قدّمها خلال « أسبوع الموضة » في العـــاصمة الإيطالية

رامي العلي.. ليلة من أساطير رومـا وصخبها

صورة

بين ميادين روما، وأعمدتها الرخامية، وعمارتها التاريخية الساحرة، والأساطير التي تلف أزقة المدينة الجميلة، وجد مصمم الأزياء السوري رامي العلي إلهاماً يقوده إلى مجموعته الأخيرة التي قدمها خلال أسبوع روما للموضة (ألتا روما) لخريف وشتاء 2011-2012 لملابس السهرة الراقية، الذي اختتم أخيراً في العاصمة الإيطالية روما، مقدما مجموعة عالمية شديدة الأناقة، عكست من سحر المدينة الكثير.

استطاع العلي أن يجمع في مجموعته بين سحر التاريخ الذي تنضح به أحجار روما، وضجيج وحيوية حاضرها المزدحم والمحب للحياة دائماً، مستلهماً الكثير من سحر التاريخ الذي يلف المدينة بكاملها، ويختزن حكايات عدة لمعارك وانتصارات وثورات وقصص ملحمية.

وأشار العلى إلى أنه استوحى مجموعته غالبا من تلك المدينة «وتحديدا ذلك الجزء الذي تنبض فيه الحياة بعد مغيب الشمس، فأنا أعتبر أن فترات المساء في هذه المدينة ذات طابع خاص ومميز بالفعل، وكل ما فيها يصبح حياً وصاخباً»، سواء لتلك الظلال والألوان التي يرسمها مغيب الشمس على معالمها التاريخية التي تزخر بها المدينة، إلى ذلك الصخب الحيوي لسكانها وأنشطتهم المسائية الترفيهية.

مصدر إلهام

استعدادات

يقول مصمم الأزياء السوري رامي العلي الذي قدم آخر عروض أزيائه أخيراً لخريف وشتاء 2011-2012 لملابس السهرة الراقية خلال أسبوع روما للموضة «ألتا روما» في العاصمة الإيطالية، ان «الاستعدادات لعرض الأزياء غالباً ما تمر بسرعة كبيرة جداً، لدرجة أنني أشعر بأنه مر كالحلم، فتزدحم منطقة وراء الكواليس في آخر اللحظات بفريق العمل الذين يقومون بتعديلات واقتراحات اللحظة الأخيرة، كما يتم في هذه الفترة أيضاً اختيار العارضات، واختيار الموسيقى، وشكل الشعر والماكياج، وفي هذه الفترة أحب أن أكون حاضرا ومشرفا على كل صغيرة وكبيرة، الأمر الذي يجعل النوم في هذه الفترة عادة غريبة عني ولا أعرفها».

وعلى الرغم من ذلك يرى العلي أنها أكثر الفترات حماسة وأفضلها بالنسبة له «وغالباً ما أشعر بعدم الصبر وانتظار موعد العرض، رغبة مني في أن أعرض للعالم ذلك الشغف الذي يسير حياتي».

أضاف العلي لـ«الإمارات اليوم» أن «روما مدينة رائعة، أجد فيها مصدرا كبيرا للإلهام، وأردت من خلال هذه المجموعة أن أوصل بين تاريخها، وأساطيرها، وعمرانها الخلاب، وإعادة إحياء كل ذلك في مجموعة أزياء من منظوري»، مبينا أنه من خلال هذا الموسم، أراد أن يعيش ذلك التحدي «لابتكار مجموعة مختلفة تماماً عن أعمالي السابقة، وأردت أن أبني وأحدد خطوطا راسخة وواضحة تصل بين فساتيني وبين تاريخ روما الغني، وتلك الهندسة العمرانية المهيبة للمدينة، وسحر أعمدتها الرخامية المنتشرة هنا وهناك، ما كان قاعدة مثالية لي لتكوين مجموعتي الكاملة».

