تعد أكثر الإضافات الغذائية خطورة.. وتظهر آثارها السلبية على المدى البعيد

الملوّنات الصناعـية.. مخاطر صحية «مـؤجـلة»

الملوّنات الصناعية تؤثر سلبياً في نشاط الأطفال. غيتي

تدخل إضافات عدة على المواد الغذائية الجاهزة، ومن بينها المنكهات، والمواد الحافظة، ومكسبات الطعم، والملونات الصناعية، وتعد الأخيرة من أكثر المواد خطورة، لما لها من آثار سلبية تراكمية وغير آنية. وتثير هذه المواد الصناعية الكثير من التساؤلات حول مدى سلامتها، لاسيما حين يرى المرء كيف تعلق على اليدين، لدرجة أنه أحيانا يصعب غسلها.

ويفرق اختصاصيو التغذية هذه المواد التي تمنح اللون للأطعمة بين ما هي ذات مصادر طبيعية وآمنة، وأخرى من مصادر غير طبيعية وغير آمنة على الإطلاق. ورأت خبيرة المكملات الغذائية والصيدلانية سمر بدوي، أن الوعي الصحي في ازدياد لدى الناس، و«لكن هناك بعض المكونات التي تذكر بأسماء جذابة»، مشيرة الى ارتباط الإضافات الغذائية، الصناعية خصوصًا، بكثير من المشكلات الصحية، ومنها الربو والصداع والنشاط الزائد عند الأطفال، لاسيما أن بعض المواد المعلبة أو المثلجة يمكن ان تسبب السرطان.

ونبهت إلى أن الاضافات لا تقتصر على الملونات، بل منها المواد الحافظة ومحسنات الطعم والمستحلبات ومغلظات القوام «وهذه الاضافات تزيد من عبء السموم الموجودة في الأجسام، ويمكن ان تخفف من كفاءة نظام الجسم في أن يدافع عن نفسه. أما اخطر المواد المضافة، فهي الملونات التي من الممكن ان تتفاعل مع نظام المناعة، وتسبب الضرر»، مشيرة إلى أن هناك بعض المواد التي تستخدم الشمندر صباغاً لونياً، أو الكركم أو العصفر، وحتى القهوة، وكلها مواد تفيد في إضافة اللون بشكل طبيعي وآمن.

منكهات

الى جانب الملونات الصناعية، هناك منكهات تضاف الى المواد الغذائية، وتدخل على الكثير من المأكولات. وشرحت خبيرة المكملات الغذائية والصيدلانية، سمر بدوي، طبيعة هذه المواد قائلة، إن «المنكهات عبارة عن مكسبات طعم تضاف الى الأطعمة، وفي أغلب الأحيان لا تكون مؤذية، ولكنها تصبح خطرة عندما تضاف اليها بعض المواد التي تزيد من الشهية، وتشعر المرء بعدم الشبع، وغالبا ما تكون موجودة في البرغر المثلج والفاست فود، وأكياس الأغذية المجمدة والجاهزة للأكل»، مشيرة الى أن أضرار هذه المنكهات، تكمن في مشكلات الجهاز العصبي، والذي يدمن تلك المنكهات، فيشعر المرء بعدم الراحة ان لم يتناول تلك المواد.

آثار

أفادت سمر بدوي بأن الامعاء عبارة عن غشاء حساس، و«بالتالي تتأثر بهذه المواد الصناعية والملونات التي تعمل على تدمير الخلايا وتعجل بعملية الشيخوخة، ولذا نحاول الابتعاد عن الأطعمة التي تحتوي على ألوان صناعية». أما لجهة الآثار المترتبة على تناولها، فلا تكون لحظية بل تراكمية، ومن الممكن أن تؤدي فجأة الى تعب شديد، وسوء هضم، وحساسية تجاه أكلات كثيرة، وكذلك الصداع النصفي، وزيادة تكرار نزلات البرد، وضعف جهاز المناعة، وآلام المفاصل، خصوصا أن الملونات من المواد التي لا تهضم.

