تطورات تقنيـة في علاجـات الأمــــــــراض الجلدية

الصلع وتساقط الشعر يصيبان النساء والرجال على حد سواء. فوتوز.كوم

اعتبر اختصاصي الأمراض الجلدية والتناسلية، الدكتور صلاح ربيعي، أن «تساقط الشعر والبهاق والصدفية من أكثر الأمراض الجلدية انتشاراً»، مضيفاً أنه تعرض عليه يومياً حالات كثيرة، وأوضح أن تلك الأمراض ليست خطرة، ولكن لا يمكن التهاون بها، إذ إن ذلك ـ حسب ربيعي ـ يؤدي الى انتشار الصدفية والبهاق في الجسم، فيما تساقط الشعر قد يسبب الصلع.

وأفاد بأن هناك «تطورات تقنية عدة ظهرت في التعامل مع تلك الأمراض، فأصبحت علاجات الأدوية تترافق مع أجهزة الأشعة ما فوق البنفسجية التي يعتمد بعضها على الأشعة العالية، فيما يلجأ بعضها إلى أنواع أخرى».

وقال ربيعي، لـ«الإمارات اليوم» ان «تساقط الشعر يأتي في المرتبة الأولى ضمن الحالات التي يصادفها، ثم الصدفية والبهاق، هذا بالإضافة الى حالات أمراض أخرى كالاكزيما والثعلبة». وأوضح أن «الشعر ينمو بمعدل 0.37 مليمتر يومياً، وأن طوله الإجمالي يتراوح بين 25 و100 سنتيمتر، ولكن قد يصل عند البعض الى 170 سنتيمتراً»، مضيفاً أن مرحلة نمو الشعر تستغرق بين السنتين والست سنوات، ورأى ان تساقط الشعر بمعدل 120 شعرة في النهار يعتبر طبيعياً.

تساقط الشعر
وذكر أن هناك أسباباً متعددة لتساقط الشعر، منها ما «قد تكون الوراثة من الأسباب المؤدية اليه، وغالباً ما يعرف هذا بتساقط الشعر الوراثي، وهو ما يصيب الأطفال»، مبيناً أن من العوامل الأخرى «إصابة الشخص ببعض الأمراض، وتساقط شعر المرأة الحامل بعد الوضع، ولكن عادة ما ينمو شعرها بعد ستة اشهر من الوضع».

وحذر من الصلع الذي يعد من اكثر امراض تساقط الشعر شيوعاً، خصوصا الوراثي منه، موضحاً أن «كثيرين يعتقدون انه يصيب الرجال فقط، لكنه يصيب الرجال والنساء على حد سواء». وقال إن «من اسبابه وجود بعض الانزيمات التي تحول الهرمون الذكري الى هرمون ذكري فعال يؤدي الى تساقط الشعر، ووجود الانزيمات بصفة كبيرة عند الرجل هو الذي يؤدي الى الصلع، هذا بالاضافة الى اسباب اخرى، ومنها نقص الحديد والزنك في الجسم، واضطراب الغدد الصماء، والحميات الغذائية القاسية وفقر الدم الحاد، بالإضافة الى بعض العلاجات».

وذكر أن «العمل على توقيف الصلع الذي في الأساس له اكثر من نوع، يكون من خلال الأدوية التي توقف تحول الهرمون الذكري الى هرمون ذكري فعال، بالإضافة الى بعض الأدوية التي يجب ان تستخدم طوال العمر كي لا يتساقط الشعر الذي نما من خلال العلاج». ويتزامن العلاج الدوائي مع العلاجات التي تتم عبر الأشعة ما فوق البنفسجية، وفقاً لربيعي، إذ «يتم تعريض الشخص للأشعة ما فوق البنفسجية التي تساعد على نمو الشعر، ولكن من الضروري ان يتناول المريض حبوب السيرالين قبل التعرض للأشعة بساعتين، ومن خلال جلستين في الأسبوع، ولمدة خمسة اشهر تزداد كثافة الشعر، وهو يعتبر علاجاً تجميلياً». وذكر أن من الأمور المساعدة على علاج تساقط الشعر «بعض حقن الفيتامينات التي تساعد على ايقاف تساقط الشعر». اما زراعة الشعر، فلا يلجأ اليها ربيعي «إلا في حالة عدم استجابة المريض للعلاجات».

البهاق
وأفاد ربيعي بأن البهاق هو « ابيضاض الجلد في الجسم بأكثر من نوع»، مضيفاً أن التسمية تختلف باختلاف طريقة انتشار المرض «فهناك التهاب مقطعي، حيث يكون انتشار البهاق بصورة مقطعية، وبهاق ملتهب أو بهاق كلي».