وذكر أنه يحب ذلك المزج اللامتناهي بين القديم والحديث، وبين الماضي والحاضر اللذين يتناقضان مع بعضهما بعضاً في داخل المدينة الواحدة، و«هي أيضاً كانت الطريقة المثالية بالنسبة لي للتعبير عن امتناني واحترامي لهذه المدينة التي احتضنت أول عروضي العالمية».

صوفيا لورين

إضافة إلى سحر روما المعدي، يجد العلي في كلاسيكيات السينما الإيطالية الكثير من السحر والإلهام «خصوصاً تلك التي تعود إلى خمسينات وستينات القرن الماضي، فأنا مغرم ببساطة بتلك الفتنة والأناقة والجمال الذي يمثله فنانو تلك الحقبة، وبالتأكيد أجد في بطلتي المفضلة للأفلام الإيطالية صوفيا لورين ذلك الجمال الكامل والمثالي، بحضورها الساحر وجمالها الخلاب، وأنا ببساطة مغرم بموضة تلك الحقبة، حين كان لابد للمرأة أن تبدو ببساطة أنثى أنيقة وفاتنة بتلك الفساتين والتنانير الناحتة للجسم، وتلك القصات الراسمة لنحول الخصر، كما أنني من معجبي المغنيتين باتي برافو، وأورنيلا فانوني، فهما برأيي سيدتان تحملان من القوة والجاذبية الكثير، وبأصوات خارقة».

وبين هذا وذاك، كان من الطبيعي أن تحمل تصاميم المجموعة الكثير من الفتنة والأنوثة الطاغية التي أبرزتها القصات المثيرة، بين تحديد لانحناءات الخصر واتساع التنانير، وبين القوالب والمشدات الراسمة للجذع، وبين تلك الأفكار الانسيابية التي حملت الكثير من اللمسات الهندسية المتوازية أو المتناظرة دون إبراز واضح لها، إضافة إلى زخرفات وتعرقات فخمة وغنية عكست الكثير من جمال العمارة الرومانية المتوازية في خطوطها والمزينة بتلك الزخرفات المبهرة، بينما كانت للكتف الرومانية الفردية حضورا واضحا، إضافة إلى تلك الفساتين المكشوفة، والكثير من الحرير المتسع الكاشف تارة عن فتحات سيقان عالية، وسرعان ما تخفيها بين طياتها المنسدلة.

ألوان

اعتمد العلي في مجموعته على مجموعة من الألوان التي تفاوتت بين الداكن والفاتح، معتمداً على ألوان مثل الأسود، والأخضر الداكن، والأزرق، والبنفسجي الملكي الداكن، إضافة إلى الناري، والفضي، والبيج، والبني، والمشمشي المتورد، والبني المحروق الأقرب إلى البرتقالي، وهي الألوان التي برزت في المجموعة بشكلها السادة، أو اللماع، أو الضارب على درجات وظلال لألوان أخرى، أو الممتزج بألوان وتدرجات أخرى داكنة وفاتحة، إضافة إلى اعتماد المصمم فكرة الألوان ذات اللمعة المعدنية، وفكرة الخامات اللماعة التي اعتمد في غالبيتها على قماش الترتر، الذي برز في شكله اللماع البراق تحت فلاشات الأضواء، أو ذات الترتر منطفئ اللمعة الداخل مع خامات أخرى من الشيفون. كما قدم العلي مجموعة من التصاميم شديدة الأناقة من قماش القصب اللماع، وأخرى اعتمد فيها خامات من البروكار، والفاي، والتافتا، والشيفون، والتور، والجلد في أجزاء بسيطة معدنية اللمعة، أو تلك التي اعتمدت على فكرة الحبال الحريرية التي كونت الفستان بالكامل ابتداء من الجذع العاري الضيق بخطوط متوازية ومتناظرة ترسم الجذع، لتتحرر منسدلة بكميات شديدة الكثافة من الحبال على كول الفستان، وهو ما يمكن اعتباره أحد أهم فساتين المجموعة.

تويتر