من الابتعاث العلمي حتى المراكز الأولى والمناصب القيادية

طبيب إماراتي يروي مشوار التميز:وصية «أبونا زايد» لا تفارقني

صورة

يشكّل الطبيب ناصر سيف الريامي نموذجاً للقيادي الناجح الذي تميز في الانتقال من التخصص المهني الدقيق إلى مجالات صناعة القرار، عبر مسيرة تخطت اليوم 25 عاماً في تطوير الخدمات وبناء الأنظمة الطبية في الدولة، مستعيداً مع «الإمارات اليوم» بعض ذكريات ومحطات رحلته الطويلة التي انطلقت من الابتعاث إلى المملكة المتحدة، وحظي خلالها - وتحديداً في عام 1996 - بفرصة لقاء المغفور له، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه، وسماعه مع أخوانه الطلبة وصية غالية من الوالد المؤسس، يدعوهم فيها إلى أن يكونوا فخراً لوطنهم.

وأكد الدكتور ناصر أنه عاهد نفسه منذ تلك اللحظة أن يكون عوناً لبلده، وأن يسعى إلى المشاركة في تطوير القطاع الذي ينتمي إليه بعد أن يكمل دراسته الطبية، ويعود حاملاً شهادته العليا، ليحصد مراكز وجوائز مرموقة عدة، كما يحفل سجله اليوم بثلاث شهادات ماجستير في الإدارة وإدارة المستشفيات والمشاريع، وشهادة تخصصية في مجال الأشعة المقطعية والرنين المغناطيسي وشهادة دكتوراه في إدارة الأعمال، فيما يعمل حالياً على شهادة دكتوراه ثانية في الذكاء الاصطناعي، إلى جانب شهادات مهنية وبرامج عدة في القيادة التنفيذية، وشهادات في إدارة الأزمات والكوارث ونظم المعلومات الصحية المتقدمة.

حول البدايات

وقال الطبيب الإماراتي، عن بداية مشواره المهني: «أعتبر نفسي محظوظاً بالفوز بفرصة الابتعاث في وقت لم تكن فيه برامج محلية متاحة في مجال التصوير الطبي، فقد شكلت المنحة الدراسية إلى المملكة المتحدة، نقطة التحول الأولى في حياتي، إذ نلت في جامعة بورتسموث، درجة البكالوريوس ثم الماجستير وصولاً إلى الدراسات العليا في تخصصات الأشعة المتقدمة، خاصة الأشعة المقطعية والرنين المغناطيسي، وذلك، قبل أن تتاح لي فرصة التدرب في مستشفيات بريطانية متقدمة، واكتساب خبرة عالمية ورؤية واسعة حول الأنظمة الصحية الحديثة».

وأضاف: «بعد ثمانية أعوام، عدت إلى الإمارات، لبدء مسيرتي السريرية كمتخصص في علم الأشعة، والعمل في الأقسام المتقدمة للتصوير الطبي وفي بيئة دقيقة وعالية الضغط، أسهمت بشكل كبير في فهمي للمجال وجودة الأداء وتعقيدات النظام الصحي، لتصنع بالتالي، قاعدة قائد يفهم الرعاية الصحية من عمقها السريري ومنظورها الإداري في الوقت نفسه».

رسالة ملهمة

ووجّه الدكتور ناصر رسالة ملهمة إلى الأجيال الإماراتية، قائلاً: «أثناء دراستي في بريطانيا لثماني سنوات، عاهدت نفسي أن أكون جزءاً من مسيرة وجهود تطوير بلادي، فيما تحضرني إلى اليوم ذكريات 1996، واستقبال المغفور له، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه، في لندن لنا، وكلمته التي وجهها للطلبة: (أنتم إماراتيون، ويجب أن تكونوا فخراً لوطنكم)، لذلك، أدعو دوماً الشباب إلى تذكر وصية (أبونا زايد)، وتوجيهات قيادتنا الرشيدة، لأن الوطن يستحق، والفرص اليوم أكبر من أي وقت مضى».

نقلة نوعية

وأشار الدكتور ناصر، إلى أنه وعلى مدار سنوات طويلة، لم يتوقف عن تطوير أدواته المهنية عبر دراسات ودورات متخصصة، إيماناً منه بأن الطب والإدارة لا يقبلان الثبات، بل التطوير المستمر، فقد عمد إلى دراسة الأعمال وإدارة المستشفيات. وأوضح: «في عام 2012، تشكلت لدي قناعة واضحة، بضرورة الانتقال من إدارة خدمات إلى بناء الأنظمة الصحية، وقد فتح لي هذا التحول أبواب الانتقال إلى محطة مهنية جديدة، عملت خلالها مع مبادلة للرعاية الصحية - هيلث بوينت، ضمن الفريق المؤسس حتى الافتتاح، لأتولى من ثم مناصب عدة مرتبطة بتطوير الأقسام والخدمات ورئاسة عدد من الأقسام المتعلقة بالخدمات الطبية والعلاقات الحكومية».

وتابع عن هذه المرحلة التي كانت انتقالاً من الممارسة إلى التصميم: «شاركنا في بناء مسارات العمل السريرية، وتطوير الخدمات، ودمج الخدمات المساندة، ورفع كفاءة التشغيل، فيما اكتسبت خبرة في مجال القيادة التي تجمع بين الفهم السريري العميق والرؤية الاستراتيجية الواضحة».


المحطة الأخيرة

بعد مسيرة مهنية قاربت 10 أعوام في «هيلث بوينت» انتقل الطبيب ناصر سيف الريامي، إلى مجموعة «برجيل»، ليتولى أدواراً قيادية متعددة، أولها مستشفى برجيل في المدينة الطبية، أحد أكبر مستشفيات القطاع الخاص في الإمارات، بإدخال التخصصات النادرة ونظام الجراحات الروبوتية، واستقطاب أطباء عالميين والمشاركة في إنشاء أحد أكبر مراكز علاج الأورام في الدولة. وتابع: «تميزنا في هذه التجربة، يكمن في توفير منظومة كاملة من التشخيص إلى العلاج إلى التأهيل، والأهم أننا ساعدنا الحكومة على تقليل إرسال المرضى للعلاج خارج الدولة، وتوفير تكلفة علاج المريض بنسبة تراوح بين 60 و70% في حالات كثيرة». بعد عامين، تولى الدكتور ناصر منصب الرئيس التنفيذي للعمليات والتشغيل للمشاريع، وشهدت إدارته توسعات بملايين الدراهم وإسهامه في تشغيل مراكز جديدة داخل الدولة وخارجها، وصولاً إلى المحطة الأخيرة التي يشغل فيها منصب الرئيس التنفيذي لمنطقة الظفرة برجيل القابضة لتوفير التخصصات غير المغطاة في المنطقة ومختلف العلاجات لمن يحتاج إليها.

الدكتور ناصر الريامي:

. عاهدت نفسي أن أكون جزءاً من مسيرة وجهود تطوير بلادي.. ورسالتي لكل الأجيال أن الوطن يستحق، والفرص اليوم أكبر من أي وقت مضى.

. اكتسبت خبرة في القيادة التي تجمع بين الفهم السريري والرؤية الاستراتيجية.. والكوادر الإماراتية قادرة على المنافسة في أقوى البيئات.

. 1996 تاريخ اللقاء الذي لا ينساه الدكتور ناصر مع الوالد المؤسس في لندن.

تويتر