خلايا الحبل السري.. أمل جديد لـمرضى الدم

لمشاهدة الغرافيك بشكل أوضح يرجى الضعط على الصورة أعلاه.

يحتوي دم الحبل السري الذي يمد الطفل بالغذاء خلال فترة الحمل، على خلايا جذعية تتميّز بقدرتها على علاج مجموعة من الأمراض التي تصيب الأطفال والبالغين على حدٍ سواء، مثل أمراض الدم المختلفة إلى جانب الأمراض الوراثية، ويمكن لصاحب الدم وبقية أفراد أسرته والأقارب الاستفادة منه مستقبلا، وتتمتع خلايا الحبل السري بمزايا أهمها خلوها ـ في الأغلب ـ من الأورام والفيروسات.

وأفادت مديرة مختبرات مركز دبي لدم الحبل السري والأبحاث في مستشفى الوصل في دبي الدكتورة أسماء الأسد، بأن «المركز وفر خلايا جذعية لـ26 مريضاً يعانون من أمراض الدم المختلفة داخل الدولة وخارجها، لإجراء عمليات زراعة النخاع في المراكز المتخصصة»، مشيرة إلى أن ذلك تم بعد أن نجح المركز في إرسال ثلاث عينات لدم الحبل السري إلى الخارج، واستخدمت في عملية زراعة النخاع، وتكللت بالنجاح في علاج أمراض الدم المختلفة مثل «فانكوني أنيميا»، و«الأنيميا الخبيثة»، و«مرض سرطان كريات الدم البيضاء»، في كل من الولايات المتحدة الأميركية، والمملكة المتحدة، والأردن.

وأضافت الأسد لـ«الإمارت اليوم» «خزن المركز 1600 وحدة من دم الحبل السري، وأجرى فحص تطابق الأنسجة لأكثر من 800 عينة من شهر يونيو عام 2006 إلى يونيو الماضي، لمواطني الإمارات والمقيمين على حد سواء».

استخدام ومزايا

وقال استشاري أمراض الدم في مستشفى راشد الدكتور أحمد الرستماني«يحتوي الدم على خلايا جذعية يتم استخدامها في علاج مجموعة من الأمراض التي تصيب الأطفال والبالغين مثل أمراض الدم المختلفة كاللوكيميا، والثلاسيميا، وغيرهما من أمراض الدم، والأمراض الوراثية»، لافتا إلى أن الخلايا يمكن أن يستفيد منها مستقبلاً صاحبها، وبقية أفراد أسرته، والأقارب من الدرجتين الأولى والثانية بمن في ذلك الوالدان والجد والجدة والخال والعم والعمة. وتتمتع الخلايا الجذعية المتوافرة في دم الحبل السري، بالعديد من المزايا إذا ما قورنت بالخلايا المستخرجة من نخاع العظام الذي يعد المصدر المألوف لها، ومنها «عدم احتوائها في الأغلب على أورام وفيروسات، فضلاً عن أن استخراجها يتم بطريقة سهلة للغاية، وخالية من المخاطر، وكذلك بالنسبة الى تخزينها وتحضيرها» حسب الرستماني.

مراحل الجمع

وأضافت مديرة مختبرات مركز دبي لدم الحبل السري والأبحاث، «بعد أن يقطع الطبيب الحبل السري (4-8 إنشات)، ينظفه بمحلول مطهر، تغرس فيه بعد ذلك إبرة تنتهي بكيس بلاستيكي لجمع الدم، وتترك لتمتلئ حتى يتوقف انتقال الدم، وبعد ذلك توضع المعلومات المطلوبة على الكيس، بعد أن يغلق بإحكام، وتضع معظم بنوك دم الحبل السري بطاقة تعريفية لكل عيّنة».

وتابعت «تسحب كذلك ثلاثة أنابيب من دم الأم للفحص، وتستغرق هذه العملية من دقيقتين إلى خمس دقائق». لافتة إلى أن عملية السحب غير مؤلمة البتة، حيث إن الحبل السري يخلو من الإحساس مثل الشعر والأظافر.

