جون قائلا «إن هذا الأمر لا يستغرق طويلاً حتى يعود الأمر إلى طبيعته»، وها هي الرحلة تتجاوز المرحلة الأكثر صعوبة، فبعد بضعة انحناءات يصبح التيار أقل حدة، ويعود التجديف مرة أخرى بين أشجار المانغروف.

طبيعة فريدة

مواقيت

السفر: من مطار ميامي تستقل سيارة أجرة أو إحدى الحافلات التي تعمل بين المدن إلى الجزر، وتستغرق الرحلة من ميامي إلى جزيرة لارجو، أول جزر فلوريدا الكبرى نحو ساعة، فيما تستغرق الرحلة من جزيرة لارجو إلى منطقة زيرو مايل ماركر، في جزيرة وست نحو ساعتين.

وقت السفر: يمتاز مناخ الجزر بأنه مناخ استوائي وغالباً ما تهطل الأمطار لوقت قصير بعد الظهر، ويبلغ متوسط الحرارة في هذه الجزر 28 درجة مئوية، وتتميز مياه الجزر بالدفء، وتقل رطوبة الجو بفصل الشتاء في الفترة بين نوفمبر حتى مايو، أما في الصيف فإن رطوبة الجو تكون عالية.

بعد نحو ساعة من هذه الرحلة البحرية المثيرة، يصل ركاب الزورق إلى جزيرة «نونيم كي» الصغيرة وهي عبارة عن منطقة تزخر بطبيعة فريدة من نوعها حيث تجتمع فصائل مختلفة من الطيور مثل مالك الحزين وطيور الغاق وأبومنجل لتعيش في بيئة بكْر.

ولا يقتصر سحر المنظر عند هذا الحد، بل تقع عيون الزائرين على الأسماك الاستوائية وهي تتراقص في المياه الضحلة وكذا الأصداف وقد التصقت بأشجار المانغروف، وفوق هذا كله ينتظر زائري الجزيرة شيء خاص للغاية تكتمل به روعة المنظر الطبيعي الخلاب في هذه الجزيرة، ألا وهو غزال الجزيرة، إذ إن هذا الحيوان المهدد بالانقراض لا يعيش إلا في أقصى أعماق الولاية الأميركية، ومن يحالفه الحظ يمكنه رؤية هذا الحيوان من فوق الزورق.

وتجدر الإشارة إلى أن جزيرة «نونيم كي» مأهولة بالسكان، غير أن أهلها يستطيعون العيش دون كهرباء ومرافق مياه، ويقول المرشد جريج إنه يوجد نحو 36 منزلاً في هذه الجزيرة، وتتسم طبيعة حياة أهل كل منزل من هؤلاء بالبساطة الشديدة، بشكل مغاير للحياة في مدينة «بيج باين كي» التي تتشابه فيها الحياة بوجه عام مع طبيعة الحياة في الولايات المتحدة، إذ يوجد بها الشوارع الواسعة والعشرات من لافتات المرور ومحال التسوق والموانئ والحانات مثل حانة «نونيم بوب»، وهي عبارة عن مبنى مظلم مرت به تغييرات كبيرة على مدار عمره المديد، ويقول كيفين تشكوسكي مدير الحانة إن «نونيم بوب» فتحت أبوابها في عام ،1936 وتتميز الحانة بأن سقفها وجدرانها تغطيها صور للدولار.

حلوى نادرة

تشتهر جزر فلوريدا بنوع من الحلوى لا تجدها في أي مكان آخر، ويعرف هذا النوع من الحلوى باسم «كي لايم بي»، وهي عبارة عن فتات كعك ممزوج بالبيض والحليب المجفف وعصير الليمون الحامض، وتطلى الطبقة العلوية لهذه الحلوى ببياض البيض المخفوق.

وأشارت بابارا كوكرهام صاحبة مطعم ماس فيش كامب في منطقة إسلامورادا، إلى أن عصير الليمون الحامض هو الذي يعطي النكهة المتفردة لهذه الحلوى، أما عن السر في استخدام الحليب المجفف في هذه الحلوى، فتقول إن هذا الأمر يرجع إلى الفترة التي كان لا يوجد في جزر فلوريدا حليب طازج لصعوبة تربية الأبقار آنذاك.

ويستطيع الزوار الذين يلتهمون الكثير من هذه الحلوى بشكل دائم الحفاظ على لياقتهم من خلال ممارسة الرياضة، وفي هذه الجزر تتوافر كل أنواع الرياضة المائية المفضلة بداية من الصيد في أعالي البحار إلى السنوركلينغ وحتى الغطس إلى الشعاب المرجانية التي تملأ كامل الجانب الشرقي من الجزر بدءاً من جزيرة «لارجو» وحتى جزيرة «وست»، وتعتبر الرحلة البحرية بالقارب من الأحداث غير العادية التي تنتظر زائري حديقة جون بنيكامب الوطنية.

مستشفى السلاحف

بالنسبة للزائرين الذين يفضلون مشاهدة الحيوانات في بيئة جافة، وتعلم شيء عن الجزر فيتوافر أمامهم إمكانية الاختيار بين التوجه إلى مستشفى السلاحف في مدينة ماراثون والاستماع إلى شرح من علماء البيولوجيا حول نوعيات السلاحف التي تعيش على ساحل فلوريدا، وكذلك معرفة المخاطر التي تواجه هذه السلاحف، أو التوجه إلى مركز أبحاث الدلافين والاطلاع على الرعاية التي تتلقاها الدلافين هناك.

وفي حديقة «ثيتر أوف ذا سي» أو مسرح البحر بجزيرة اسلامورادا بولاية فلوريدا، تعيش العديد من أنواع الحيوانات مثل الدلافين وأسود البحر والببغاوات والسحالي والسلاحف البحرية، وكثير من هذه الحيوانات مريض أو مصاب.

وأوضحت ماورين لا مارا حديقة «ثيتر أوف ذا سي»، أن الدرع الواقية لإحدى السلاحف البحرية أصابها التشوه، وأصبحت تسرب الهواء، مشيرة إلى انعدام فرص بقاء هذه السلحفاة في الحياة البرية على قيد الحياة؛ إذ إنها صارت تنقلب على ظهرها خلال السباحة.

وأضافت أن أن أحد القائمين على رعاية الحيوانات في الحديقة تفتق ذهنه عن فكرة لإنقاذ هذه السلحفاة، وتمثلت هذه الفكرة في الاستعانة بسترة سباحة من الرصاص، ومنذ ذلك الوقت والسلحفاة سعيدة وتدير أطرافها في فرح داخل البركة.

تويتر