« كان السينمائي ».. تنافـس على الأفلام والتصاميم

تتحوّل مدينة كان الفرنسية خلال هذه الفترة من كل عام، إلى واحدة من أكثر مناطق العالم سحراً وألقاً، بتلك السجادة الحمراء التي تزيّن واجهة فندق «ماجيستيك» العريق المواجهة لبحر جنوب فرنسا، وجدرانه التي تضم تحت سقفها نخبة مشاهير الشاشة الذهبية وشهيراته تحديداً، بكل ذلك الألق وتلك الأناقة المترفة تجمعهن تلك السجادة الحمراء التنافسية التي تحدد مَن منهن نجحت في كسب الأضواء بفستانها المثالي، ومن تلك التي عجزت عن ذلك.

تنوّعت الأحداث والفعاليات التي أقيمت بالتزامن مع المهرجان وتلك التي كانت ضمن برنامجه، إضافة إلى افتتاحات الأفلام لأول مرة، لتتزاحم جميلات هوليوود وجميلات أوروبا على التموضع أمام مئات الكاميرات التي تسابقت أضوائها على التقاط الصورة الأجمل، فتألقت أسماء مثل أوما ثرمان، وجين فوندا، وسلمى حايك، وبينيلوبي كروز، إضافة إلى ممثلة بوليوود الشهيرة أشواريا راي، والكثيرات ممن سلبن الأضواء.

أبيض

كان الأبيض هو اللون الحاكم، الذي اعتمدته مختلف الفنانات خلال الحدث، وكانت الممثلة الأميركية عضو لجنة تحكيم المهرجان أوما ثرمان، أبرز مَن اعتمدنه لوناً، على الرغم من تعدد التصاميم وأسماء المصممين، إلا أنها فضّلت الظهور بتلك اللمسة البيضاء الصيفية الأنيقة والبسيطة، ابتداءً بفستان «دولتشي آند غابانا» القصير القطني ذي التخريمات البسيطة والتطريزات البيضاء المزيّنة للحواشي المقرنصة بطريقة مبتكرة، إلى فستانها الأنيق من «فرساتشي»، الذي ارتدته على السجادة الحمراء بأذياله المزيّنة بالريش وقصته الضيقة، التي تتسع نزولاً إلى التنورة، وكان اللون الأبيض اختياراً رئيساً للممثلة الأميركية المخضرمة والأكثر أناقة جين فوندا، بفستانها الضيق الطويل وأكمامه الطويلة من تصميم «إيميليو بوتشي»، المعتمد على قصات كبيرة في القماش على شكل زهور على منطقة الجذع مبطنة بقماش أقرب إلى الأورغانزا المعكرة اللمّاعة، مع إضافة تلك اللمسة الفخمة والساحرة دائماً التي تضفيها الأذيال الطويلة على الفساتين، في اختيار ذكي حرصت من خلاله على تغطية جميع مناطق الجسد، إضافة إلى الممثلة الكندية رايتشيل ماك آدامز بفستان قصير ضيق مزيّن بزهور كريمية ناعمة على الأكتاف والجيوب من تصميم «ماكسيم سيمونز»، كما ارتدت فستاناً شفافاً بلون البشرة مزيّن بتطريزات كثيفة من «مارشيسا»، وهو الاختيار الذي وقعت عليه الممثلة الإسبانية بينيلوبي كروز أيضاً بفستان من الفكرة الشفافة نفسها بلون الجسد، وتطريزات وتداخلات لونية ليلكية خلابة، بقصة شديدة الضيق.

وعند الحديث عن الأناقة الإيطالية لا يمكن نسيان المصممة الإيطالية ألبيرتا فيريتي، التي برز تصميمها بوضوح ولمسة مثالية على السجادة الحمراء لافتتاح المهرجان الأسبوع الماضي، وتحديداً على جسد عارضة الأزياء والممثلة الإيطالية بيانكا بالتي، بفستان أبيض طويل ذي قصة عارية على شكل قلب، وجذع من تجمعات متعددة الاتجاهات تنتهي تحت الأرداف لتبدأ رحلة أخرى من التموجات المكسرة والعديدة المنسدلة وصولاً إلى ذيل طويل، ولمسة أناقة أخرى عبر «فيونكة» كبيرة على أحد جوانب الردفين، إلا أن بالتي استطاعت أن تضيف لمسة عصرية شديدة التميز على هذا التصميم الكلاسيكي الناعم، من خلال ارتدائها لمجوهرات ياقوتية صارخة، عبر عقد كبير وعريض، وحلق كبير من أحجار متعددة، وخاتم «كوكتيل» ضخم من اللون نفسه.

كما برزت تصاميم فيريتي بفستان وردي فاتح ورومانسي على جسد صاحبة مدوّنة الموضة الإيطالية الشهيرة تشيارا فيراني، من الأورغانزا الوردي الفاتح بجذع ضيق مزين بقصات عديدة وبارزة لزهـور ذات حـواف مطرزة وتنورة متموجة ومنفوخة.

