الدلافين ومدربوها.. صداقة تتخطى إمتاع متفرجين
الطعام مكافأة على أداء الدلافين الجيد. تصوير: عماد علاء الدين
قال مدرب الدلافين، تريل ستوكر، «تعتبر الحركات اليدوية الأساس في تحفيز الدلافين على أداء حركاتها من لعب ورقص. لذا، على المدرب أن يربط بين إشارات يده وحركة الدلافين»، وأوضح أن كل حركة من التي يؤديها المدرب تمثل شيئاً للدلفين، مضيفاً «التمرين أمر ممتع، لذا لا يمكننا إطلاقاً معاقبة الدلافين، لأن التمرين يحفزها على التفكير لمعرفة ما يريد منها المدرب».
العلاقة بين المدرب والدلافين مهمة جداً لستوكر الذي دخل هذا المجال منذ 12 سنة، وأوضح أنها علاقة وطيدة، وكأنها صداقة حقيقية بين اثنين من البشر، يفهمان بعضهما ، فحين يكون المدرب حزيناً يشعر الدلفين به، وكذلك يشعر بفرحه، «فهي ليست علاقة عمل، هدفها إمتاع الجمهور فحسب». وأضاف «المدرب يقضي معظم أيامه بالقرب من الدلافين، وشخصياً نمت ليالي كثيرة بالقرب من الدلافين الثلاثة، للتأكد من أنها سعيدة».
وقال ستوكر لـ«الإمارات اليوم»، على هامش عرض قدم أول من أمس، في «دبي دولفيناريوم»، بمناسبة مرور سنة على تأسيس المركز في حديقة الخور في دبي، أن «التحكم في توقيت الحركة الموحدة لدى الدلافين، لاسيما حين ترقص، يتم طبيعياً، فالدلافين مخلوقة كي تتحرك مع بعضها»، وتابع «مكافأتها يرسخ لديها القاعدة بأنها قامت بالمطلوب منها، لاسيما أننا حين نبدأ بتدريب الدلافين لا نتوقف، ولا يتم تحديد ساعات محددة للتمرين، لأنه لا يمكن إجبارهم على اللعب، أو التمرين، لأنهم كائنات حية، ولكن، طوال وجودهم في الماء نقوم بتدريبهم».
تفاعل
ورأى مقدم عرض «دبي دولفيناريوم»، بوب زغيب، أنه توجد مسؤولية كبيرة للمقدم، وأوضح أنه يتحكم في تفاعل الجمهور مع العرض، ما ينعكس على أداء الدلافين لحركاتها، لأن تصفيق الجمهور يزيد من حماستها. وأفاد زغيب الذي يملك معلومات كثيرة عن عالم الدلافين بأنها مخلوقات تحس بمن حولها، وقادرة على استيعاب معلومات كثيرة في الثانية الواحدة، وترى وتسمع بشكل جيد.
وأضاف «الحماسة بشكل أساسي تكون بناء على حركة الدلافين، ثم يأتي دوري كمقدم، وبعدها الناس، وهذا يمتن العلاقة بين الأطراف الثلاثة»، مشيراً إلى أن الدلفين صديق الإنسان، ولديه إحساس عالٍ بالإنسان، وتستخدمه دول ليساعد الإنسان على التخلص من الأمراض.
وأشار زغيب إلى أن الدلفين يشعر بالإنسان، وينقذه في حال تعرض للغرق، أو في حال تعرض لمهاجمة من حيوانات مفترسة، إذ يستفز أحد الدلافين الحيوان، كي تتقدم الدلافين الأخرى لحماية الإنسان. ولفت إلى تعاطي الجمهور الجيد مع الدلافين، لأنهم باتوا يقدرون هذه المخلوقات التي أصبحت نادرة، وهذا مهم جداً للحفاظ على المتبقي منها.
|
أسعار
|
لعب جماعي
وقاد ستوكر رقصات ثلاثة دلافين وأربع فقمات على الموسيقى، خلال العرض الذي اشتمل أيضاً على لعب الدلافين بالكرة في الماء مع بعضها حيناً، ومع الجمهور الموجود في القاعة حيناً آخر. وعدا الرقص واللعب، نجحت الفقمة في إمتاع جمهور العرض بغنائها وصوتها القوي الذي فاز الأطفال بجوائز مادية حين قلدوه.
