مجموعة خريف وشتاء 2012 الرجالية اعتمــدت البساطة والغموض

لويس فيتون.. الـــ«آمـيـش» لا يحبّــذون الأزرار

صورة

قد يكون لجماعات الـ«آميش» العديد من الصفات الغريبة والبدائية البسيطة التي لاتزال متبعة حتى يومنا هذا، بعيداً عن كل ما يمت بصلة للحداثة والحياة العصرية التي نعيشها، وبعيداً عن الكهرباء والتكنولوجيا الحديثة، والأزرار أيضاً، وهذا تحديداً ما اعتمدته دار الأزياء الفرنسية العريقة لويس فيتون، في عرض أزيائها لمجموعة خريف وشتاء 2011-2012 الرجالية في باريس أخيراً، من تصميم مدير استوديو الملابس الرجالية للدار بول هيلبرز، وتحت الإشراف العام للمدير الفني للعلامة التجارية المصمم الأميركي مارك جيكوبس.

البساطة الشديدة، والقصات الواضحة غير المعقدة، والإخفاء المتعمدة للأزرار، كانت صفات عامة للمجموعة الدافئة، التي قدمت الدار خلالها تنوعاً شديداً في القطع من قمصان وسترات تحديداً ومعاطف تحديداً، والكثير الكثير، من الحقائب والمحفظات الرجالية الشديدة التميز، وضربة متطرفة من البرتقالي الفاقع، وهي اللمسة التي أعانت على الموازنة بين البساطة المفرطة المعتمدة لهذه المجموعة، والقليل من التطرف المدروس المستوحى من الفنان الأميركي المتكامل ديفيد لينش، لإنجاب مجموعة مبتكرة وبعيدة عن الملل، ما قد تقع فيه تصاميم المجموعات الرجالية غالباً.

نجح المصمم في أن تمزج مجموعته بين البساطة الوضوح الشديد في الخطوط، والحس المتطرف في لمسات بسيطة، كما لو كانت لصبي شقي فضولي يدعي البراءة، معتمداً ألواناً أساسية ودافئة من الأسود الذي غلب على القطع، ودرجات البيج والبني، والأزرق، والرمادي، بمختلف درجاته، وكل تلك الدرجات الجامعة بين تلك الألوان السابقة والمازجة بينها، مثل البيج المغبر، والأبيض الرملي، وبين المغبر الضارب إلى الحمرة، أو الرمادي المزرق الفاتح، أو الكاكي المغبر، أو الأسود الكالح، ولمسات من البرتقالي الفاقع والقوي، والقليل من الأحمر الناري.

دروع قماشية

بدت القطع، وتحديداً السترات، تحمل سمة الثبات والصلابة، على الرغم من مظهرها القماشي الناعم، الأمر الذي عززته الخطوط الرئيسة التي لا تعتمد القصات الكثيرة الراسمة للجسم، إضافة إلى رغبة المصمم في العودة إلى الأساس الخام لكل شيء في هذه المجموعة، مشيراً قبيل العرض إلى أنه قد عاد في تصميم هذه المجموعة إلى أساسيات الأشياء، وهذا هو السبب في أن اللون الأسود يغلب على المجموعة لإبراز الشكل والأسلوب الفني، حيث بدت السترات كما لو كانت منحوتة حول الجسم بطريقة تبدو فيه أشبه بالدروع، وهو ما تسبب فيه استخدام مواد متباينة، مثل معاطف المطر المطاطية المطفية مع جلد الثعبان المعدني في التماعته والقماش القطني المزغب المضلع بتقليمات عريضة وألوان لوحتها الشمس، ضمن تركيبات غير متوقعة لها رونقها وجمالها الجديد الفريد.

خطافات

يتسم أسلوب الآميش التقليدي في الملابس بخصائص مميزة مثل استبدال الأزرار بأقفال عبارة عن خطاف معقوف وعروة، والأشكال المنحنية التي تغطيها الرقبة المفتوحة المستديرة، والثنيات الموجودة على ظهر الأكمام، علاوة على ذلك استعار بول هيلبرز بعض التصميمات من كلاسيكيات الجيل القديم، فنجد ضمن مجموعته معاطف وسترات بها أحزمة خلفية حريرية ومخملية، بينما استخدم ربطات العنق بشكل مبتكر، فبدلاً من ارتدائها بالأسلوب التقليدي حول العنق استخدمها كأحزمة للسترات والسراويل أو تحويلها إلى أوشحة بعقد عفوية، أما القطع المحبوكة فاستخدمت في السترات وتمت حياكتها بغرز متشابهة، إضافة إلى القمصان التقليدية للآميش، والسترات بنصف ياقة ذات رقع مخططة على الجانبين أو الأكمام، بينما يضفي القماش القطني المزغب المضلع بتقليمات عريضة ذو الألوان التي لوحتها الشمس لمسة ريفية بسيطة على البنطلونات الفضفاضة.

مساء

قدم المصمم للمساء مجموعة من القمصان والبلوزات الشفافة المخيطة بدرزات مقلمة، مزينة بقطع جلد السويد المصبوغ، وسترات مخملية، ذات أشكال مخيطة بالإبرة والترتر، ذات لمسة فخمة ومتألقة. وقد اعتمدت الدار مجموعة مختلفة من الخامات لتنفيذ التصاميم، مثل الساتان، والجلد، والفرو، وجلد التمساح المعرق، والكشمير بنعومته الفائقة وخاصية الدفء المميزة التي يقدمها، إضافة إلى الصوف، والمخمل المحروق، والخامات التي تم تنفيذها وتصنيعها لتبدو ذات صفة معتقة، والكثير من أنواع الجلود.

إكسسوارات

ضمت المجموعة كذلك موديلات حقائب لويس فيتون المميزة المصنعة من جلد «داميير إنفيني» بنعومته وجودته العالية، المميزة بطبعات الكاروهات الخاصة بالدار، إضافة إلى تصاميم الحقائب مثل، «كيبال»، و«نيو غرين ويتش»، وغيرها، بألوان الأحمر الفاقع الناري، والفضي اللماع، والأسود، والبني بدرجاته، والتي صنعت من جلد الفيل المطبع، وجلد «النوماد» الناعم، والتي تحمل غالبها نقشة وعلامة الدار الشهيرة، أو تلك الخاصة بها من نقوش جلد التمساح.

قدمت الدار أيضا إكسسوارات من ساعات مبهمة التصميم، وخواتم بدائية، وقفازات بثنيات جانبية، ونظارات شمسية، حملت جميعاً بساطة الآميش وغموض ديفيد لينش، إضافة إلى مجموعة من الأوشحة السميكة المثيرة ذات المظهر الريفي القوي، إضافة إلى الأحذية المتعددة الخامات الجلدية، من جلد تمساح في الداخل، وجلد لماع على الكعب، وحواف بدائية خامة غير مصقولة، بلمسة خشونة واضحة.

تويتر