صيف وجلد

ربما لم يكن اختيار الممثلة المكسيكية سلمى حايك موفقاً خلال جلسة تصوير فيلم «بوس إن بووتس»، وتحديداً خلال فترة النهار الصيفية المشمسة جداً في تلك الجهة الشاطئية من جنوب فرنسا، مرتدية فستاناً من الجلد الحني، بقصة صدر عارية من دون حمالات، يصل أسفل الركبة، باتساع بسيط عند تنورته، أضافت حايك أيضاً سترة قصيرة بدرجات لون مقاربة ترتكز على فكرة الزهور البارزة والنافرة والكثيفة من الأورغانزا، والمرسومة يدوياً، وعلى الرغم من أناقة القطع التي ارتدتها حايك، التي قد تبرز بشكل أكبر على عارضة ذات قوام ممشوق وأكثر طولاً، فإنه لم يكن مناسباً لها تحديداً، سواء عبر خامته الجلد التي بدت حارة، أو سترة الورود القصيرة التي أخفت تماماً عنق الممثلة، التي تعرف بقصر عنقها أساساً.

إلا أن الأمر كان مختلفاً تمامً على السجادة الحمراء، إذ تألقت حايك بفستان أنيق من اللون الرمادي الفاتح جداً، من تصميم «غوتشي» عاري الأكتاف من دون حمالات، من قماش الجورجيت الحريري، بقصة ضيقة عند الجذع وحتى الأرداف لتتسع نزولاً بكثافة وكسرات عديدة وكرم شديد في أمتار القماش المتموجة وذله الطويل جزئياً، والذي تميز باعتماده على التطريزات الفضية اليدوية على طول الصدر، إضافة إلى تزينه بشذرات وكريستالات على طول الفستان.

أسود السهرات

عند الحديث عن السجادة الحمراء وفساتين السهرة الراقية، لابد أن يكون للأسود حضوره القوي، وهو ما ارتدته العارضـة الإسبانيـة الشهيرة نيفين ألفاريز، من تصميم الإيطالية ألبيرتا فيريتي، معتمدة قصة الصدر العارية بحمالة كتف واحدة، وجذع ضيق، وتنورة واسعة ومنتفخة من التول الأسود اللمّاع، بينما تزيـّن الفستان بكامله بالشذرات النباتيـة باللون الأسود أيضا، التي بدت كما لو كانت نباتات متسلقة ترسم طريقها على جسد العارضة، إضافة إلى روبيرتا أرماني التي ارتدت فستاناً شديد البساطة من تصميم جورجيو أرماني من الحرير المنسدل ضيقاً وحمالة الصدر الوحيدة المتناظرة المزيّنة مع الصدر بحبات من الكريستال الناعم والبسيط. بينما أبرزت العارضة البريطانية الشهيرة نايومي كامبل مفاتنها من خلال فستان أسود شديد القصر والضيق من «إيميليو بوتشي» بأكمام طويلة من القماش الأسود المعرق والمزيّن بحبال متقاطعة على كامل الفستان، بينما تزينت جوانب الجذع بشذرات وتطريزات لمّاعة أضافت المزيد من الألق على الفستان شديد الأناقة، الذي ارتده العارضة في كل من الحدث الذي أقامته على هامش المهرجان «فاشون فور ريليف» الخيري لمساندة ضحايا زلزال اليابان الأخير، كما ارتدته خلال حفل «الألماس صديق الفتاة الأقرب» الذي أقامته «شوبارد»، بينما تألقت الممثلة الإسبانية بينيلوبي كروز بفستان آخر من تصميم «إيميليو بوتشي» من المخمل الناعم، بقصة ضيقة تصل إلى الركبة وأكمام طويلة كلاسيكية وقصة تحت الصدر وتطريزات متعددة باروكية البصمة من الشذرات والأحجار الفضية الناعمة، برقبة عالية كلاسكية مكشكشة وفيونكة أنيقة.

جورجيو أرماني

كان لتصاميم المصمم الإيطالي العريق جورجيو أرماني حضورها القوي خلال أحداث المهرجان وسجادته الحمراء، سواء على المشاهير من الرجال أو النساء، إذ ظهر رئيس لجنـة تحكيم المهرجان الممثل الأميركي روبرت دينيرو ببدلة «توكسيدو» أنيقة من تصميم «أرماني»، إضافة إلى العارضة التشيكية الشهيرة والممثلة الصاعدة كارولينا كوركوفا، التي ارتـدت فستاناً أنيقاً مـن مجموعـة «أرماني برايف» بقصته الضيقة العارية بقصة الحورية، والمطرزة بالكامل بطريقـة مائلة وكثيفـة فوق قماش شفاف، بلونه الأرزق الداكن وزينته المعتمدة على الترتر اللماع، كريستالات «شواروفسكي»، ولمسات ناعمة من الأروغانزا السوداء الشفافة.

كما فضلت البوليوودية الجميلة آشواريا راي، التزيّن بتصميم من مجموعـة «أرماني برايف» أيضا بقطعتين من تنورة ضيقة وطويلة من اللون الكحلي الداكن بذيل طويل وناعم وجذع من قالب أبيض كريمي من الأورغانزا العاكس بقصـة مائلة ومبتكرة، وتزيّنت أيضاً بسوار أنيق من مجموعـة المصمم، كما ارتدت فستاناً خلاباً من تخريمات ودانتيلات كثيفة من اللون البيج الكريمي للمصمم اللبناني إيلي صعب، إضافة إلى الممثلة الإيطالية المخضرمة والشهيرة كلوديا كاردينالي التي ظهرت بفستان من الساتان الداكن الحريري بقصة عارية تحت وشاح حريري مطابق، والممثل الفرنسي بينويت ماغميل الذي ارتدى بدلة «توكسيدو» للمصمم.