يحمي من التغيرات الجسدية والنفسية

الغذاء الصحي يخفّف من أعراض سن اليأس

الفواكه والعصائر الطازجة مفيدة للمرأة في سن اليأس. غيتي

تلعب التغذية الصحية دوراً كبيراً في تخفيف أعراض مرحلة سن اليأس، التي تمر فيها المرأة ما بعد سن الـ،40 والتي لا تقتصر آثارها، رغم اختلافها من امرأة إلى أخرى، على أعراض جسدية بل تتعداها لتشمل أعراضاً نفسية كذلك.

وذكرت رئيسة قسم التغذية في مستشفى القاسمي، لطيفة راشد، أن «سن اليأس مرحلة عمرية تمر بها المرأة، وهي فترة انقطاع الطمث، وعادةً ما تبلغها في الـ45 من العمر، أو قبله أو بعده بقليل، نتيجة قلة إنتاج هرمون الإستروجين من المبايض»، مضيفة لـ«الإمارات اليوم» أنه «حين تصل المرأة إلى تلك المرحلة تنجم عنها تغيرات عدة، لا تقتصر على الجانب الجسدي، بل تتعداه لتشمل الجانب النفسي كذلك. تختلف هذه التغيرات الجسدية والنفسية بين النساء، إلا أن أكثر أعراضها شيوعاً الصداع، واضطرابات عصبية ونفسية، وزيادة في الوزن نتيجة انخفاض عمليات الأيض، وفي المقابل ضيق الصدر، والاكتئاب دون مبرر الذي يعتبر أبرز أعراض سن اليأس، يؤدي إلى فقدان الشهية ونقص الوزن». هذا إلى جانب الشعور بارتفاع حرارة الجسم والتعرق، خصوصاً في الليل، يعقبه احساس بالبرودة، وأحياناً تحدث اضطرابات في الجهاز الهضمي كالرغبة في التقيؤ، والإصابة بإسهال أو إمساك، وآلام في الظهر. وفقاً للطيفة.

رياضة

 

للرياضة كما للأطعمة الصحية دوراً كبيراً في تخفيف أعراض مرحلة سن اليأس الجسدية والنفسية منها، إذ إنها تساعد على خفض نسبة الكولسترول في مجرى الدم، وتخفف من خسارة العظام وتزيد من كثافته، وتحسن وظائف الجسم، وتنشط الدورة الدموية، وتخفف من التوتر والاكتئاب. ولأن معظم النساء تزداد أوزانهن في هذه المرحلة العمرية، نتيجة لانخفاض مستوى معدل الأيض وانخفاض النشاط الحركي، يجب أن يجعلن الرياضة جزءاً لا يتجزأ من ممارساتهن اليومية، وفي حال كان بعضهن حديثات العهد في ممارستها، يجب البدء بممارستها (2-3) مرات في الأسبوع، لمدة (15-30) دقيقة، وفي حال يعاني بعضهن الآخر زيادة الوزن والسمنة، لابد من مزاولة الرياضة خمس مرات في الأسبوع، (45-60) دقيقة.

فوائد جمّة

أفادت رئيسة قسم التغذية في مستشفى القاسمي بأن للأطعمة الصحية دوراً كبيراً في تخفيف أعراض مرحلة سن اليأس الجسدية والنفسية منها، وبالتالي تجنب تأثيراتها السلبية التي قد تتفاقم وتترك آثاراً وخيمة تستغرق وقتاً طويلاً لعلاجها والشفاء منها، لافتة إلى أن من بين هذه الأطعمة، منتجات الصويا، التي بينت الدراسات أنها تخفف من الشعور بارتفاع حرارة الجسم (الهبات الساخنة)، التي تعد أحد أبرز أعراض سن اليأس الجسدية، كما أن هناك دراسات تبين أن هذه المنتجات تساعد على تخفيف الإصابة بأمراض القلب وتصلب الشرايين، وذلك عن طريق خفض مستوى الكولسترول الضار، ومن هذه المنتجات التوفو، حليب الصويا، روب الصويا بنكهات مختلفة، وحبوب الصويا.

