المواد التجـميلة.. خلطات كيميائية وأمراض محتملة

لمشاهدة الرسم التوضيحي الرجاء الضغط على الصورة  :إنفوغرافيك: ماهر الجوهري

على مدى قرون، اعتبرت المواد التجميلية والنساء على علاقة حب متبادلة، فليس هناك بالنسبة لها، بحسب كثيرات، أفضل من قلم أحمر شفاه جديد يتحدى الوقت، أو عطر مفضل يسيطر على أحاسيس من حولها، أو على الأقل، هذا ما كانت تعتقده النساء، فبحسب تقرير صحي جديد أعدته مختبرات لشركة بخاخات طبيعية مزيلة للرائحة، تبين أن أغلب «خلطات»' المواد التجميلية المنتجة صناعياً مواد كيميائية بخطورة محتملة، يمكن أن تضر الصحة. وفي بعض الأحيان، بدلاً من تقديمها وعودها المفترضة من «محاربة علامات الشيخوخة» تسبب سرعة في التقدم بالعمر.

وبينت الدراسة أن معدل ما تتعامل معه النساء يومياً من مواد تجميلية، يعرضها لنحو 51 مادة كيميائية يومياً، وهي المواد نفسها التي يستخدم كثير منها في منتجات العناية بالمنزل والمنظفات المنزلية، وقد ربطت سابقاً بمشكلات صحية، ابتداء من الحساسية وتأثر البشرة، وحتى أمراض ومشكلات أكثر خطورة تصل إلى اختلال الهرمونات، ومشكلات في الخصوبة، حتى السرطان.

وتعد مادة الـ«بارابين»، على سبيل المثال، والتي تستخدم، وصممت، للحفاظ على سطح منتجات المكياج قوياً وثابتاً لا يتكسر بسهولة، إحدى أكثر المواد الحافظة استخداماً في العالم التي توجد في أنواع الشامبو، وجل تثبيت الشعر، وجل الحلاقة، وكريمات ترطيب الجسم. وأصبح استخدامها مع الوقت مثيراً للجدل بشكل متزايد، حيث ارتبط من خلال دراسات وأبحاث بأمراض خطيرة، منها سرطان الثدي، ومشكلات الخصوبة لدى الرجال.

وقد اقترح بحث قامت به جامعة محافظات كيوتو للطب، في اليابان، أن أنواعا من الـ«بارابين» كان يعتقد أنها تندرج تحت خانة المواد الآمنة، مثل «ميثيل بارابين»، يمكن أن تتحول وتأخذ أشكالاً سُمّية، عندما يتم تعريضها لأشعة الشمس، ما يسبب تسريع ظهور علامات التقدم في السن، وتزايد احتمالات الإصابة بسرطان الجلد، وهي المادة التي يمكن إيجادها في أكثر من 16 ألف منتج، بما فيها كريمات الترطيب ومعاجين الأسنان، إلا أن منتجي المواد التجميلية يصرون على دفاعهم عن استخدام مواد عائلة الـ«بارابين»، بحجة أنها من المواد التي يقوم الجسم بامتصاصها ولا تبقى على سطح البشرة، إلا أن روادا عديدين في البحث العلمي يعارضون مزاعم شركات التجميل، منهم البروفيسورة الكيميائية المستقلة الدكتورة باربرا أوليوسو، والتي بينت أن بحثا لها جديدا أظهر أن نحو 20٪ إلى 60٪ فقط من الـ«بارابين» هو الذي يمكن امتصاص الجسم له، وليس بالكامل. وعلى الرغم من وجود قوانين صممت خصيصاً لحماية المستهلكين من مخاطر المواد الكيميائية في المواد التجميلية، فإن الباحثين قلقون من فاعليتها ومدى قدرتها على السيطرة، فعلى سبيل المثال، يجب على مصنعي المواد التجميلية تسجيل المواد والمحتويات التي يتم استخدامها في تصنيع المنتج، إلا أنهم ليسوا مضطرين أن يوضحوا للمستهلك مدى الشوائب وعدم نقاوة المواد الخام المستخدمة في عملية التصنيع، وإذا ما كانت تصل في عدم نقاوتها إلى علبة المنتج النهائية.

وتصر صناعة مواد التجميل على أنها آمنة، حيث صرحت أخيراً منظمة المواد التجميلية والعطرية «سي تي بي إيه» بأن «قوانين صارمة تحتم على جميع أنواع المواد الكيميائية أن تكون آمنة، وبأن كل منتج يجب أن يخضع لتقييم أمان دقيق، فمجموعة مقادير ومحتويات المنتج التجميلي، أو ما إذا كانت طبيعية أو من صنع الإنسان، لا يمت بصلة ولا يتدخل بمدى أمانه». وبينت المنظمة أن «أي نوع من المواد الكيميائية، حتى وإن وجدت، لن تضرنا إن استخدمت بكميات وجرعات آمنة»، وعلى الرغم من إمكانية صحة هذه التصريحات، فإن هناك اختلافات على معايير الأمان، وما يمكن اعتباره في مستويات الـ«آمن». وقد لا تنطبق هذه المستويات على جميع الأفراد، فالشباب والأطفال، أو الراشدون من أصحاب الحالات الحساسة، قد لا يكونوا آمنين بتاتاً للمستويات التي الموضوعة، وإن كانت الكميات القليلة من المواد الكيميائية متوافرة في منتج واحد، إلا أن هناك قلقاً من كمية المنتجات التجميلية التي تستخدمها المرأة، والتي تحتوي كل منها على مجموعة من «الكميات القليلة» من المواد الكيميائية يومياً، والتي يستمر التأثير التراكمي لهذا الكم من المواد الكيميائية، المستخدمة على كل الجسم يوميا، لسنوات عدة.

وقالت الممثلة عن شركة «بيونسن» لمنتجات مزيلة العرق الطبيعية، شارلوت سميث، إن «النساء لم يكنّ سابقاً بهذا القدر من الاهتمام بشكلهن الخارجي وجمالهن، وبحمياتهن الجمالية التي تغيرت على مدى السنوات، من البسيطة التي لا تأخذ أكثر من غسل الوجه والخروج، حتى وصلت الآن إلى صبغ الجسم بكريمات التسمير الصناعية يومياً، وصبغ الأظافر ووضع الرموش الصناعية، ووصلات الشعر يومياً. وذكرت أن «أجيالا عديدة من مواد التجميل العالية الجودة بمعجزاتها وثوراتها التجميلية تحتوي على مواد كيميائية أكثر للحصول على نتائج أفضل، ما يعني أن النساء سيضعن المزيد من المواد الكيميائية أكثر من أي وقت مضى».

تويتر