الرئيس سليمان هنأها واعـتبر تتويجـها الجـمالي «صـورة مشـرقة»

ريما فقيه.. «ملكة» مــن جنوب لبنان

بينما تنشغل قرية صريفا في جنوب لبنان، شمال مدينة صور، بالتحضير للانتخابات البلدية التي تبدأ الأحد المقبل، أتى خبر تربع اللبنانية ريما فقيه، ابنة القرية، على عرش جمال الولايات المتحدة الأميركية، مساء الأحد الماضي، ليأخذ الأضواء من مجموعة المرشحين الذين ملأت صورهم القرية.

واحتفلت صريفا وهي من قرى جبل عامل، التي اصبحت محط انظار العالم، بتتويج ابنتها «ملكة» على عرش الجمال الاميركي، لتصبح الأولى من أصول عربية في تاريخ المسابقة. وما إن أعلن فوزها باللقب، حتى أصبح منزل اهلها في القرية «مزاراً» للصحافيين والمهنئين.

وهنأ الرئيس اللبناني ميشال سليمان، أمس، ريما بفوزها باللقب، معتبراً في بيان رئاسي «هذا التتويج يعطي مرة جديدة صورة مشرقة عن التألق اللبناني في الخارج في شتى المجالات».

كما هنأ رئيس بلدية صريفا، علي عيد، الملكة الجديدة، قائلا إن «أرض جبل عامل في الجنوب اللبناني تنبت جمالاً كما تنبت ابطالاً».

وكانت ريما تمكنت من انتزاع لقب الجمال من بين 50 حسناء مثلن مختلف الولايات المتحدة. وكانت قد ترعرعت في ميتشغن، بعدما غادرت عائلتها لبنان بسبب الحرب الأهلية. وكانت صريفا التي يبلغ عدد سكانها 10 آلاف نسمة تعرضت لمجزرة إسرائيلية خلال عدوان يوليو .2006

واحتفت الصحف اللبنانية بانتخاب بنت صريفا، وذكرت «النهار» أن ريما «تتكلم العربية وتحفظ الأغنيات العربية القديمة والجديدة. تحب مسرحيات زياد الرحباني وتحفظها. تعشق فيروز وتجيد الدبكة. لم تخجل يوماً من أصلها، وهي تتباهى دوماً بلبنانها وتحب مأكولاته، خصوصاً اللبن إمو والملوخية والفتوش». وقالت الشقيقة الكبرى لملكة الجمال، رنا التي تابعت المسابقة من صريفا «انها مفاجأة جميلة. لم يكن سهلاً على ريما الحصول على هذا اللقب». وأضافت للصحيفة «نحن فخورون كلبنانيين أميركيين وكلبنانيين بوصول ريما إلى هذا المستوى، على الرغم من كل الضغوط والصورة النمطية عن العرب واللبنانيين. وأوضحت رنا أن شقيقتها ريما هي الرابعة بين أشقائها وشقيقاتها الخمسة، غادرت لبنان الى الولايات المتحدة مع أفراد العائلة في عام ،1993 عندما كانت في السابعة، وهي طالبة إدارة اعمال. ولقد تبوأت عدداً من المراكز على مستوى الجمال في العالم ولبنان، واحتلت في عام 2008 مركز ملكة جمال المغتربين في أميركا، وشاركت في مسابقة ملكة جمال «وجه» الكون في غانا، إلى أن شاركت في هذا الحدث، الذي «ادخل فعلا السعادة الى قلوبنا وقلوب المحبين في لبنان والعالم العربي والعالم. ولطالما أوصاها والدي بأن تفتخر ببلدتها صريفا ووطنها لبنان».

وقالت عمة ريما، عفيفة فقيه سعيد(62عاما) وهي تقدم البقلاوة والقهوة للزوار «الغربيون يصفوننا، نحن الشيعة، بالارهاب والقتل. لكننا في الواقع نحب الحياة والحب والجمال، لا سيما جمال النفس».

وعبر ابراهيم سعيد، احد اقرباء ريما، بدوره عن فخره بفوزها «لقد شهدت صريفا اخيرا هزات ارضية عديدة خفيفة، الا ان فوز ريما احدث هزة عالمية».

ونشرت صحيفة «نيويورك دايلي نيوز» أن ريما أبلغت صحافيين أخيراً بأن احتمال فوزها «سيثبت أن العرب لا يحاولون دوماً أن يعزلوا انفسهم عن المجتمعات التي يقيمون فيها، بل إنهم منخرطون في الثقافة الاميركية»، مضيفة ان «هناك من العرب من يحبون البلد الذي يقيمون فيه، واظن ان ذلك سيجعل صورة العرب اكثر ايجابية». فيما أوردت صحيفة «ديترويت فري برس» أن عدداً كبيراً من الناس تجمعوا في مطعم في ديربورن، حيث ترعرعت الملكة الجديدة في ميتشيغان التي تضم جالية عربية كبيرة، لمتابعة المسابقة ومناصرة ريما.

وبعد اقل من 24 ساعة على انتخاب ريما فقيه، العربية المسلمة، ملكة على عرش الجمال الاميركي، ظهرت صور لها وهي تشارك في مسابقة رقص مثير، ما قد يهدد احتفاظها باللقب. ونشر البرنامج الإذاعي الصباحي «موجو في الصباح» في مدينة ديترويت، في ولاية ميتشغان، صوراً لريما وهي تشارك في مسابقة للرقص المثير تعود إلى عام .2007

لكن شبكة «سي بي إس» نقلت عن المسؤولين في الإذاعة أن ريما لم تخلع ملابسها خلال المسابقة، وأن الجمهور كان كله من النساء. وقال البرنامج الإذاعي على موقعه الإلكتروني إن مسؤولين من منظمة ملكة جمال الولايات المتحدة اتصلوا بهم طلباً للمزيد من الصور والمعلومات حول المسابقة، فيما لم يجيبوا عن استفسار ما إذا كانت هذه الصور قد تؤدي إلى حرمانها من لقبها. غير أن البرنامج أكد أنه لن ينشر أي صور إضافية، مشيراً إلى أن الصور التي أثارت جدلاً موجودة على موقعه منذ ثلاث سنوات، وقال إنه لن يتورط في «تمريغ اسم ريما في الوحل»، قائلاً إن الصور على موقع ملكة جمال الولايات المتحدة مثيرة بقدر صور مسابقة الرقص.

تويتر