دبي أدهشت المتسابقين والجمهور

سبـاق دانـلـوب للتحـمـل.. ريــاضـة لا تستهوي العرب

الصقر يستقطب اهتمام زوار خلال فعاليات السباق. تصوير: مصطفى قاسمي

شهدت حلبة «دبي أتودروم» نهاية عطلة الأسبوع الماضي الجولة الأولى من أشهر وأصعب سباقات التحمل حول العالم، وهو سباق دانلوب للتحمل 24 ساعة، أولى جولات موسم ،2011 الذي فاز في فئته الأقوى (جي تي) فريق «سبيد تيم شوبيرت بي. أم. دبليو. زد4 جي. تي3»، وعلى الرغم من شغف وعشق الشباب العربي لكل أنواع السرعة، إلا أن الاقبال الجماهيري من داخل الدولة وخارجها انحصر بشكلٍ أكبر في الجماهير الأوروبية والأميركية والأسترالية والنيوزيلندية.

إذ أثبتت تلك الجماهير من خلال جالياتها المقيمة على أرض الإمارات، إضافة إلى القادمين من خارج الدولة على مدى ثقافة واهتمام العالم الغربي بمتابعة سباقات السيارات، من أجل نشر الوعي بين أبنائهم بأن القيادة على الطرقات يحب أن تكون آمنة وللسرعة ميادين وحلبات، إذ حرصت الجماهير الغربية على متابعة السباق الطويل الذي انطلق عند الساعة الثانية من بعد ظهر يوم الجمعة الماضي وانتهى عند الساعة الثانية من بعد ظهر السبت.

المشاركة العربية

انحصر الوجود العربي في سباق دانلوب 24 ساعة، في أبطال من الإمارات والسعودية، عبر السائق الإماراتي المتميز خالد القبيسي، والفريق السعودي المكون من الأمير عبدالعزيز الفيصل ومواطنه فيصل بن لادن، لكن الحظ عاند الإماراتي القبيسي في الوقوف على منصة التتويج بسبب المشكلات الميكانيكية التي عاناها الفريق، واكتفى فريق القبيسي بتسجيله المركز الرابع، وقال القبيسي عن السباق «كان أدائي جيداً في هذا السباق، فأنا أعرف مضمار حلبة (دبي أوتودروم) جيداً. وقد أتيحت لنا فرصة جيدة، إلا أن المشكلات الفنية حالت دون فوزنا باللقب. وقد فعلنا ما في وسعنا، إلا أننا فقدنا فرصة الوجود على منصة التتويج».

http://media.emaratalyoum.com/inline-images/343474.jpg

وعن نشر الوعي وثقافة السرعة بين أبناء الجاليات الغربية المقيمة في الإمارات تحدث النيوزيلندي مارك سبينتسر لـ«الإمارات اليوم» قائلاً «قدمت أنا وعائلتي إلى حلبة أوتودروم لمتابعة سباق التحمل الذي يحظى بشعبية كبيرة حول العالم، إذ أحرص دائماً على توعية أبنائي بأن السرعة قاتلة على الطرقات، والمكان الأنسب لممارسة هوايات التسابق والسرعة هو الحلبات الآمنة».

كما حرص العديد من أبناء تلك الجاليات إضافةً للسائحين القادمين من خارج الدولة على عدم تفويت المتعة في مشاهدة هذا السباق في مراحل الليل الصعبة وحتى في ساعات الفجر الباردة، وعن تلك المتعة قالت نيلي بيرد، وهي إحدى السائحات القادمات من الولايات المتحدة الأميركية لمشاهدة هذا السباق «أتيت إلى دبي بصحبة زوجي من ولاية دينفر الأميركية لمتابعة هذا السباق الشيق، فأنا وزوجي من محبي سباقات السيارات، وهي المرة الأولى التي نأتي فيها إلى دبي لمتابعة هذا السباق الشيق». وأضافت بيرد «أحرص بشكل دائم على متابعة السباق في مختلف مراحله، إذ تعتبر مراحل الليل شيقة ومثيرة، لكنني لم أكن أتوقع هذا البرد القارص في ساعات الفجر الأولى، لأنني أزور دبي للمرة الأولى».

وعن انطباعها للزيارة الأولى لدبي الأولى قالت بيرد «كانت مفاجأة كبيرة لي ولزوجي رؤية هذه المدينة الرائعة، فالناس هنا طيبون، ودودون، ويساعدون الغريب، وهي صفات نفتقد لها في العالم الحالي، وأكثر ما أدهشنا السلام الذي تحظى به هذه المدينة، إذ لفت انتباهنا من خلال إقامتنا في الفندق ومن خلال مشاهدة التلفاز عدم وجود أي مظاهر عنف في الشوارع، الأمر الذي يعد من المناظر والمشاهد اليومية التي نراها في قنوات التلفزة الأميركية».