وشددت بدوي على ضرورة شراء المواد التي تستخدم فيها الملونات الطبيعية، إذ يستخرج اللون الأخضر من الكلوريلا، والكاروتيه من الجزر، والأسود من البن، والأحمر من الشمندر. فيما أكثر الألوان المستخدمة أمانًا هي الأناتو، وهو بذر أحمر لشجرة استوائية يضاف للجبنة أو الزبدة لمنحها الاصفرار. وفي ما يتعلق بمنع الأطفال من تناول المواد التي تحتوي على منكهات، أكدت بدوي أن المسألة تعتمد على العادات والتربية، و«إذ استطعنا السيطرة على الأطفال سنتفادى كل الأخطار، ولكن ليس سهلا فرض العادات الغذائية على طفل يعيش في بيئة غير صحية، ولهذا ما علينا فعله هو تقليل الأضرار. واشراك الاهل الطفل في عملية التسوق، وتعويده على قراءة الملصقات الغذائية».

استخدامات

من جانبها، قالت رئيسة قسم التغذية في مستشفى القاسمي، لطيفة راشد: «تختلف الآراء حول آثار الإضافات الغذائية في جسم الإنسان، حتى ان البعض يتخوفون من وجود اي اضافات، او رموز تكتب على البطاقة الغذائية»، مشيرة الى ان الناس استخدموا الإضافات منذ زمن طويل لحفظ الطعام من الفساد، إذ لجأوا إلى الملح في حفظ اللحوم والأسماك، والسكر في حفظ الفواكه، ولكن مع تطور العلم اختلفت انواع الاضافات، وتعددت اسباب استخدامها.

وأضافت لطيفة لـ«الإمارات اليوم»: «هناك اضافات للحد من فساد الطعام ووقف نمو البكتيريا والفطريات، واعطاء الطعام فترة زمنية اطول للحفظ، وهناك اضافات غذائية لتعزيز القوام والنكهة ولرفع القيمة الغذائية للطعام، مثل الفيتامينات والمعادن والألياف وبعض الاضافات لحالات خاصة، كالمحليات الصناعية لمرضى السكري، ولتخفيف الوزن. أما اكثر الاضافات انتشارا، فيعد الغرض منها تحسين لون المادة الغذائية المتعرضة لعمليات التصنيع المختلفة او لتعزيز اللون، وقد تكون مركبات طبيعية وآمنة أو مركبات مصنعة».

رموز

ذكرت رئيسة قسم التغذية في مستشفى القاسمي، ان جميع المركبات تعطى رموزا لسهولة استخدامها، وهذه الرموز تأخذ الحرف «إي»، وعلى سبيل المثال «إي 100»، هو الكركم، وهو مركب طبيعي، والهدف من استخدامه اضافة اللون الاصفر والبرتقالي الى المنتج، ويوجد على صورة بودرة صفراء. وهذا المصدر آمن صحيا، ومن المعروف ان المطبخ الشرقي لا يخلو من الكركم، وبينت الدراسات انخفاض السرطان عند الشعوب التي تستهلك الكركم بصورة منتظمة، لما له من دور في مضادات الأكسدة.

وأفادت بأن المركب يوجد في منتجات السمك واللحوم والمشروبات والزبدة ومنتجات الكعك والبسكويت والمارجرين والاجبان ومسحوق الكاري وزيت الطبخ والحلويات والصلصات وحبوب الافطار. أما «إي 101»، فبحسب لطيفة راشد، هي مادة الريبو فلافين فيتامين بي ،2 وتضاف للطعام لإعطائه اللون الأصفر وتدعيمه بالفيتامينات، وهو مركب طبيعي ومتوافر في البيض والحليب. بينما «إي 102» فهو التترازين ويضاف للطعام لإعطائه اللون الأصفر او البرتقالي، وهو لون غير طبيعي من مركبات الكبريت، وتبين ان هذا المركب يعمل على زيادة الصداع النصفي، والإصابة بالحساسية. اما الامارنث، «إي 123» والذي يضاف الى الشوربة والفواكه المعلبة والمربى والكعك المخلوط بالحلويات، فيعتبر من المركبات الخطرة للذين لديهم حساسية من الاسبرين، كما انه يزيد النشاط لدى الاطفال ويسبب الحساسية الجلدية والربو. اما اللون الاخضر فيوجد في الاطعمة من خلال المادة أي ،140 وهو مصدر آمن وطبيعي مستخرج من النباتات، ويضاف للشوربة والفواكه، والصلصات والآيس كريم.

تويتر