تصاميم مشغولة بـ "الـظل والضوء"
تركز المصممة اللبنانية، ناريمان زيدان، في فساتينها الناعمة، على الأقمشة المنسدلة التي تجسّد أنوثة المرأة، باللونين الأبيض والأسود، وتحرص على إدخال الكريستال على التصاميم لتظهر جمال المرأة بشفافية، وبطريقة الممنوع المرغوب، بعيداً عن الابتذال. واختارت المصممة أن تقدم مجموعتها الجديدة التي سبق أن عرضتها في ستايل اريبيا، بفكرة خاصة. وقد دعت إعلاميين لحضور جلسة تصوير المجموعة، أول من أمس، في فندق العنوان بدبي، ولكنه لم يتح للصحافة سوى تصوير فستانين، كون الجلسة التي اقيمت في الهواء الطلق بالقرب من الفندق وبرج خليفة، بدأت عند السادسة صباحا، واستغرقت ما يقارب سبع ساعات.
وقالت زيدان في تقديمها مجموعتها التي تتألف من 01 فساتين إن »المجموعة ليست بعددها، فالمهم أن تصل الفكرة من خلال التصاميم، ففي عرض الأزياء الذي يقام على المنصة، لابد من أن تكون المجموعة كبيرة، أي على الأقل 01 تصاميم«. وأضافت »فكرة مجموعتي كانت الظل والضوء، واخترت التسمية لأنه في علم الألوان ليس هناك أبيض وأسود، بل نقول تظليل وإضاءة، ولهذا، اعتمدت اللونين الأبيض والأسود، وكذلك اعتمدت الأقمشة الخفيفة، لأني لا أريد أن تكون المواد ثقيلة، أو حتى الكريستال «.
واعتبرت أن التصاميم الخفيفة لا ترتبط بأسلوبها الخاص بشكل أساسي، لأن الابتكار يجب أن يرتبط بالمناسبة وبالمرأة. أما فكرة التصوير، التي جرت ضمن منطقة وسط برج خليفة، حيث كان البرج في الخلفية، فشرحته المصممة قائلة إن »التصوير يحتاج إلى عناية أساسية من المصمم، انطلاقاً من الشعر، ووصولاً إلى الماكياج، وكذلك مفهوم الصورة، وكانت فكرة الصور التي اخترناها أن تظهر العارضات كالملائكة، وكأنهن يهبطن على الأرض في الفجر، ولهذا، بدأنا بالتصوير عند السادسة صباحاً«. وأضافت »صور الأزياء تحكي عن المصمم وتقدم أعماله، والعمل المكثف والاهتمام بالتفاصيل سيظهران من خلال الصور بشكل واضح عمل المصمم«.
وأضافت عن اختيار برج خليفة تحديداً خلفيةً للتصوير إن »المجموعة عصرية جدا، لذا، انتقينا شيئاً عصرياً في دبي للتصوير بالقرب منه«. ولفتت إلى أنها حرصت من خلال المجموعة على الموازنة بين عناصر الفستان، حيث إنها ليست تصاميم قليلة الأقمشة أو الكريستال أو حتى القصات، بل مميزة بتوازنها.
عارضات
وحول تصوير الأزياء، قال المصور الفوتوغرافي، دافيد عبدالله، إن »التصوير يكون في اليوم المحدد له فقط، ولكن، هناك مراحل تكون قبل ذلك، حيث أبدأ مع المصمم والفكرة التي يريدها، ثم بعد ذلك علينا اختيار العارضات، ثم نجري تجارب على العارضات والفساتين، ونختار لكل واحدة ما يليق بها، وكذلك أضعها في الحالة التي أريدها أن تظهر في الصورة«.
ونوه عبدالله بأن أول ما يُلتفت إليه في التصوير هو الإضاءة، وكذلك الخلفية. وأوضح أن كل التفاصيل الصغيرة، كالفستان والشعر والماكياج، وأداء العارضة، كلها من عوامل نجاح الصورة. وأضاف »الصورة حلقة مترابطة من هذه العوامل، فيما العارضة هي العامل الأهم في الصورة، كون العارضة الماهرة التي تلعب الحالة المرسومة لها ترفع من قيمة الصورة، وخصوصاً مع الأزياء، فهي تحتل ما نسبته 06٪ من نجاح الصورة«.
