الطبيب النفسي عند الشعور بالاكتئاب.. ضروري

على الرغم من مرور نحو عام على انتحار الحارس السابق للمنتخب القومي الألماني لكرة القدم روبرت انكه، إلا أن الحديث عن أمراض الاكتئاب، وما يمكن أن تؤدي إليه بما في ذلك الانتحار لايزال غير كافٍ في ألمانيا. والنتيجة أن واحدة من كل ثماني حالات اكتئاب تقريباً هي التي تعالج بشكل صحيح في حين تعالج معظم الحالات بشكل غير كافٍ، أو لا يتم تشخيصها أصلاً. وقال البروفيسور الألماني ديتليف ديتريش، من مستشفى «أميوس» بمدينة هيلدسهايم: «لايزال الكثيرون يفسرون اضطرابات الاكتئاب على أنها ضعف في الشخصية أو ضعف الحافز الشخصي على تغيير شيء».

ويقدر عدد المصابين بالاكتئاب في ألمانيا الذين يحتاجون الى العلاج النفسي بنحو أربعة ملايين شخص، ولكن 40٪ منهم فقط هم الذين تم تشخيص حالتهم بالفعل على أنها مرضية واجبة العلاج «ثلثهم هم الذين يعالجون بشكل صحيح وطويل بشكل كافٍ»، وهو ما يراه البروفيسور ديتريش العنصر المهم، مضيفاً «يتطلب العلاج النفسي بالعقاقير المضادة للاكتئاب صبراً وقوة تحمّل، لأن التطور الإيجابي لا يبدأ إلا بعد أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع من بدء العلاج».

وأشار ديتريش إلى أن المرضى يحتاجون في علاجهم إلى دعم الطبيب والمحيطين بهم، مضيفاً «تراوح نسبة تأثير العقار بين 50 إلى 70٪، وإلا كان من الضروري استبدال الدواء المستخدم بمستحضر آخر، كما أن سير هذا العلاج بشكل متزامن مع العلاج النفسي يتطلب المداومة عليه حتى يكون ناجحاً وحتى يحمي من الإصابة بأمراض أخرى». وأرجع ديتريش بعض أسباب تزايد عدد أشكال الاضطرابات الناتجة عن الاكتئاب في ألمانيا إلى تزايد الضغط العصبي وعدم الإحساس بالأمان وضغوط العمل «فإذا كانت لدى شخص ما قابلية للتأثر بهذه الضغوط، فإن ذلك يمكن أن يؤدي إلى الإصابة بأحد أمراض الاكتئاب، ولكن يجب ألا ننسى أن البطالة تكون عادة عنصراً قوياً يسبب الاكتئاب، في حين أن العمل الذي يؤديه المرء بحب ويكون نافعاً، له تأثير قوي مضاد للاكتئاب».

تويتر