بعض الناس ينسون أن يبتسموا
في بعض الأوقات، يكون الفرح هو مصدر الابتسامة، فيما تكون الابتسامة أحيانا مصدر انبعاث الفرح داخلنا. في الواقع تظهر هذه المقولة قدرة الابتسامة على التغيير في حياتنا وتعزيز الجوانب الايجابية فيها، من خلال البيئة التي تخلقها، وذلك في مختلف جوانب الحياة العملية والشخصية. والواقع ان الابتسامة الحقيقية لها شروط وقواعد كي تحقق ما ذكر، بالاضافة الى اهمية ان تكون نابعة من القلب، كما اكدت مدربة الحياة سايرا مهار، فيما اوجب طبيب الاسنان مايكل فورمينيس شروطاً طبية للحصول على ابتسامة مثالية وصحية، وأوضح الإجراءات التجميلية التي تتبع الآن للحصول على ابتسامة جميلة ومثالية.
وترى مدربة الحياة، البريطانية سايرا مهار، أن «المشكلة الأساسية التي تواجه الناس، هي انهم ينسون ان يبتسموا، ولا يدركون مدى تأثير الابتسامة في الحياة العملية والشخصية». وأوضحت الفوائد التي تعود من الابتسامة الحقيقية، «اولا ان الابتسام في المكتب يعني اننا نوجد بيئة عمل ايجابية، كما انه رسالة يوجهها المرء الى نفسه، وهي انه يستمتع بالعمل الذي يقوم به، وكذلك رسالة الى الزملاء مفادها انني اريد العمل في فريق، وأحب العمل الجماعي، وكذلك الناس يحبون أن يكونوا محاطين بالاجواء الايجابية». وتعتقد مهار ان الناس في دبي ينسون ان يبتسموا، وذلك بسبب ضغط العمل الذي يعانون منه. لذا أرى انه علينا التوقف لمرة في اليوم عن كل ما نقوم به، وإطلاق ابتسامة حقيقية، وواحدة في اليوم تكفي كي تشعرنا بالسعادة».
وقالت مهار لـ«الإمارات اليوم»، «الضحك في المكتب من الامور الاساسية كي نتمتع بالعمل، لكن علينا ان نتذكر ان العمل سيكون جزءا من الحياة وليس الحياة بأكملها، لذا يجب علينا التمتع بهذا الوقت الذي نمضيه في المكتب،من دون ان يكون هاجس حياتنا، وكي نتشجع على الابتسام علينا إيجاد بيئة مناسبة، ويمكننا ذلك من خلال الصور الايجابية والمرحة».
أنواع الابتسامات
اما معنى الابتسامة كما اوضحت مهار، فإنه «دليل على أن الشخص سعيد ويتمتع بصحة جيدة، كما انه انسان ايجابي، وكذلك مرحب، ومحب للمساعدة، فالابتسامة جزء من التواصل الايجابي ووسيلة لإيصال رسالة». وتلفت مهار الى ضرورة التمييز بين أنواع الابتسامات، وقالت، «هناك الابتسامة الخادعة، والابتسامة الحقيقية. وللتمييز بين الاثنتين يكفي ان ننظر الى عيني الشخص حين يبتسم، فهما قادرتان على إظهار صدقه، لأن الابتسامة الحقيقية تظهر في العينين، ووحدها القادرة على ان تقربنا من الاشخاص».
وعن كيفية تمكن المرء من الابتسام وهو يعاني من مشكلات معينة، قالت مهار، «الابتسام يجب ان ينبع من الداخل، لذا فإن الابتسام يعني ان يبتسم الانسان من الداخل، لذا لا اقول هنا إن على الشخص ان يبتسم بطريقة كاذبة، لأن الاحساس بالابتسامة من الامور الاساسية، وإن لم يتمكن من الضحك بسبب مشكلات الحياة، فعلينا ان نشجعه على الابتسام، لأن الابتسامة تنقل الانسان من حالة سيئة الى حالة جيدة، فهي تزوده بالطاقة، وتشجعه على التمتع بالكثير من الجوانب الايجابية في الحياة». اما تشجيع الشخص على الضحك فيكون كما تقترح مهار عبر الوسائل التالية، «اولاً الابتسام له، ثانياً إظهار الجوانب الايجابية في الحياة ومحاولة دعمه، وثالثاً الحديث عن أمور مضحكة ومسلية. أعتقد ان الناس ان الناس نسوا قيمة الابتسام وما معناه، ولكن نحن من يختار ان يبتسم أم لا». وأوضحت: «الابتسام امر خياري، إذ إنه يرتبط بالدماغ والعقل، فبما نفكر سنجذب الينا، ولذا فإن تفكيرنا بطريقة إيجابية وابتسامنا سيجعلان الحياة أفضل وأسعد».
