اللقيمات والهريس والرقاق ضيف دائم في الفعاليات

الأكلات الشعبية.. مذاقـات مـن التراث الإماراتي

الأكلات الإماراتية تبرز تراث المطبخ المحلي في الفعاليات. أرشيفية

تعد الأكلات الشعبية من أبرز مظاهر التراث الإماراتي، إذ تحضر في الفعاليات التراثية المتباينة التي تقام في مختلف إمارات الدولة، وتتنوع الوجبات التي تقدم في المناسبات، وتقتصر على أطباق تختصر من خلالها النساء ثقافة المطبخ الاماراتي. ومن أبرز الأكلات التي تقدم، الهريس وخبز الرقاق، واللقيمات، والخميرة. وغالباً ما تقوم النساء بتحضير العجينة في المنزل، وطهي الأكلات أمام الناس، وتقديمها لهم طازجة. ووجود الأكلات الشعبية في الفعاليات المختلفة لا يشكّل انعكاساً لتراث المطبخ الإماراتي فحسب، وإنما يفتح الأفق للمقيمين العرب والأجانب للتعرف إليها وتذوق نكهاتها المتباينة.

«الإمارات اليوم» التقت في فعالية القافلة الثقافية التي نظمتها وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع في منطقة الفجيرة أخيراً، نساء متخصصات في طهي الأكلات، تحدثن عن مكونات وجبات شعبية، وتفاصيل إعدادها، وقالت مريم علي التي أعدت الهريس واللقيمات واللوبياء «نحرص في كل المناسبات التي نشارك فيها على تقديم أبرز الأكلات التراثية المطلوبة والمرغوب فيها، ومنها اللقيمات والهريس واللوبياء»، مشيرة إلى أن اللقيمات تتكون من الطحين، والحبة الحلوة، والكركم والحليب والسكر والملح والقليل من الخميرة، وتُعجن وتريح العجينة قليلاً قبل ان تُقلى و«هذه الأكلة تعد من الأكلات التي يجب ان تكون موجودة في كل بيت، ولاسيما في الزيارات او المناسبات، والهريس أيضاً يعد من الأكلات التي يجب أن تقدم للناس والضيوف».

وصفات

أما عن وصفة الهريس، فشرحت مريم تفاصيل اعدادها بالقول «إنه يتكون من حب القمح والدجاج ويضاف اليه الملح، ويطبخ لوقت طويل، ويحرك من آن لآخر بشكل متواصل حتى ينضج ببطء لتكون حبات القمح ناضجة فعلاً»، معتبرة أن حضور المطبخ الإماراتي، في الفعاليات الثقافية والتراثية ضروري للتعريف بالأكلات المحلية، بدلاً من الجاهزة الغربية، ولأن ذلك يطلع العرب والأجانب على طبيعة المطبخ الاماراتي، ما يشكل وسيلة للحفاظ عليه.

ولفتت مريم التي تشارك في الكثير من الفعاليات الثقافية، الى ان هذه الأكلات توجد في كل المهرجانات التراثية «كونها تعبر عن جزء من حضارتنا وتراثنا، كما انها تسهم في إبراز هوية البلد وأصالته، وهذه الأكلات هي التي ترتبط بمطبخنا الأصلي، ولابد من الحفاظ على هذا الإرث القديم.

وذكرت أن المطبخ الاماراتي قد أدخل عليه الكثير من التعديلات، وأبرزها تحضير المعكرونة بالصلصات والكيك كحلوى، وغيرها من الأصناف الجديدة التي دخلت على المطبخ المحلي، وبدأت الأمهات تطبخها حديثاً، بينما في القديم لم تكن تعد إطلاقاً، مؤكدة في الوقت نفسه أن الجيل الجديد مازال محافظاً على هذه الأكلات «كونها من الأطباق التي مازالت تقدم في المنازل، خصوصاً عند حضور الضيوف، كما أن طريقة إعداد هذه الأكلات بين دول الخليج لا تختلف إطلاقاً، قد تتباين طريقة وضع البهارات وما يضاف اليها».

رقاق

ذكرت فاطمة راشد التي تحضر خبز الرقاق، أن هذا الخبز يعد من أنواع الأطباق التي تعد بشكل يومي في المنازل، فهو الخبز الذي يقدم للفطور على وجه الخصوص. وحول طريقة تحضيره أفادت بأن «عجينة خبز الرقاق تتكون من الطحين والماء والملح، وتكون رخوة وغير سميكة كما الخبز العربي المعروف، وتعجن مكونات الخبز، وتترك قليلاً على جنب، حتى ترتاح العجينة لربع او نصف ساعة، وبعدها يمكن البدء بوضع الخبز على النار، وتمد كمية قليلة من العجين على الحديد الساخن، والبعض يستخدم الشريط الذي يعد حديثاً نسبياً في المطبخ الإماراتي، وتترك لدقائق حتى ينضج الخبز».

وأضافت ان هذا الخبز يعتبر صحياً كونه يحضر في المنزل ويكون طازجاً. ويقدم مع الجبن، أو البيض أو حتى مع عصارة السمك، إذ بعد ان ينضج نسبياً توضع فوقه احدى هذه الأصناف المذكورة ويؤكل ساخناً. على ان مد الخبز على اللوح المعدني يحتاج الى دقة، اذ يجب أن تكون العجينة لينة حتى تمد بشكل جيد، ولابد من ان تكون درجة حرارة الشريط مرتفعة، لينضج الخبز، ويوضع عليه الجبن او البيض فينضج مباشرة وهو على سطحه بفعل الحرارة، كون سماكة الخبز تكون قليلة جدا.

أما الصنف الآخر الذي كانت تعده فاطمة، فهو الخميرة التي تعتبر من الأكلات الحلوة التي تقدم مع العسل، وتتكون من الحليب والطحين والسكر والزعفران وماء الورد والحبة الحلوة، والسمن.

ولفتت فاطمة إلى انها تمزج المكونات بشكل شبه عشوائي، لشدة اعتيادها تحضير الوصفات، مشيرة إلى أنها تتبع جمعية التراث في الفجيرة، وبالتالي تشارك في شتى الفعاليات المشابهة، لنشر الوعي حول هذه الأطباق وأهميتها في الطبخ.

ورأت فاطمة أن الجيل الجديد بدأ يميل في الآونة الأخيرة الى الأكلات السريعة، وابتعد الى حد ما عن الأكلات الشعبية، على الرغم من انها تقدم في كل المنازل، ولكن طابع العصر أبعدهم عنها.

واعتبرت ان الإقبال لا يمكن تحديده بشكل كبير، لأنه يعتمد على مذاق الناس، مشيرة الى ان طرق إعداد هذه الأكلات لم تتطور اطلاقا، إذ تحضّر بالطرق التقليدية.

تويتر