وأوضح أن اختيار الكادر المناسب ليس أمرا صعبا، فأثناء التصوير ومع خبرتي ،أعرف أنني حصلت على الصورة الملائمة، كما أنه يكون لدي الوقت الكافي لضبط العوامل للحصول على صورة مميزة. وذكر عبدالله الذي يجد متعة كبيرة في تصوير الجمال والأزياء أن »جلسة تصوير الأزياء قد تستغرق ثماني ساعات أو أكثر، ولكن مهارة العارضة تقلص من الوقت الذي نستغرقه في تصوير الأزياء، واستمتاع المصور بعمله أحياناً لا يجعله يشعر بالتعب أو بمرور الوقت«.
تسريحات
وأفاد مصفف الشعر محمد المولى بأن اختيار تسريحة العارضة في جلسات التصوير الخاصة بالأزياء غالباً ما تتم بالتنسيق مع مصمم الأزياء والفكرة التي يريد إظهارها، مشيراً إلى أنه غالباً ما ينطلق من الفكرة والفستان، بالإضافة إلى أهمية النظر إلى العارضة وما يناسبها، وإن كانت تحتاج إلى تركيب وصلة للشعر أم لا.
وقال »غالباً، نلجأ في جلسات تصوير الأزياء إلى تسريحات بسيطة جدا، لكي لا يكون الشَّعر هو الذي يلفت النظر أو يشد الانتباه، ووضع تسريحة موحدة للشعر، يصعّب قليلاً العمل، وغالباً ما نرى عارضات الأزياء قبل جلسة التصوير بفترة، لكي أعرف أشكال وجوههن، وأحاول من خلال الفكرة المطلوبة أن أقدم ما يليق بهن«. ولفت إلى أن الخطأ الأساسي الذي قد يقع فيه بعض مصممي الأزياء هو اختيار تسريحة واحدة لجميع العارضات، إذ يصعب أن تليق التسريحة الموحدة بجميع الوجوه، كما أن نوعية الشعر تختلف، وبالتالي أحياناً يضطر المصفف إلى إجراء تعديلات في النهاية، لأن شكل الوجه وكذلك شكل العين والحاجب يلعبان دوراً في اختيار التسريحة أو مناسبتها للمرأة.
وذكرت خبيرة التجميل ليندا خليفة أنها حرصت في جلسات التصوير على أن يكون الماكياج خفيفاً، ولكن مع لمعة، مشيرة إلى أن خلفية تصوير مجموعة زيدان هي برج خليفة الذي هو أساساً مرآة، ولذا، حرصت على أن يكون هناك تناسق بين الماكياج والخلفية.
وقالت »في جلسات التصوير الخاصة بالأزياء، نحرص على أن نجعل ماكياج العارضات متشابهاً كثيراً، لكي لا يأخذ الحضور ويركزوا على الماكياج فحسب«. ولفتت إلى أن الماكياج في أثناء جلسة التصوير يحتاج إلى التعديل المستمر، ولذا، لا تنصح النساء بالمقارنة بين ما يضعنه من زينة وماكياج التصوير، لأن الأخير مختلف تماماً.
وأفادت بأن أبرز صعوبات ماكياج التصوير تكمن في كريم الأساس، كون بشرة العارضة قد تعاني بعض العيوب، وبالتالي، يجب أن يكون كريم الأساس خفيفاً، لأن الإضاءة قوية، وينبغي ألا تبرز الماكياج بشكل واضح، معتبرة أن اختيار الكريم الأساس مهم جداً، ففي أحيان كثيرة، تكون البشرة جافة، وتمتص كريم الأساس بسرعة ويختفي، أما التنسيق بالألوان فهو ضروري، حيث في الأيام العادية يمكن أن نمزج بالألوان حتى المتناقضة، بينما في التصوير يجب أن تكون الألوان من النمط نفسه«.
تمرينات
أنهت المصممة اللبنانية ناريمان زيدان دراسة الأزياء في إيطاليا، وخضعت لتمرينات في دور أزياء كثيرة في لبنان، ثم بدأت مشوارها المهني في الإمارات. وترى أن المصمم الناجح هو القادر على أن يكون ماهراً في الرسم، وكذلك التنفيذ، لأن كثيرين ماهرون في التصميم، ويقدمون رسومات مبهرة، وعند التنفيذ يتضح أن ابتكاراتهم لا يمكن أن تنفذ بالطريقة نفسها التي رسمت بها.
وتعتبر أن جلسات التصوير تحكي عن المصمم وتوضح أعماله، أكثر من العروض التي تكون على المنصة، لأن العروض لا تعطي كل تصميم حقه بقدر الصور.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news