القيلولة.. تنشيط للجسم والذاكرة
القيلولة الطويلة تؤدي إلى اضطراب في نظام النوم.
بعد صباح حافل بالعمل، يعتبر أخذ قسط من الراحة، والخلود إلى فترة محددة من النوم (القيلولة) المكافأة التي يعد المرء بها نفسه، معتبراً اياها الطريقة الوحيدة التي تخوله ان يستعيد لياقته؛ ليتمكن من متابعة أعماله ونشاطاته خلال بقية اليوم. وتختلف مدة القيلولة من شخص لآخر فتطول وتقصر، اذ يحرص بعض الأفراد على الا تزيد على ٤٥ دقيقة، فيما يخلد آخرون الى النوم مدة ساعتين أو اكثر. ويختلف تأثير القيلولة في حياتنا تبعاً لمدتها، فإما يكون تأثيرها ايجابيا او سلبيا، ما يعني ان هناك شروطاً وقواعد لابد من مراعاتها.
وقال الاختصاصي في طب الأعصاب، الدكتور ديب كايد «إن القيلولة ليست خطأ في حال اخذها المرء بالشكل الصحيح، بما معناه الا تزيد على حدها الطبيعي الذي يتراوح بين النصف ساعة والـ ٤٥ دقيقة»، مضيفاً أن وقتها المناسب هو فترة ما بعد الظهر. وشرح مضار إطالة فترة القيلولة في حال نوم شخص اكثر من ساعتين «اعتقد ان هذا الشخص لن يتمكن من النوم في الليل؛ كونه اخذ قسطاً وافراً من النوم في النهار، ما يعني ان جسمه استعاد النشاط الذي يخوله السهر حتى منتصف الليل، ولكن هذا النشاط غير قادر على منحه الراحة في اليوم التالي في العمل ان كان سيستيقظ باكراً، لأنه لن يتمكن من النوم لفترة طويلة على نحو متواصل».
نوم متواصل
وأكد كايد اهمية النوم المتواصل الذي يقسم إلى مراحل عدة «الأولى لحركة الأعين السريعة، والثانية لحركة الأعين غير السريعة، وتعدان المرحلتان اللتان لا يصل فيهما المرء الى مرحلة النوم العميق الذي يصل اليه عبر المرحلتين الثالثة والرابعة». وتابع «كي يحصل المرء على الراحة الكافية لتنشيط الجسم يجب ان يمر بجميع مراحل النوم اكثر من مرة، لذا يعتبر نوم الليل هو الاكثر تنشيطاً للجسم، كونه يخول المرء التنقل بين هذه المراحل اكثر من مرة». ولفت إلى أن «القيلولة التي تأخذ ساعتين او اكثر تخول المرء الوصول الى مراحل النوم كافة، ولكن لمرة واحدة، ما يعني انها لن تؤمن الراحة والنشاط كالنوم الطويل المتواصل، لذا يجب ان تنحصر القيلولة في المرحلتين الاولى والثانية من دون الوصول الى مرحلة النوم العميق».
فوائد
وتكمن مهمة القيلولة وفائدتها، حسب كايد، في «تنشيط التركيز والذاكرة، وتحسين قدرة الإنسان على استعمال الدماغ، وتمكنه من مواصلة النهار من دون الشعور بالتعب». اما في ما يتعلق بوقت القيلولة، فلفت الى اهمية «ان تتم في فترة الظهر، أي عند الساعة الثالثة كحد اقصى، مشجعاً الناس الذين يحبون الاستلقاء بألا يناموا لأكثر من نصف ساعة في هذا الوقت».
ونصح الموظفين الذين ينتهي دوام عملهم في وقت متأخر، ولا يصلون إلى المنزل قبل الساعة السادسة، «بعدم اخذ القيلولة، الا ان كانوا غير قادرين على الاستمرار في السهر، وكذلك ان تكون نصف ساعة وليس ان تكون طويلة لأنها ستجبرهم على السهر لوقت متأخر».
اختلافات
وذكر كايد أن حاجة الجسم إلى النوم تختلف من شخص لآخر «فمعدل حاجة الإنسان تتراوح من سبع الى ثماني ساعات من النوم، وقد ينخفض المعدل عند بعض الأشخاص الى ست ساعات او يرتفع الى 10 ساعات، وهذا يعود الى طبيعة الجسم». اما في ما يتعلق بتنظيم نظام النوم اكد كايد ان المثل الشعبي «نام بكير وقوم بكير وشوف الصحة كيف بتصير» يمثل عين الواقع؛ لأن النوم باكرا عند العاشرة تقريباً يفيد الجسم ويؤمن له القسط الكافي من الراحة، ولن يشعره بالحاجة إلى القيلولة في اليوم التالي، وإن استيقظ عند السادسة صباحاً».
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news