العالم يحتفل اليوم بالنساء

في يوم المرأة.. هل مــازال ســــــــؤال المساواة مطروحاً

بعض النساء طالبن بالمساواة في الحياة الاجتماعية. الإمارات اليوم

تنشغل الهيئات النسوية والجهات الكثيرة التي تساندها بالثامن من مارس، احتفاء بيوم المرأة، وبإنجازاتها التي حققتها والمكانة التي وصلت اليها. وفي ظل وجود شريحة كبيرة من النساء اللواتي حققن إنجازات مهمة على الصعيدين العملي والاجتماعي، بات بعض الرجال يطالبون بالمساواة مع المرأة، لكنه على الرغم من تقدم المرأة في حياتها العملية والمهنية، فإنه لا يمكن نكران معاناة بعض النساء من انتقاص حقوقهن المدنية والاجتماعية، فهناك شريحة كبيرة من السيدات مازلن يعانين التهميش الاجتماعي، ولهذا حاولنا طرح التساؤل إذا ما كانت المطالبة بالمساواة بين الرجل والمرأة مازالت قائمة، أم أن المرأة قد حققت ما يكفيها.

مساواة وهمية

http://media.emaratalyoum.com/inline-images/365076.jpg

قال عميد كلية الآداب والعلوم الاجتماعية في جامعة الشارقة، الدكتور أحمد العموش، إن «حقيقة مساواة المرأة بالرجل ليست موجودة بعد في العالم العربي، وهي وهمية، فالمرأة لم تحصل على كامل حقوقها في العمل والتوظيف، وكذلك الحقوق المدنية لم تقدم للمرأة ما تقدمه للرجل»، وأضاف أن «السلطات في المجتمع العربي أبوية، ولذلك لابد من إعادة النظر في التشريعات والقوانين الموضوعة لإنصاف المرأة». ولفت العموش إلى أن «البعض يرى عمل المرأة ودخولها مجالات كثيرة، حقق لها مطالبها، ولكن فعليا ما حققته يعتبر مؤشرات ايجابية، ولكنها ليست كافية، والطريق أمامها مازال طويلا وشاقا، ويحق لها أن تحصل على كامل حقوق الرجل». ونوه بأن المرأة في العالم العربي «مازالت تعيش تحت مظلة الرجل». واعتبر العموش أن المرأة عاملة وأم وزوجة، وهي نصف المجتمع ويجب أن تكرم في هذا اليوم، كونه يمدها بالثقة بأنها تمكنت من تحقيق التغيير كي تتابع تقدمها.

ويرى اللبناني محمد قشاش، أن المرأة «لم تحقق المساواة الكاملة مع الرجل، فقد حققت ما نسبته 80٪ من التساوي في الحقوق، لكنها لم تحصل على ما يجعلها تعيش حياتها بحرية كالرجل»، ولفت الى أنه مع مساواة المرأة بالرجل، معتبراً أن «هناك الكثير من القوانين والتشريعات التي لم تنصف المرأة بشكل جيد، على الرغم من ان هناك الكثير من النساء حققن مراكز مهمة ومناصب قيادية»، ورأى أن «الرجال الذين يرون ان المرأة أخذت ما تستحقه من حقوق هم رجال ضعفاء ولا ينصفون المرأة».

أنوثة

من جهته، لفت المواطن راشد الشامسي، الى أن المساواة بين الرجل والمرأة «تختلف حسب ثقافة المجتمع السائدة، ففي الغرب مفهوم المساواة مختلف عنه في المجتمعات العربية»، محذراً من أن «المساواة التامة بين الرجل والمرأة تبتلع خصوصية المرأة كأنثى»، مشيراً الى أن «ثقافتنا في العالم العربي وكذلك الاسلامي، كرست للمرأة حقها، وبالتالي أخذت المرأة ما تستحقه في المجتمع العربي، وحققت إنجازات تحسب لها». وشدد الشامسي على أن المرأة دخلت كل مجالات العمل في العالم العربي، ولكن في المقابل حرمت من بعض المناصب او حتى الأدوار المخصصة للرجل، كونها تنتقص من أنوثتها وهذا لمصلحة المرأة.

بينما لفتت المواطنة ريم الرضا الى أن «المرأة الاماراتية بشكل خاص حققت مساواتها مع الرجل في المجتمع، وشغلت الكثير من المناصب القيادية، فقد وصلت الى الوزارة والقضاء»، واعتبرت أن «هناك نسبة من الرجال الذين لا يوافقون على عمل الزوجات، وهذا يؤكد أن المرأة لم تأخذ حقها الكامل في بعض النواحي، ولكن هذه الأمور نسبية». بينما أكدت الاماراتية سارة الصايغ ان المرأة الاماراتية «حققت مكانة مهمة في المجتمع، ووصلت الى مراكز مرموقة». واعتبرت أن «السياسات التي ينتهجها الحكام في الامارات تهدف الى تمكين المرأة وجعلها تصل الى مناصب عالية في الدولة، إذ يخصصون الكثير من الدورات القيادية للسيدات، وهذا يعد دعما كبيرا للمرأة».

أما المواطنة أم عبدالله فلفتت إلى أن «المرأة العربية حققت مساواتها مع الرجل في الكثير من المجالات»، مشيدة بالمرأة الاماراتية «التي وصلت إلى المناصب القيادية»، واعتبرت أن «المرأة حصلت على كامل حقوقها في المجال العملي، وأصبحت تنافس الرجل في بعض المهن»، مشيرة إلى ان هناك بعض البلدان التي لم تقدم للمرأة أبسط حقوقها، وذلك هو الاجحاف الحقيقي بحق المرأة».

بينما رأت السودانية فاطمة سليمان، أن المرأة «لم تحصل على مساواتها بالرجل»، لافتة الى أن المرأة في الدول العربية «حصلت على حقوقها في الحياة العملية، ولكن في حياتها الاجتماعية لم تحصل على حقوقها بالكامل كالرجال، فما زالت هناك الكثير من القيود التي توضع عليها». وأشارت أن المرأة في حياتها الاجتماعية «محاطة بنظرة المجتمع التي لم تتغير مع الوقت»، وأكدت سليمان وجود نسبة من الرجال «الذين لا يتقبلون نجاح المرأة واستقلاليتها بشكل كامل، فتبدأ الغيرة والمشكلات تتفاقم في علاقتهما، وهذا كله بسبب عدم تقبل الرجل للمساواة مع المرأة».

وأكدت اللبنانية نهى خليفة، أن «المطالبة بالمساواة مازالت قائمة، فهناك الكثير من الحقوق التي لم تحصل عليها المرأة، ومنها على سبيل المثال حق منح الجنسية لطفلها». وأشارت إلى أن «المجتمع العربي كرس بعض الحقوق، وقد قطعت المرأة مراحل مهمة في تحقيق استقلاليتها عن الرجل، ولكن مازالت القيود الاجتماعية تلاحقها».

تويتر