نمو قطاع الأزياء في المنطقـة

عروض أزياء عدة شهدتها الإمارات. من المصدر

أكدت دراسة متخصصة صادرة عن جامعة «إسمود» الفرنسية للأزياء في دبي، المؤسسة التعليمية في مجال الموضة والأزياء في الشرق الأوسط، إمكانية تحقيق قطاع صناعة الموضة والأزياء في المنطقة نمواً يصل إلى 15٪ خلال العام الجاري. وأشارت إلى وجود فرص استثمارية واعدة عدة في سوق الملابس في منطقة الخليج الذي تتجاوز قيمته 12 مليار دولار، ما يسهم في استقطاب المزيد من العلامات التجارية العالمية للوجود في المنطقة التي تشهد نشاطاً ونمواً متزايداً على مستوى الموضة والأزياء.

وأفادت الدراسة بأن عوامل عدة تلعب دورا مهما في تعزيز نمو قطاع صناعة الأزياء في العالم العربي، بما في ذلك انتشار ما يعرف بـ«ثقافة المولات» على المستوى الإقليمي الذي يبدو جليا في افتتاح مراكز تجارية كثيرة في مختلف أنحاء المنطقة، ونمو إسهام شركات البيع بالتجزئة في قطاع صناعة الأزياء، وازدياد اهتمام أبرز مصممي الأزياء العالميين في المنطقة، بالإضافة إلى ارتفاع شعبية وحضور المصممين العرب عالميا. وأوضحت شركة «إيه سي نيلسن» التي أنجزت الدراسة أن دور الأزياء العالمية تسهم في تعزيز مكانة الامارات مركزا دوليا ناشئا لصناعة الموضة والأزياء. وأظهر المسح الذي أجرته الشركة أن ثلث المشاركين الذين شملهم المسح من الإمارات يعمدون إلى شراء السلع الفاخرة، وأن سكان الدولة يعدون من أكثر المستهلكين الذين يحرصون على اقتناء الأزياء والاكسسوارات من كبرى دور الأزياء والمصممين العالميين. وأفادت «أسمود» بأن الإعلان عن افتتاح فندق «أرماني دبي» في «برج خليفة» الذي افتتح أخيرا يعكس التطور والنمو المستمر الذي يشهده عالم الموضة في دولة الامارات.

وتعد دبي على وجه الخصوص مدينة عالمية معاصرة متعددة الثقافات، تنصهر فيها ماركات الأزياء العالمية. ويضم مركز دبي المالي العالمي الذي يشكل محورا إقليميا للمال والأعمال بعض أرقى دور الأزياء العالمية. وعمدت إمارة دبي إلى إدراج صناعة الموضة والأزياء ضمن الخطط التنموية والتطويرية للقطاع العقاري المحلي، لاسيما مع افتتاح فندق «آرماني دبي» في «برج خليفة»، والإعلان عن مشروع جزيرة الموضة «إيسلا مودا»، وهي أول جزيرة عالمية متخصصة بعالم الموضة والأزياء المتوقع إنشاؤها ضمن «جزر العالم» في دبي، والذي سيضم دور أزياء تقدم أزياء حصرية مصممة من المصمم العالمي كارل لاغيرفيلد. ويجري العمل حاليا في مشروع مماثل، هو «ستايل سيتي» في إمارة أبوظبي، بتكلفة 26 مليار درهم إماراتي، حيث يجمع ما بين الوحدات السكنية الراقية ومحال البيع بالتجزئة المتخصصة بالأزياء والموضة العالمية.

وقالت مؤسس ومدير جامعة «أسمود» الفرنسية للأزياء في دبي، تمارا هوستال، «تعد صناعة الموضة إحدى الصناعات القليلة في العالم التي تتمتع بفرص واعدة وإمكانات نمو عالية، على الرغم من الانكماش الاقتصادي العالمي»، مبينة أنه «لاتزال سوق الموضة في منطقة الشرق الأوسط محافظة على قوتها وديناميكيتها العالية، من خلال معدلات الإنفاق العالية والتوجه القوي نحو اقتناء الأزياء العالمية، ويشكل استقطاب وتطوير المزيد من المواهب الشابة أحد العوامل المهمة التي قد تساعدنا على تعزيز ثقافة الموضة والأزياء في المنطقة، حيث ستعمل على ابتكار تصاميم عالمية فريدة، تجمع بين الحداثة والتراث العربي الأصيل».

وأفاد تقرير «صناعة الأزياء العالمية.. النمو في الأسواق الناشئة» الصادر في 2009 بأن دولة الإمارات صنفت واحدة من الأسواق الفريدة والناشئة في قطاع صناعة الأزياء العالمية إلى جانب جنوب إفريقيا،وسنغافورة والهند وروسيا والبرازيل. ومنح التقرير عالم الموضة في الإمارات ترتيبا عاليا، نظرا للدعم الحكومي الذي يحظى به قطاع الأزياء والحملات التسويقية والإعلانية الواسعة التي تلعب دورا مهما في تعزيز الوعي بماركات الأزياء العالمية والدعم التنظيمي وارتفاع الطلب على الإكسسوارات والأزياء، فضلا عن تميز المصممين المحليين. وأشار التقرير إلى ارتفاع أعداد المعارض والفعاليات الكبرى المتخصصة بالأزياء في الإمارات، حيث شهدت زيادة بمقدار الضعف لتصل إلى تسعة معارض في 2008 مقارنةً بأربعة خلال .2004

ومن المحتمل أن يسجل قطاع الأزياء أداء جيدا خلال العام الجاري في جميع أنحاء العالم، حيث يتوقع أن تصل قيمة تجارة الأقمشة والملابس إلى ما يقارب الـ655 مليار دولار بحلول نهاية العام الجاري. وتشكل الأقمشة والملابس 6٪ من مجموع الصادرات في العالم، في حين يمثل قطاع الملابس 57٪ من تجارة الأقمشة والملابس الدولية. ومن المتوقع أن تنمو فرص العمل المتاحة في قطاع الأزياء، بما نسبته 10٪ خلال السنوات الخمس المقبلة. وتسعى جامعة «أسمود» الفرنسية للأزياء في دبي إلى زيادة حضور دولة الإمارات في هذه الصناعة المزدهرة.

تويتر