وتحتوي الخضراوات والفواكه على فوائد جمة تفيد المرأة في مرحلة سن اليأس، إذ تحتوي المنتجات النباتية على مركبات كيميائية تساعد على الحفاظ على صحة الجسم، تتشابه في تركيبها الكيميائي لهرمون الاستروجين الذي يقل انتاجه من المبايض في هذه المرحلة، ومنها الخوخ، الفراولة، التفاح، الطماطم، الأجاص، العنب، الجريب فروت، البرتقال، والهليون، البنجر، الفلفل، الملفوف، الزهرة، الجزر، الخيار، الخس، البصل، البطاطا الحلوة، اللفت والقمح، كما ذكرت لطيفة التي تابعت «على المرأة في هذه المرحلة، الإكثار من تناول البقوليات، لما لها من فوائد عظيمة أهمها أنها تبطئ امتصاص الغلوكوز في الدم، فتعطي شعوراً بالشبع، وبالتالي تقلل من تناول الطعام، وذلك بسبب ارتفاع محتواها من الألياف، كما أنها تحتوي على الإستروجين النباتي المفيد للمرأة في هذه المرحلة، وهي غنية بالفيتامينات والمعادن، خصوصاً حمض (الفوليك)، فيتامين (ب6)، الكالسيوم، ومنخفضة في الدهون وغنية بالبروتين».

وشددت على أنه يجب الانتباه إلى ضرورة تناول المشروبات الصحية كالعصائر، خصوصا عصير الفواكه المدعم بالكالسيوم ويزود الجسم به وبفيتامين (ج)، وحمض الفوليك، هذا إلى جانب منتجات الحليب خالية الدسم، التي تزود الجسم بالكالسيوم أيضاً، وأفضلها المزودة بالخمائر النشطة، التي تخفف من أعراض انقطاع الطمث. والكالسيوم من العناصر المهمة لهذه المرحلة، للوقاية من الإصابة بهشاشة العظام، لذا لابد من تناول (1000 ــ 1500) ملليغرام من الطعام الذي يحتوي على الكالسيوم خلالها».

محاذير

في المقابل، لابد للمرأة التي تخطت مرحلة سن اليأس، من تجنب الإفراط في تناول المشروبات المدرة للبول كالتي تحتوي على المنبهات كالشاي والقهوة والمشروبات الغازية، والمشروبات الأخرى التي تحتوي على الكافيين، والتي تؤدي للإصابة بالجفاف، وقلة كثافة العظام، لأنها لا تساعد على امتصاص الكالسيوم.

وقالت لطيفة راشد إنه «يجب تجنب تناول الأغذية الغنية بالدهون والسكريات في مرحلة سن اليأس، إذ يجب تجنب أي زيادة في الوزن والسعرات الحرارية، خصوصاً من خلال تناول الأطعمة الغنية بالدهون والسكريات التي لا تحتوي على مغذيات، كما أن زيادة تناول السكر يؤدي إلى زيادة إفراز الأنسولين، الذي بدوره يؤدي إلى ارتفاع مستوى الغلوكوز في الدم، والذي تعتبر زيادة كميته على الطاقة المصروفة، يؤدي إلى تحويلها على صورة دهون تتراكم في أنسجة الجسم»، مشيرة إلى أنه لابد من تناول الدهون بصورة صحيحة، إذ من البديهي أن تنجم عن تناول الأطعمة الدسمة والغنية بالدهون، خطورة على الجسم، لأنها تكون عالية السعرات الحرارية وفقيرة بالمغذيات، إلا أن اختيار الدهون الغذائية الصحية، وهي الدهون غير المشبعة، يقي من الإصابة بالسرطان.

تويتر