مجموعة جديدة للمصممة الإماراتية لمياء عابدين
«السلطان».. عباءات بـإطلالة «عثمانية»
عباءات لمياء عابدين الجديدة تجمع بين الأصالة والمعاصرة. من المصدر
استوحت مصممة الأزياء الإماراتية لمياء عابدين أفكار مجموعتها الجديدة «السلطان» من الإمبراطورية العثمانية، التي تظـهر تفاصيلها بقـوة في مجموعتها الجديدة المكونة من 50 عباءة مميزة.
وقالت لمياء خلال جلسة تصوير مجموعة «السلطان» في مطعم «ألماز باي مومو» في مول الإمارات «لطالما استوحيت أفكاري وابتكاراتي من الثقافات المختلفة. الإمبراطورية العثمانية هي مصدر إلهامي في مجموعتي الجديدة التي تتميز بتنوع الأعراق والثقافات كما تعد ملتقى الشرق والغرب والعراقة والحداثة في آن واحد».
تصميم المجموعة الجديدة تطلب من لمياء جهـداً وأبحاثاً كأنها تتحضر للحضور على اجازة في التاريخ، إذ أمضت وقتاً طويلاً تبحث اللوحات والرسوم التي تعود إلى العهد العثماني القديم وتبين أزياء تلك الحقبة. كما قرأت العديد عن تاريخ الأزياء من مختلف أنحاء العالم مع التركيز على الحقبة العثمانية، وتعمقت في قراءاتها بالتاريخ العثماني وحضارات الأناضول. وأسهمت العمارة العثمانية والنظام الاجتماعي والأنماط التقليدية في تعزيز إلهام لمياء لوضع ابتكاراتها الأخيرة.
مزيج
تظهر في خطوط المجموعة تأثيرات دول البلقان واليونان وغرب آسيا وشمال افريقيا، إذ مزجت لمياء الأقمشة من قطن الجيرسي والدانتيل والكيليمز والكروشيه المزينة بجلد الأفعى وغيرها. وكعادتها حملت لمياء الأقمشة والإكسسوارات من بلدان العالم، أبرزها تركيا ومصر وإيران وألمانيا والهند وفرنسا وتايلاند، ومن أبرز الأقمشة «الآيكات» وهي نوع من النسيج القديم الذي يعتمد على عملية صبغ مقاومة على الخيوط المستخدمة.
ليست الإكسسوارات هي أكثر ما تفضله عابدين في عباءاتها فحسب، بل هي أيضا أكثر ما تشتهر به الأزياء العثمانية، إذ تكثر الأوشحة والأحزمة والعقود ودبابيس الزينة والطرابيش وزينة الرأس التي تزيد مجموعة «السلطان» تألقاً.
وضعت عابدين شيئاً من طرازها الشخصي في المجموعة الجديدة والمتمثل في الألوان النابضة بالحياة، وهنا تشابهت مع طراز الأزياء العثمانية التي اشتهرت بالألوان أيضاً. ويظهر ابداع لمياء في دمج الألوان الفاقعة والهادئة في مجموعة «السلطان»، وتقول «أدخلت العديد من الطيات الملونة على عباءات هذه المجموعة والتي استوحيتها من الموزاييك أو البلاط التركي الشهير بالإضافة إلى السجاد المصنوع من الصوف الراقي».
وفي تصميم جديد وأول لها في ابتكاراتها، أدخلت لمياء في مجموعتها «عباءة بوليرو ورابو» (وهي عباءات من دون أكمام وغير متوازية في القياس يتم لفها على بعض). وتضم المجموعة أيضاً العديد من عباءات البنطلون والعباءات التي يمكن ارتداؤها من الجانبين، والعباءات بالأكمام غير الثابتة.
سيرة
منذ تخرجها من كلية ادارة الأعمال، شعرت الإماراتية الشابة لمياء عابدين بأنها قادرة على العطاء أكثر خارج جدران المكتب وساعات العمل المحددة. وكان شغفها للأزياء والماكياج والتصميم الداخلي هو الدافع لاكتشاف مواهبها ومقدراتها الإبداعية. عاشت لمياء أغلبية سنوات حياتها خارج الإمارات متنقلة بين بلدان الخليج العربي والشرق الأوسط وأوروبا وشمال إفريقيا. جذبها التنوع الثقافي وولّد لديها ابداعاً ترجمته في تصاميم متميزة في عالم الموضة. أبدعت لمياء في مزج تلك الثقافات في تصاميمها وحوّلت الزي الوطني الى مفهوم جديد يمزج التقليد بالعصرية.
|
تاريخ شكّلت الملابس أهمية كبيرة في الحقبة العثمانية، وكانت الإمبراطورية العثمانية تسيطر على طريق الحرير ومنطقة البحر الأبيض المتوسط، فاختلطت في ثقافتها تأثيرات السلاجقة والفرس واليونانيين وبرزت فيها خطوط جديدة في فن العمارة والأزياء. استخدم الأتراك الأقمشة الفاخرة وبرزت في التصميم الخطوط الضيقة عند الصدر والخصر، التي تنسدل باتساع نحو الأرض. تأثرت الأزياء بتصاميم آسيا الوسطى والبلدان الإسلامية والأناضول، وكان الانتاري (الفستان) والكفتان (العباءة المفتوحة فوق الفستان) من أبرز مكونات الأزياء العثمانية. وفي القرن الـ19 بدأت التغيير وجاء الأوروبيون الى اسطنبول ليعملوا في الخياطة، وكانت ابداعاتهم تصل إلى أفخر البيوت في لندن وباريس. برز الحرير والمخمل في الأقمشة العثمانية، والكثير من هذه الأقمشة كان ينسج مع خيوط الذهب والفضة، وكانت الألوان الأكثر تداولاً هي الأحمر والأزرق والأخضر والأصفر، بينما جاءت التصاميم واسعة برسوم الأزهار، خصوصاً التوليب والورد. |
تصاميمها تعكس بعض خطوط الموضة التقليدية مثل الكيمونو الياباني والساري الهندي.
بدأت لمياء بتصميم العباءات كشغف لا بهدف تأسيس عمل لها. بدأت رحلتها العملية عندما انتقلت قبل عامين للعيش في جدة فاستلهمت افكارها وابتكاراتها من الأقمشة والتصاميم وفن التطريز السعودي. وبينما كانت تبحث لنفسها عن عباءة في دبي لاحظت غياب التصاميم الفريدة من العباءات، ما دفعها لابتكار خطها الخاص انطلاقاً من مبدأ الإبداع والتفرد.
لاقت فكرتها استحساناً كبيراً بين السيدات، ما شجعها على المضي قدماً لابتكار علامتها «كوين اوف سبيدس»، لتضمن لكل سيدة ترتدي عباءة من ابتكارها التفرد بالتصميم. ونجحت لمياء في ارساء هذا المفهوم وهذا الشعور وأعطت العباءة عنصراً كانت تبحث عنه باستمرار.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news