متحف «هومبرويش» في ألمانيا.. فن وطبيعة خلابة

المناظر الطبيعية جزء من متحف هومبرويش. أرشيفية

وسط حفيف الغصون التي تتمايل مع النسيم العليل، وتغريد الطيور، ونقيق الضفادع، تنمو زهور القطيفة الصفراء على ضفاف النهر أمام أشجار الصفصاف الباكية بفروعها المنبسطة، التي يتسم بها المنظر الطبيعي لنهر الراين السفلي، مع لمسة زرقاء ساحرة تضفيها عليها زهور أذن الفأر (زهرة لا تنساني).

وتحت أشجار الحور الطويلة، يمكن للزائرين أخذ قسط من الراحة على مقاعد المتنزه، وعلى مرمى البصر هناك مبنى من الطوب القديم، يحسبه الناظر منحوتاً في هذا المنظر الطبيعي الخلاب. هذا المنظر الطبيعي جزء لا يتجزأ من متحف «جزيرة هومبرويش» بمدينة نيوس الألمانية على نهر الراين، إذ يمتزج فيه متنزه أعيد فيه توطين الحيوانات والنباتات مع أرض خضراء بطول ضفتي نهر «إرفت» الصغير، الذي يلتقي مع نهر الراين بعد بضعة كيلومترات.

تتيح هذه البيئة البرية لزائريها التمتع بالنظر إلى بعض المشاهد الساحرة، سواء أكانت إحدى «المنشآت المنحوتة» الـ10 التي صممها ايروين هيريش، والتي يمكن التنزه فيها سيراً على الأقدام، أو أياً من الأعمال الفنية الأخرى وسط الخضرة.

فعلى سبيل المثال، ثمة دائرة، قطرها 15 متراً تقريباً، من المقاعد الضخمة في الحديقة، والمصنوعة من الحديد الصدئ، توجد بالقرب من مكان كان مخصصاً للعربات التي تجرها الخيول، ويرجع تاريخه إلى عام ،1906 وقد تحول إلى محل إقامة ومرسم فني. وفي قسم آخر من المتنزه، بالقرب من إحدى البنايات التي صممها هيريش والتي تحمل عنوان «حلزون»، يمر الزائرون عبر مجموعة كاملة من تماثيل الفرسان المصنوعة من الحديد، التي تقف في صفوف متتالية.

من المشاهد المثيرة التي تسر الناظرين في المتحف ذلك المشهد الذي يمزج بين الفن المعماري والطبيعة في مبنى «تورم» (البرج) الذي يقع عند المدخل، تعلوه السماء الزرقاء، فالطوب بلونه الأحمر الذي بني منه البرج يتباين مع الأرض الخضراء الخصبة التي تحيط بالنهر. يزيد الإقبال بصورة خاصة على المقاعد التي توجد تحت الأشجار في الأوقات التي تشهد طقساً طيباً، إذ يمكن للجالسين الاستمتاع برؤية منظر ناحية نهر «إرفت».

وبين موائد ومقاعد كافتيريا المتحف، تجد بط وأوز الحديقة يتهادى في مشيته مع صغاره. وتقول إحدى الزائرات وهي تجلس على معقد في الكافتيريا، تستمتع بالمنظر الخلاب «هكذا أتصور العيش في الريف».

تويتر