الإقلاع عن التدخين يحتاج إلى إرادة ومساندة

مَن يرغب في الإقلاع عن التدخين، يحتاج غالباً إلى أكثر من مجرد إرادة قوية؛ إذ ينبغي على المدخنين أن يفصحوا في البداية لأصدقائهم وأسرهم عن عزمهم على الإقلاع عن التدخين، كي يتلقوا المساندة اللازمة التي تعينهم على تحقيق رغبتهم.

وأشار أخصائي أمراض القلب بالمستشفى الكندي التخصصي في دبي الدكتور أحمد جبرون، إلى أن من المهم أيضاً الحد من التوتر العصبي اليومي وممارسة الرياضة بانتظام، كما أن استشارة المتخصصين، واستعمال وسائل المساعدة على الإقلاع عن التدخين، مثل لصقة النيكوتين أو علكة النيكوتين، يمكن أن تسهم في تحجيم الرغبة في التدخين.

ويفسر الخبير أيضاً سبب الإدمان السريع للتبغ بأنه «عندما يدخن المرء، يذهب النيكوتين إلى المخ مباشرة، ويفرز مواد كيميائية تعمل على الشعور بالارتياح». ويرغب الجسم في استمرار هذا الشعور، ويطلب المزيد من النيكوتين، وبالتالي يتم تدخين المزيد من السجائر، ما تترتب عليه عواقب وخيمة.

وعن خطورة تدخين التبغ، يفيد جبرون «ليس هناك منتج استهلاكي يقتل الكثير من البشر مثل التبغ»، مشيراً إلى أن التدخين يُعد سبباً رئيساً لأمراض القلب والرئة والعديد من أنواع السرطان؛ إذ يرجع السبب في 85 ٪ من جميع حالات الإصابة بسرطان الرئة الجديدة إلى إدمان التبغ.

ويدلل جبرون على مدى خطورة تدخين التبغ بالاستناد إلى بيانات منظمة الصحــة العالمية التي تبين أن تدخين التبغ تسبب في وفاة نحو 100 مليون شخـص حول العالم خلال القرن الـ.20

من جانبه، يرى استشاري الطب النفسي والمدير الطبي للمركز الوطني للتأهيل في أبوظبي الدكتور أحمد يوسف، أن احتمال إدمان النيكوتين يماثل احتمال إدمان المخدرات الصلبة، بل ان معظم الأشخاص يدمنون النيكوتين بشكل أسرع من الهيروين والأفيون.

وأضاف أن قوة الإرادة تُشكل عاملاً مهماً في سبيل الإقلاع عن التدخين، إلا أن معظم المدخنين يحتاجون بشكل إضافي إلى مساعدة من قبل المختصين.

ويستند يوسف في رأيه هذا إلى بيانات منظمة الصحة العالمية، التي تبين أن المشورة الوجيزة التي يقدمها المختصون في مجال الرعاية الصحية تعزز من فرص النجاح في الإقلاع عن التدخين بنسبة تصل إلى 30٪.

تويتر