علاجات تجميلية من دون جراحة

العناية التجميلية يجب أن تكون مرافقة للعناية الطبية.     تصوير : مصطفى الأميري   

بدأ بعض النساء بالاتجاه في الآونة الأخيرة إلى العلاجات التجميلية البعيدة عن الجراحة، كونها أقل تأثيراً على البشرة، بالإضافة إلى أنها لا تتطلب الابتعاد عن ممارسة الحياة الطبيعية او حتى الغياب عن العمل، فيمكن ان تقوم المرأة بهذه العلاجات خلال اوقات فراغها. ولكن ما يجب الالتفات إليه هو أهمية ان تكون هذه العلاجات التجميلية خاضعة لمراقبة طبية. والواقع ان هذه الأسباب مجتمعة هي التي أدت إلى افتتاح «كليوباتراز ميدي سبا» .

 وعن «السبا» الذي يجمع بين الطب والتجميل، قالت مديرة «وافي للصحة والترفيه»، دانييل راسيل، «يلبي هذا السبا احتياجات النساء اللواتي يبحثن عن التجميل، ولكن بوسائل طبية ومن دون جراحة، فعيادات التجميل متوافرة، ولكنها غالبا ما تطلب الجراحة».

وتابعت راسيل، «السبا» يبعد النساء عن الجراحة، ويقدم الحلول البديلة التي تساعد على التخلص من علامات التقدم في العمر او غيرها من المشكلات الجمالية بوسائل أخرى كالليزر، أو أشعة الـ«آي بي إل». ونوهت إلى الجديد الذي يحمله السبا، بالقول «تتواجد في السبا اختصاصية تغذية تقدم برامج غذائية تساعد على التخلص من المشكلات الغذائية والتي تؤثر في البشرة».  وأضافت راسيل أن العلاج يتبع احتياجات كل بشرة، فطبيبة الأمراض الجلدية تضع بنفسها سبل العلاج تبعا لاحتياجات كل امرأة.

 عناية من دون جراحة

وتحدثت الاختصاصية في الأمراض الجلدية، دكتورة جويس عازار، عن أهمية العناية بالبشرة من دون جراحة وقالت: «لا ترغب النساء في ظهور علامات التقدم في العمر على بشرتهن، لأن الحياة العملية والاجتماعية تتطلب ذلك، بالإضافة إلى التوجه العالمي الى العلاجات من دون جراحة، حيث يمكن ان تخضع المرأة للعلاج في استراحة الغذاء، من دون الاضطرار إلى اخذ إجازة مرضية».

وأوضحت أنواع العلاجات التي تتم من دون جراحة، بالقول: «تشمل العلاجات المقدمة في السبا البوتوكس، وتقنية تعبئة البشرة، وكذلك نزع الشعر بواسطة الليزر، والليزر الذي يستخدم لشد البشرة والتخلص من التجاعيد، وكذلك التخلص من الدوالي عبر أشعة الـ«آي بي إل»، وعلاج الحبوب بالليزر، وتخليص البشرة من السموم التي تتشربها من المياه». وأكدت عازار ان معظم العلاجات لا تترك أثرا على البشرة، باستثناء بعضها الذي يستحسن ان تخضع له السيدة في الإجازة، كونه يؤدي الى احمرار الجلد والقليل من الورم، وبالتالي يجب الا يكون لدى المرأة أي ارتباطات اجتماعية.

ولفتت عازار الى اهمية وجود طبيب أمراض جلدية قبل إجراء العلاجات التجميلية، «إذ إنه حتى في العلاجات الخفيفة كالليزر لإزالة الشعر، يفضل استشارة الطبيب الذي يحدد مدى استجابة البشرة مع الليزر، والأماكن المتأثرة بالهرمونات، او حتى عدم وجود مشكلات هرمونية او مشكلات في الغدد، وبالتالي هذا يخفف عدد الجلسات». وتابعت «يفحص الطبيب مدى تقبل البشرة لليزر على بقعة صغيرة، وتبعاً لذلك يحدد الطبيب كيف ستكون الجلسات ويقدر عددها على نحو تقريبي». لذا شددت عازارا على «اهمية الموازنة بين الجانبين الطبي والتجميلي في هكذا انواع من العلاجات».  

