سرطان الثدي.. الكشـــف المبكّـر وصفة الشفاء

حملة التوعية ينظمها مستشفى راشد بالتعاون مع دوائر حكومية وخاصة. أرشيفية

تحت شعار «كُلّي إيمان بأن أنهي السرطان»، وبهدف نشر التوعية بأهمية الكشف المبكر عن سرطان الثدي، وهو الكشف الذي يعد «وصفة» الشفاء الناجع بنسبة 98٪، حسب مختصين، تنطلق صباح الأحد المقبل حملة التوعية بسرطان الثدي، وتنظمها وحدة علاج سرطان الثدي في مستشفى راشد في دبي، بالتعاون مع دوائر حكومية وخاصة في الدولة، وتستمر فعالياتها إلى الـ10 من الشهر الجاري.

وعن أهمية الكشف المبكر عن سرطان الثدي، قال رئيس وحدة سرطان الثدي، واستشاري الجراحة العامة، وجراحة الثدي في مستشفى راشد، الدكتور زيد المازم، ل «الإمارات اليوم» «على الرغم من أن الكشف المبكر عن سرطان الثدي لا يقي تماماً من المرض، فإنه يزيد من احتمالات العلاج الناجح، الأمر الذي توصي به المنظمات العالمية المعنية بالكشف المبكر عن سرطان الثدي». وأشار إلى أن توصيات وضعتها المنظمات العالمية تشمل ضرورة خضوع كل النساء في العشرينات والثلاثينات من العمر للفحص السريري للثدي كل ثلاث سنوات.

وأضاف «يوصى بإجراء الفحص بعد سن الـ40 بشكلٍ سنوي، إذ يجب خضوع كل النساء اللاتي تجاوزن هذه السن إلى تصوير الثدي بصفة دورية، وكذلك النساء المعرضات للإصابة بسرطان الثدي، للتقصي في وقتٍ مبكر، أي قبل 10 سنوات من عمر أصغر قريبة أصيبت بسرطان الثدي، وعلى نحو أكثر تواتراً، واللجوء إلى إجراء مزيد من الفحوص، مثل اللجوء إلى إجراء الفحص بالموجات فوق الصوتية (الإيكوغرافي) غير الضارة، والتصوير بالرنين المغناطيسي».

وتابع المازم «للأسف، لا تعي سيدات كثيرات أهمية الأخذ بهذه التوصيات التي من شأنها اكتشاف المرض في مراحله الأولية، والتماثل للشفاء بنسبة 98٪. من هنا، كان لابد من تكثيف حملات التوعية بأهمية الكشف المبكر عن سرطان الثدي، لاسيما أن أغلب المصابات به في مجتمعنا في العشرينات والثلاثينات من العمر» . وأوضح الدكتور المازم أنه لهذه الأسباب ارتأت وحدة سرطان الثدي في مستشفى راشد إطلاق حملة خاصة للتوعية بأهمية الكشف المبكر، من خلال تكاتف جميع العاملين فيها، من استشاريات واختصاصيات في مجال الجراحة العامة .

أورام حميدة

وقالت استشارية الجراحة العامة، وعضو وحدة سرطان الثدي، الدكتورة إسعاف بارحمة، «بداية، معظم الأمراض التي تصيب الثدي حميدة غير سرطانية، ومنها تغيرات الثدي الليفية الكيسية، والأكياس، والأورام الغدية الليفية، والالتهابات. ويعتبر مرض سرطان الثدي الأكثر تهديداً لحياة النساء، ولهذا يثير مخاوفهن أكثر من سرطان الرئة الذي يشكل خطراً كبيراً على حياتهن، إلى جانب مرض القلب».

وأضافت «يؤثر مرض سرطان الثدي في المرأة بطرقٍ مختلفة، حيث يترك آثاراً واضحة على مظهرها، وشعورها حيال أنوثتها ونشاطها الجنسي، لكن التقدم الكبير الذي أحرزه العلم في تشخيصه ومعالجته أسهم في العمل على التقليل والتخلص من التأثيرات، وتحسين حياة المصابين به، وتضاؤل نسبة وفياته». وأوضحت أن سرطان الثدي ينشأ حين تفقد الخلايا التي تكوّن الثدي السيطرة على النظام المعقد لنمو الخلية الطبيعية، ما يؤدي إلى نمو الخلايا بشكلٍ مفرط وشاذ، تدعى الخلايا السرطانية، تكون كتلة الورم السرطاني.

وأفادت بارحمة بأن سرطان الثدي ينقسم إلى نوعين، هما، الموضعية (غير التوسعية)، وفيه تبقى الخلايا السرطانية ضمن القنوات والفصوص، ولم تنتشر إلى نسيج الثدي المحيط، والغازية (التوسعية)، وفيه تنتشر الخلايا السرطانية عبر جدران القنوات والفصوص، إلى نسيج الثدي والأنسجة الأخرى. ويحتاج الورم إلى ثلاث سنوات على الأقل، كي يصل إلى حجم يمكن الشعور به، في حين تستطيع صورة أشعة الثدي العثور على الأورام الصغيرة التي لا يمكن الإحساس بها.

الرجال والمرض

قال رئيس وحدة سرطان الثدي، واستشاري الجراحة العامة، وجراحة الثدي في مستشفى راشد، الدكتور زيد المازم، «يعتقد بعضهم أن مرض سرطان الثدي مرتبط بالنساء فقط، في حين من الممكن إصابة الرجال به كذلك، ولكن، بنسبة قليلة جداً تبلغ 1٪».

