تصاميم اعتمدت الطبقات والأوشحة في «أسبوع ميلان للموضة»
امرأة «كفالي».. غموض وغوايـــــة غجرية
تمتاز تصماميم روبيرتو كفالي بقدرتها على إثارة الدهشة نظراً لتنوع خاماتها والإبداع في شكلها. وكالات
بين الخامات المطبعة بألوانها الداكنة، والتموج الشديد المتزاوج مع طبقات وطبقات من المناديل والاكسسوارات الإثنية، ومعاطف فرو مقطعة، ظهرت امرأة المصمم الإيطالي روبيرتو كفالي، أكثر غموضاً وقوة وتمرداً غجرياً صاخباً. لمسة لا يمكن أن تتحقق إلا بقدرة كفالي على المبالغة، مقدماً مجموعة فخمة، بلمسة متمردة وغامضة، زادتها العيون المكحلة بكثافة تأثيراً، فكانت مجموعته لخريف وشتاء 2011-2012 للملابس الجاهزة، التي قدمها الأسبوع الماضي خلال «أسبوع ميلان للموضة».
مجموعة من فساتين شيفون بطبعات حيوانية لايزال المصمم متمسكاً بتكرارها، تداخلت معها مجموعة من الزينة التي حرص على ألا تخرج عن اللمسة الحيوانية القوية، تركزت على الأحجار البدائية والريش، إضافة إلى اعتماده فكرة الطبقات المتعددة من المناديل والأوشحة التي التف بعضها على الرقاب، وتدلى بعضها الآخر، مضيفاً فوق ذلك المزيد من الطبقات من خلال تنويعه الشديد في المعاطف والسترات، التي عززت الجانب الحيواني، سواء من خلال معاطف الفرو السميكة، أو السترات الجلدية أو الحريرية المعرقة، مقدماً بذلك مجموعة ابتعدت عن الكشف المبالغ للكشف، بل على العكس، غلب على المجموعة تغطية الجسد بتلك الطبقات التي لم تنتقص من غواية امرأته التي بدت غامضة وعميقة وقوية.
تركزت المجموعة على قماش الشيفون، كخامة رئيسة سادت غالب الفساتين، التي تفاوتت في طبعاتها وألوانها بين تلك ذات الطبعات الحيوانية أو ذات النقوش المزخرفة الإثنية، أو تلك التي تعرقت بشكل ناعم ضبابي، وتلك ذات المعرقة بالخيوط الذهبية التي زادت من اللمسة المكثفة للطبعات، من دون أن ينسى المصمم أن يقدم فكرة الخامات المتلاصقة المتفاوتة في الطبعة واللون، إضافة إلى تلك التي تدرجت من السادة إلى طبعة جلد النمر، كما تداخل المخمل الغني على عدد من خامات الشيفون التي حرص المصمم على أن يقدمها واسعة ومكسرة في أغلب أجزائها.
غموض داكن
عند الحديث عن الجمال الغجري، وغواية المرأة الغجرية، لا يمكن تفادي الحديث عن القوة والغموض الساحر المرتبط بعالمها المليء بالقصص والحكايا، التي غالبا ما تمتزج مع خيالات ثقافتها في كثير من الأحيان، وفي مزيج غني بين خيال عالمها المنعكس على جمالها، وواقعها الصلب، وجد المصمم أن الألوان الداكنة الممتزجة في ظلال ألوان أخرى كانت الطريقة الأنسب لإيصال روح المجموعة، التي لم تتوقف فقط على ألوان الخامات بقدر اعتمادها على ألوان وتنوع خامات المناديل والأوشحة التي أضافت إليها أغلب فكرتها، التي تفاوتت بين الشيفونية الملونة، والحريرية المزينة بالأحجار والريش، وبين قطع الفرو الطويلة التي انسدلت على أكتاف العارضات اللاتي رُبطت مناديلهن بشكل عفوي شبيه بشخصية امرأة كفالي لهذا الموسم، فوق شعر منسدل علق تحت المناديل التي تزينت هي الأخرى بقلائد وأحجار.
مشغولات يدوية
لم ينسَ كفالي أن يضيف إلى مجموعته ذلك الغنى الشديد المعتمد على المشغولات اليدوية التي اتضحت من خلال تزيين بعض طبقات الفساتين إلا أنه لم يحرص أن يبرز هذا الجانب من تصاميمه بالشكل الرئيس، خصوصاً أن مظهر المجموعة يعتمد بالشكل الرئيس على فكرة الطبقات المختلفة، فلم يبدُ في بعض التصاميم سوى التماعة الترتر والقصب المنقوش على طبقة داخلية للجذع أضاف إليها المصمم طبقة أخرى من الشيفون السادة، المعرق بزخرفات من المخمل، لمزيد من التشويش، وهو ما كرره أيضاً على مجموعة من القمصان والسراويل التي تميزت إضافة إلى عدد من الفساتين، بفكرة الجيوب الكبيرة التي أوضحتها العارضات من خلال وضع أيديهن فيها في وضعية مريحة لا مبالية، كما قدم لمجموعة من الفساتين الحريرية الطويلة غير الواسعة، التي اعتمدت على فكرة النقوش النباتية المتسلقة، والتي اعتمد فيها اللونين الأزرق السماوي والكحلي، والوردي والماروني، كما قدم مجموعة التصاميم بدرجات البيج والبني والرمادي المغبر، والأزرق، والسماوي، مع السيادة الدائمة للأسود الذي كان خلفية غامضة لمختلف طبعاته.
واسع وضيق
تنوعت الفساتين بين الطويلة الواسعة التي غلبت على المجموعة، وبين الطويلة الضيقة، إضافة إلى الفساتين القصيرة الواصلة حتى الركبة، التي تميزت باتساعها واعتماد المصمم فكرة الأمواج والكسرات أيضاً.
كما قدم المصمم عددا من القمصان الشيفونية المطبعة والمعرقة والمشغولة بالترتر، والسراويل التي تفاوتت قصاتها بين تلك الضيقة ذات الجيوب الكبيرة والواسعة من بدايتها، والتي اعتمد فيها الأقمشة الشيفونية والحريرية المعرقة والمزينة بالترتر أيضا، إضافة إلى تلك السراويل ذات القصة المستقيمة الواضحة من قماش الكريب الأسود، التي تزينت بقصاصات من الجلد البني، التي جعلتها أقرب إلى ملابس الهنود الحمر، وهو أيضا ما عززته فكرة القلائد والاكسسوارات المعززة بالريش.
حرص المصمم على ألا تغيب اللمسة الذهبية من مجموعته، ليضيف المزيد من الغنى عليها، سواء من خلال الاكسسوارات التي تزينت بها العارضات، أو من خلال التعريقات الذهبية لأقمشته، إضافة إلى اعتماده الترتر الذهبي المطفي، الذي استطاع من خلاله أن يزين جذع أحد تصاميمه بطريقة شديدة الابتكار والاتقان، الذي بدا أقرب إلى الدرع المزخرفة بأشكال متعددة للترتر بين المستدير والمستطيل، والمربع، في التواءات ودوائر ذكية بين الصدر والخصر والوسط، نحت من خلالها جسد العارضة، ولم تنتهِ زينة الترتر مع نهاية الجذع بل نزلت إلى الأرداف بمزيد من زينة الترتر والقصب، كما ارتفعت لتصل إلى الأكمام.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news