فحص البشرة

 وبينت عازار بالتفصيل كيفية العمل على البشرة منذ ان تدخل المرأة الى السبا، «اذ تخضع المرأة لفحص نوع البشرة عبر الشاشة فتظهر مشكلات البشرة من أعماقها، وهذا يساعد الطبيب على تحديد كيفية عمله». وأكدت أن العلاجات تظهر المرأة اصغر سنا، ولكن تبعا لعوامل عدة، ومن هذه العوامل التي ذكرتها عازار، «نمط الحياة الذي تعيشه المرأة، ونوعية بشرتها، وكذلك التدخين يلعب دوره، والتعرض للشمس، والضغط النفسي، وعوامل الوراثة». 

وهنا تحدثت عازار عن أنواع مختلفة من البشرة، وقالت: «تتميز النساء الغربيات ببشرة رقيقة وبيضاء، وهذا يجعل الكولاجين فيها اقل وتبدو عليهن علامات التقدم في العمر، لاسيما ان تعرضن للشمس بكثرة». وهنا ميزت عازار بين نوعين من علامات التقدم في العمر الترهل او  التجاعيد، وفي حال كان ترهل تستخدم تقنية التعبئة، اما في حال وجود التكسرات فنعتمد على البوتوكس».

  البشرة والتغذية

 وحول  العلاقة بين البشرة والتغذية قالت اختصاصية التغذية، كارولين كنعان«نتناول الغذاء على نحو يومي وهو بالتالي يؤثر في البشرة وراحتها، بالإضافة إلى أهمية الحفاظ على الوزن للحفاظ على الرشاقة».

وأكدت ان النظام الغذائي الذي تقدمه لا يعتمد على الحميات الغذائية القاسية، لأن هذا من شأنه ان يؤدي إلى خسارة وزن المرء بسرعة، ولكن قد يجعله يكسب مزيداً من الوزن لاحقا في حال توقف عن الحمية. لذا لفتت كنعان إلى وجوب اتباع الحميات التي تكون خفيفة ويمكن ان يتعايش معها المرء مدى الحياة. ولفتت كنعان الى وجود «فحص جديد يدعى (نوفو)، يرتكز على اخذ عينة من الدم ترسل إلى هولندا، حيث يتم اختبارها مع 126 نوعاً من الطعام».

وتقدم نتيجة الفحص حسب ما ذكرت كنعان «10 الى 20 نوعاً من أكل لا يهضمه جسم الانسان، وقد تكون هذه الأنواع من الخضراوات التي يعتقد الناس انها صالحة للحمية كالخس او الخيار، من دون ان يدركوا وجود اختلافات في كيفية هضم الأكل بين جسم وآخر».  أما الأعراض التي تظهر على المرء ولا يعرف ان سببها عدم قدرة الجسم على هضم انواع معينة من الطعام، فهي، وحسب كنعان، «ألم في الرأس او زيادة في الوزن، او حبوب في البشرة». وعلى المرء ان يمتنع عن تناول هذه المأكولات مدى الحياة، كما أوضحت كنعان، «حيث يبدأ الفرد من خلال الأسابيع الستة الأولى بخسارة الوزن او يلاحظ اختفاء الحبوب من الوجه».

ولكن كنعان لم تنفِ انه يمكن للمرء ان يتناول من هذه الأنواع في حال اشتهاها الشخص مرة من حين إلى آخر، لأن جسم الإنسان قادر على التخلص من السموم بسرعة، ولكن الفرد نفسه سيشعر بالتعب من خلال عُسر الهضم او الإمساك.   

عناية يومية

تعد العناية اليومية بالبشرة من الأمور المهمة بالنسبة للمرأة، وقد أكدت طبيبة الأمراض الجلدية، جويس عازار، أن الاهتمام بالبشرة يجب ان يكون عادة، فكما ننظف أسناننا يومياً علينا ان نهتم بالبشرة على نحو يومي. ولفتت الى وجوب المتابعة المستمرة، شرط الا تتحول العناية إلى هوس يسيطر على حياتنا.

تويتر