فعاليات منوّعة

تتوزع فعاليات حملة التوعية بسرطان الثدي المتنوعة في الدوائر الحكومية والخاصة في الدولة، وتشمل قسم الحوادث والطوارئ في مستشفى راشد في دبي، وهيئة الطرق والمواصلات، والقيادة العامة في دبي، وفرع مركز الأميرة هيا بنت الحسين في مدرسة الظهراء في منطقة حتا، ومول الإمارات، وجمعية النهضة النسائية (فرع الخوانيج).

تشخيص

وتتنوع أسباب سرطان الثدي، حسب بارحمة، فهناك العوامل الوراثية والعائلية، حيث يزداد خطر الإصابة بسرطان الثدي عند النساء اللاتي لديهن قريبات مصابات بسرطان الثدي بنسبة 5-15٪، ويعتقد أن 5-10٪ من الإصابات بسرطان الثدي ناجمة عن شذوذ في أحد الجينات التي منها المثبطة للورم، والمولدة للورم. وهناك العوامل الهرمونية و التناسلية، وهي علاج عوارض سن اليأس بتناول الهرمونات البديلة، والسن المبكر للطمث الأول، والسن المتأخر لسن اليأس، والحمل المتأخر (الزواج المتأخر)، واستعمال حبوب منع الحمل. وهناك العوامل البيئية، وهي قلة التمارين الرياضية، والوزن الزائد، والتعرض للأشعة، وتناول الكحول، إلى جانب التقدم في العمر.

وذكرت بارحمة أنه في أوروبا وأميركا يزداد خطر الإصابة بسرطان الثدي مع التقدم في العمر، وفي منطقتنا تزداد نسبة تعرض النساء لسرطان الثدي دون سن الـ.40

وقالت طبيبة الجراحة العامة، وعضو وحدة سرطان الثدي، الدكتورة عبير عوض الحميري، «يكون تشخيص المرض عن طريق وجود أعراض مرض سرطان الثدي، وهي وجود كتلة أو تورم في أحد الثديين، أو إفراز تلقائي للحلمة في أحد الثديين، وهو ليس حليب الثدي، حيث يكون الإفراز عادة ممزوجاً بالدم أو شفافاً ، ومائلاً إلى اللون الأصفر أو الأخضر، أو انقلاب إحدى الحلمتين، أو تهيج مصحوب بالحكة، أو تغير في مظهر ولون بشرة الثدي، بحيث تشبه قشرة البرتقال، أو تضخم في العقد اللمفاوية تحت الإبطين».

وأضافت أن «وجود أحد هذه الأعراض، أو العلامات، لا يعني أن المريض يعاني من سرطان في الثدي، ولكن، عليه مراجعة عيادة الثدي من أجل إجراء الفحوص اللازمة، وعن طريق الفحص السريري الذي يجريه الطبيب، وهو شبيه بالفحص الذاتي، إلى جانب تصوير الثدي. وفي حال أثار الفحص السريري والتصوير الشعاعي احتمال وجود السرطان، يتم التشخيص عن طريق الخزعة».

وأفادت الحميري بأنه يتم علاج سرطان الثدي عن طريق العلاج الجراحي الذي لا يستلزم إزالة الثدي، إلا في حالات معينة. وعن طريق العلاجات المتممة، وهي العلاج الكيميائي، والعلاج بالهرمونات. كما يتم العلاج عن طريق الإشعاع، وبعد جراحة الثدي، تتم عمليات ترميم خاصة بواسطة غرسات، وبواسطة نسيج مستمد من المصابة نفسها».

هدايا

وأوضحت اختصاصية الجراحة العامة، وعضو وحدة سرطان الثدي، موزة الحتاوي، أن حملة التوعية بسرطان الثدي تحت شعار «كلي إيمان بأن أنهي السرطان» تشمل فعاليات وأنشطة للتوعية متنوعة، في مقدمتها محاضرات حول تشخيص مرض سرطان الثدي، والفحوص المرافقة لتشخيصه ومراحل العلاج، وعرض توضيحي للأجهزة المتطورة التي تستخدم في علاج سرطان الثدي في وحدة سرطان الثدي في مستشفى راشد، وتوزيع الكتيبات التوضيحية والنشرات التعليمية المتعلقة بمرض سرطان الثدي، بدءاً من اكتشافه، مروراً بطرق تشخيصه، وصولاً إلى مراحل علاجه.

وأبرز ما يميز الفعاليات، وفق الحتاوي، «انضمام مريضات سرطان الثدي اللاتي سيعملن على مشاركة زوار الفعاليات تجربتهن مع المرض، وتشجيعهن على ضرورة إجراء الفحص المبكر لاكتشاف المرض في مراحله الأولية، للتماثل للشفاء، الأمر الذي يشكل بلا شك دافعاً قوياً لجميع الزوار لإجراء الفحص المبكر للكشف عن المرض». وأضافت «فضلاً عن تنظيم سوق خيرية، نعرض من خلالها هدايا تذكارية للتوعية بمرض سرطان الثدي، وتباع بأسعار رمزية، يعود ريعها إلى مصلحة المحتاجين من مرضى سرطان الثدي، والذين يتلقون العلاج في وحدة علاج سرطان الثدي في مستشفى راشد».

تويتر