وانقسم العرض إلى أكثر من فقرة، حيث قدمت الفقرة الأولى للدلافين الذين لعبوا بالكرة، وجمعت عروض الفقرة الثانية الدلافين مع الفقمات التي رقصت بالحلقات المعدنية، وكانت لافتة رقصة «السلو» التي جمعت مدربة أخرى وفقمة ، لاسيما مع إصرار الفقمة على أخذ قبلة من المدربة.
وحاول المدربون القائمون على العرض إشراك الجمهور في نشاطات كثيرة، لاسيما حين طلب من متطوعين من الجمهور تقليد غناء الفقمة، أو حتى حين طلب منهم اللعب مع الدلافين لعبة الكرة الطائرة، حيث ترمي الدلافين الكرات من الماء إلى الجمهور، ثم يعود الجمهور ويلقي بالكرة إلى الماء. وبعد نهاية العرض أتيحت الفرصة للحضور الذين حجزوا تصويرا من التقاط الصور مع الدلافين في الوضعيات الثلاث التي يمكن الاختيار بينها.
اهتمام يومي
وشدد ستوكر على أن «عملية التدريب تتم باعتماد تقنية الإعداد الإيجابية، لأن لكل فعل ردة فعل. وغالباً ما نربط الأفعال التي تقدمها الدلافين بالأشياء التي تفرحها، مثل تقديم الطعام لهم بعد التقاطهم للكرة، أو عند رقصهم». مشيراً إلى أنها تحتاج إلى طعام كثير، «فهي تتناول بين 10 و30 كيلوغراما من السمك، لذا، نركز على أن نقدم السمك في أثناء التمرين، فهذا يزيد من حماس الدلافين ويعزز قيامها برد الفعل الإيجابي».
ونوه بأهمية الحفاظ على الوزن الافتراضي للدلافين، كون الوزن الزائد يؤدي إلى قلة الحركة، وإلى المرض لاحقا، تماما كما يحدث مع البشر». وتتراوح أوزان الدلافين في «دبي دولفيناريوم» بين 190 و300 كلغ، وفقاً لستوكر، وهي ذكر واحد وأنثيين.
وقال ستوكر «الطريقة الثانية المعتمدة في تدريب الدلافين تدعى طريقة التقدير الناجحة، وتعتمد على التقدم في الأداء خطوة بخطوة، ففي حال كنا نريد من الدلافين التقاط الكرة من مسافة عالية، علينا أن نزيد المسافة شيئا فشيئا حتى تتمكن من ذلك».
وفي ما يتعلق بالاهتمام اليومي بالدلافين، أوضح ستوكر أن إطعامها من الأمور الأساسية، وهي تتناول الأسماك وتحب تناول مكعبات الثلج، بالإضافة إلى تنظيفها الجيد، والتأكد من صحتها الجيدة على نحو يومي. وعن الاختلاف بين الدلافين والفقمات، ذكر أن «الفقمات يمكنها أن تعيش على اليابسة وفي الماء، وهي ليست مرنة في حركاتها كالدلافين، لكنها ذكية جداً». وأضاف بخصوص الإضاءة في المسبح إن «الإضـاءة تدخل تدريجياً على المسبح كي تعتادها الدلافين، ولكن توضع الأنوار بزوايا معينة تمنع انعكاسها في الماء، لأن ذلك مـن شأنـه أن يعيق حركتـها»، منوها بأن الخطأ في حركة الدلافين وارد، لكن الإضاءة الموضوعة بطريقة خاطئة ستعيق أداءها.

الدلافين صديقة للأطفال في عروضها الترفيهية.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news