وذكرت أن عملية نقل دم الحبل السري إلى البنك الخاص به تكون في أوعية خاصة، للمحافظة عليه في درجة حرارة الغرفة، حيث إن «تعرض الخلايا للحرارة يؤثر سلباً في الخلايا الجذعية في وحدة دم الحبل السري، وتستغرق عملية تحضيره في المختبر 36 ساعة على الأقل» وفق الأسد التي تابعت «بعد أن تتم عملية النقل، تجرى عليه فحوص للتأكد من خلوه من الفيروسات والاعتلالات الجينية، كما تجرى كذلك فحوص على المولود للتأكد أيضاً من خلوه من الأمراض الجينية والجرثومية». مشيرة إلى أن الدم يحفظ في ثلاجات في ظروف ودرجات حرارة خاصة، قد تصل إلى 196 درجة مئوية تحت الصفر، وفي النيتروجين السائل». وأضافت في حالة الحاجة إلى دم الحبل السري «يخرج من الثلاجات، ويتم التعامل معه بطريقة خاصة، وقد تجرى عليه عمليات خاصة لتكثير الخلايا الجذعية وتنميتها لكونها محدودة العدد في الدم».

عقد التسجيل

وذكرت الأسد أن «هناك بنوكا تشتري دم الحبل السري للاستفادة منه في بيعه إلى أشخاص بحاجة إليه، أو لإجراء التجارب عليه، وأخرى تأخذ مبلغا ماليا من الوالدين الراغبين في تخزين دم مولودهم للاستفادة منه مستقبلا»، مشيرة إلى أنه «على الأم الراغبة في التسجيل في مركز دبي لدم الحبل السري، تحديد نوعية عقد التسجيل، وهو التبرع به ويكون من دون مقابل مادي، أو الاحتفاظ به للأهل والأقارب في حال الضرورة مستقبلاً، مقابل مبلغ مالي قدره 10 آلاف درهم، رسوم عملية حفظه باهظة الثمن، لاسيما أنه يمكن حفظه أكثر من 20 سنة، حيث أثبتت هذه الخلايا قدرتها على مقاومة ظروف التجميد لسنوات طويلة».

وأضافت أن مركز دبي لدم الحبل السري والأبحاث التابع لدائرة الصحة لا يقتصر على الولادات الخاصة به، بل يتعداه ليشمل جميع المستشفيات الأخرى سواء الحكومية أو الخاصة، ويتم ذلك من خلال توقيع الأم قبل شهر على الأقل من موعد الولادة على نموذج المشاركة، وتسلم عدة تجميع الدم من المركز نفسه، لتتم عملية جمعه بعد الولادة على يد الأطباء.

زراعة الخلايا

يعد مركز دبي لدم الحبل السري والأبحاث الذي افتتح عام ،2006 الأول من نوعه في المنطقة، من حيث قيامه بالتبرع لمعالجة الآخرين، أو لمصلحة الأهل والأقارب، ويتكون من فريق عمل يقوم بتجميع دم الحبل السري وفحصه وتحضيره ومعالجته وتخزينه،لاستخدامه في أغراض العلاج الطبي والبحث العلمي، وتقوم رؤية المركز على توفير العلاج لآلاف المرضى في أنحاء البلاد عن طريق زراعة الخلايا الجذعية باستخدام دم الحبل السري. وتمكن المركز من الالتحاق بالمنظمة العالمية غير الربحية ICBS، الرائدة في مجال الحبل السري والخلايا الجذعية في أميركا، المخصصة لتطوير الأبحاث المتعلقة بالخلايا الجذعية المتوافرة في دم الحبل السري، حيث منحت عضويتها لمركز دبي لدم الحبل السري والأبحاث بوصفه أول مركز في الوطن العربي بعد استيفائه متطلبات ومعايير المنظمةكافة في هذا الشأن. ويرتبط المركز مع 14 مركزاً عالمياً، يمكنه من البحث في قاعدة البيانات عن عيّنات مطابقة للمرضى المحتاجين في الدولة.

سحب دم الحبل السري غير مؤلم لأنه يخلو من الإحساس مثل الشعر والأظافر. تصوير: زافيير ويلسون

تويتر