العنصر النسائي

 قرية تراثية بالنهار والليل

حازت القرية التراثية على إعجاب زوارها، الذين تعرفوا إلى عادات وتقاليد أهالي الإمارات، من خلال حسن الضيافة، والقهوة العربية، إضافةً إلى الحرف اليدوية وطريقة إعداد الخبز والمعجنات والحلويات، مع عرض للصقور.

دفء القرية التراثية وكرم الضيافة العربي الإماراتي، استمر ليلاً أيضاً، حيث كعادة قدماء العرب الذين اشتهروا بإيواء الغريب ونصرة الملهوف، أوت خيام القرية العديد من السائقين والفنيين، إضافةً إلى المتطوعين الذين لجأوا إلى دفئها هرباً من البرد القارص، إضافةً إلى أخذ قسطٍ من النوم على فراشها العربي الأصيل.

الحضور النسائي كان واضحاً وبشكلٍ كثيف في السباق، والذي كان فوز فريق «سبيد تيم شوبيرت بي. أم. دبليو. زد4 جي. تي3» في فئته الأقوى (جي تي) أنهى احتكار سيارة بورشه لأعلى منصات الفوز في السنوات الخمس الماضية، الذي تضمن في صفوفه السائقة الألمانية كلاوديا هورتغن التي قالت عن السباق «لا أملك الكلمات لأعبر عن شعوري الآن، لقد كنا قريبين من النصر هنا قبل عامين، إلا أننا تعرضنا لحادث آنذاك في المراحل النهائية للسباق وحصلنا بالتالي على المركز الثاني. أما اليوم فقد سجلت أخيراً أول فوز لي بسباق (24 ساعة)، ففي اللفات الأخيرة بدأت أسمع أصواتا غريبة كثيرة، لكن لحسن الحظ كنا قادرين على انتزاع الفوز. لقد كان ذلك مدهشاً».

مركز طبي

يعتبر المركز الطبي في الحلبة واحداً من أهم المرافق الحيوية في عالم سباقات السرعة، إذ يقتضي منه التدخل بشكلٍ سريع وفعال في الحوادث التي تشهدها حلبات السباق، خصوصاً في سباق تحمل يدوم لـ 24 ساعة، ويعتبر المركز الطبي في حلبة دبي أوتودروم واحداً من العناصر الفاعلة في الحلبة، الذي كان له دور فعال في إنقاذ العديد من السائقين وفنيي الفرق، إضافةً إلى تقديم العلاج لأي مصاب من الجماهير الحاضرة.

وعن جهوزية المركز الطبي للتعامل مع نوع كهذا من السباقات قال الضابط المسؤول عن المركز الطبي للحلبة الجنوب أفريقي واين ديشيندوم لـ«الإمارات اليوم» «أجرينا خلال الأسبوعين الماضيين تدريبات مكثفة على أرض الحلبة من خلال إقامة بعض الحوادث بصورةٍ افتراضية من أجل رفع كفاءة العناصر الطبية الموجودة داخل المركز، بالإضافة إلى تعاون قسم الطوارئ لمستشفى راشد في إمارة دبي».

وعن الطواقم الطبية العاملة على أرض الحلبة قال ديشيندوم «هناك أربع سيارات إسعاف موجودة في المناطق الأكثر خطورةً على أرض الحلبة، إضافةً إلى سيارة إسعاف موجودة أمام المركز الطبي، وذلك للتدخل بأسرع وقت ممكن في حالات الحوادث الخطرة التي تشهدها عادةً سباقات السيارات حول العالم».

وتُعد الحوادث جزءاً لا يتجزأ من سباقات التحمل، فرغم أن معدل الاحتكاك كان مرتفعاً بين السائقين، إلا أن السباق لم يسجل سوى حادثة واحدة خطرة عندما اصطدمت سيارة «دي. لورينزو بورشه 997 جي. تي3» بقيادة السائق مارتن راغينغر، بالحاجز، وذلك قبل منتصف الليل بقليل، ما أدى إلى تحطم السيارة وخروج السائق سالماً من ذلك الحادث.


7000 إطار في 24 ساعة

قدمت شركة دانلوب الراعي الرسمي لسباق التحمل الإطارات للفرق المشاركة، إذ استهلكت الفرق الـ90 بسائقيها الـ 400 بحسب تصريحات رئيس القسم الرياضي في شركة دانلوب «غاري واسيل» 7000 إطار، خلال سباق عطلة الأسبوع الماضية، وبمعدل إطار واحد كل 44 ثانية.


 أبناء الأسطورة

سجل سباق دانلوب للتحمل الذي أقيم على حلبة دبي أتودورم مشاركة أبناء الأسطورة البريطاني في عالم سباقات الفورمولا1 نايجل مانسيل، إذ شارك كل من ليو 26 عاماً، وغريغ 23 عاماً، في السباق على متن سيارة «لوتس إيفورا جي تي 4».

http://media.emaratalyoum.com/inline-images/343470.jpg

تويتر