تقنيات تجميلية
رئيس مجلس إدارة مجموعة شركات الدكتور مايكل فورمينيس المعروفة بخبرتها في مجال تجميل الاسنان، عرف الابتسامة المثالية بالقول، «إنها تتعلق بصحة الفم كله، فالاسنان واللثة هما اساس صحة الاسنان، اما عمليات التجميل التي يختار بعضهم القيام بها من اجل الحصول على ابتسامة مميزة بالمعنى الطبي، فهي التلميع، والتنظيف وإعادة تحجيم الاسنان، بمعنى ان تكون كلها بالمستوى نفسه، وكذلك في حال كانت بعض الاسنان ملتوية او منحرفة يمكن تقويمها عبر تقنية التقويم، او تقنية الفينير والتي تقضي بتغليف الاسنان بطبقة السيراميك التي تخفي العيوب، وتمنح الاسنان لمعانا». وتابع «اما الاسنان التي تكون ملتوية كثيرا فنفضل تقويمها عبر تقنية التقويم وليس الفينير، لأننا لا نريد البحث عن ابتسامة رائعة بعيدا عن الصحة وكذلك الفعالية، لاسيما ان حالات التواء الاسنان كثيرة النسبة، إذ يمكن القول إنه بين ستة اطفال، يمكن الحديث عن حالة تستوجب التقويم وعادة ما يكون الطفل الثاني في البيت».
خطوات فعلية
اما الخطوات التي تتبع في العيادة للحصول على صحة الفم، فيسردها الدكتور مايكل، «نبدأ بالتنظيف، ثم نرشد الشخص الى كيفية تنظيف الاسنان بطريقة تمنع تراكم الجير، وبعد ذلك نسأله عن الشكل الذي يريد ان تكون ابتسامته عليه، ما يعني انه يمكننا الاختيار بين تغليف الاسنان كاملة او قسم منها. اما التحجيم فهنا لا بد من انتباه الطبيب الى كيفية اختيار اسلوب المعالجة. كي لا تتأثر الاسنان وتصبح حساسة. ولكن قبل ان نبدأ بتطبيق التقنيات نعرض على المريض الشكل الذي ستكون عليه اسنانه عبر تغليفها بمادة بلاستيكية تشبه السيراميك، وتحدد نوع الابتسامة التي يريدها». وتراوح تكلفة هذه العمليات كما قال دكتور مايكل، بين «1200 و 2000 درهم، فيما قد تصل تكلفة تقنية السيراميك الى 5000 درهم». أما فيما يتعلق بالابتسامة التي يظهر منها جزء كبير من اللثة، فهي حالة خاصة والتعامل معها يكون مختلفا. وحول ذلك يقول الدكتور مايكل «يظهر بعضهم جزءا كبيرا من اللثة اثناء الابتسام، وذلك بسبب طبيعة شكل الفك وحجمه، وكذلك بسبب الانحرافات كثيرة في الاسنان، وهنا في هذه الحالة لا بد من استخدام تقنية التقويم والتي يكرهها الكثيرون، كونها تتطلب مدة طويلة، ولكن لا يمكننا البدء بالتلميع والتغليف الا في حال تم التقويم».
تنظيف الأسنان
اما في حالات التهابات اللثة، فهي حسب مايكل، «تتطلب تنظيفا للاسنان وعلاجا يستغرق اسبوعين يتم عبر وصف الطبيب لعقاقير سائلة يستخدمها الشخص لقتل البكتيريا، للمحافظة على لثة صحية». ويجب أن يكون تنظيف الأسنان مرتين في اليوم، على ان يحرص المرء على تناول ثلاث وجبات في اليوم وليس اكثر من وجبتين خفيفتين، فيما التنظيف بخيط الحرير مرة يوميا، اما بعد الاكل فيجب ان يشرب الشخص قليلا من الماء خلال خمس دقائق من انهاء الوجبة، كي لا تتأكسد بقايا الطعام على الاسنان». اما فيما يتعلق بالمرضى المدخنين، فلفت دكتور مايكل، «نرشد المدخنين الى كيفية تنظيف اسنانهم كي لا تتأثر بالتدخين، وكذلك المدة الزمنية التي تستلزم زيارة الطبيب للتنظيف والتي تكون كل ستة اشهر، لأن الوقاية خير من العلاج، وكل ما علينا هو أن نساعد الشخص على كيفية حماية نفسه».
الابتسامة المثالية
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news