وبيّن اساليب العلاج الذي «يعتمد على كريمات الكورتيزون في حال كانت الإصابة منتشرة بأقل من نسبة 10٪ من الجسم، أما انتشاره بأكثر من هذه النسبة، فيجعلنا نستخدم الأشعة ما فوق البنفسجية من الحزمة الضيقة، أو العلاج بالبوفا وهي نوع من انواع الأشعة ما فوق البنفسجية توجب اخذ حبوب واستخدام النظارات كي لا تتضرر العين». ونفى أن تكون لتلك الأجهزة المستخدمة آثار جانبية، مستدركاً أن « أشعة الحزمة الضيقة لا تسبب آثاراً جانبية، لكن أشعة البوفا قد تؤدي الى شيخوخة الجلد المبكرة وقد تسبب تلونه». وذكر أن العلاج الجراحي للبهاق «يتم اللجوء اليه في حال فشل العلاج الدوائي، وهو كناية عن ترقيع ذاتي صغير بطول مليمتر واحد، اذ نعمد الى تكوين فقاعات من الجلد الطبيعي كي نأخذ سطحها ونزرعه على المكان الموجود فيه بهاق، ولكن لا يمكننا تغطية مساحات كبيرة عبر هذه الجراحة». وأوضح أنه توجد علاجات جديدة للبهاق «تتمثل في اخذ الخلايا السحامية من فقاعات الجلد، ثم العمل على اكثارها في حاضنات ثم ترقع الأماكن المصابة، والآثار الجانبية لهذه الطريقة هي انها قد تؤدي الى انتشار البهاق في الأماكن التي استأصلنا منها الجلد». وأضاف أن استجابة الجلد للعلاج تختلف باختلاف المكان المنتشر فيه المرض، إذ «يعتبر الوجه من اكثر الأماكن التي تستجيب للعلاج، بينما الأصابع واليدان هي الأصعب».

الصدفية
وعرّف الاختصاصي في الأمراض الجلدية الصدفية بأنها «حبوب حمراء مغطاة بقشور بيضاء فضية، وتختلف في الشكل والأحجام، كما انها احياناً قد تتحد مع بعضها بعضا»، مشيراً إلى أن اماكن الإصابة هي مواضع الاحتكاك كالكوعين والركبتين وأسفل الظهر والرأس والأظافر.

وبين أن هناك انواعاً نادرة من الصدفية «ومنها الصدفية البذرية التي تتميز بوجود الماء داخل الحبة، وتؤدي الى احمرار، وقد تتورم وتصبح مؤلمة»، مشدداً على ضرورة دخول المصاب بها إلى المستشفى.

وأوضح أن علاج الصدفية كان سابقاً يتم عبر المحلول الغروي، ولكن اليوم اختلفت العلاجات، حسب ربيعي «فهناك بعض الكريمات التي هي من مشتقات فيتامين د الموجود في الشمس، وإن اصابت الصدفية اكثر من 20٪ من الجسم، فهذا يوجب استخدام الأشعة ما فوق البنفسجية من الحزمة الضيقة، او حتى البوفا».

وتابع «تعمل العلاجات على تخفيف تكاثر الخلايا وزيادة المناعة، وإعطاء الحبوب المشتقة من فيتامين أ مع الأشعة يؤدي الى نجاح العلاج بنسبة 95٪ من المرضى». وقـال «هنـاك علاجات قـد تسبب امراضاً كالسل أو التهاب الغدد اللمفاوية».

نصائح  
وجّه اختصاصي الأمراض الجلدية والتناسلية، الدكتور صلاح ربيعي، بعض النصائح لحماية الجلد، منها:

الابتعاد عن الشمس، واستخدام الكريمات الواقية التي يكون فيها عامل الحماية من الشمس اكثر من الـ30٪.

استخدام الكريمات الواقية التي تكون ضد الماء لأنها توفر 80 دقيقة حماية، فيما ان كريمات الحماية العادية تعطي حماية لمدة أربع ساعات.

وضع القبعات، أو حتى المظلات في حال اضطرارنا للمشي تحت الشمس.

استعمال المرطبات؛ لأن ترطيب الجلد يؤدي الى تأخير الشيخوخة.ورطون في هذه الجريمة جزاءهم العادل ليس فقط امام القضاء بل وأمام المساءلة القانونية والإدارية التي نص عليها النظام الداخلي لمنتسبي الوزارة ليكونوا بذلك عبرة لغيرهم من ضعاف الأنفس.

تويتر