خبراء ينصحون برياضة التاي تشي لمواجهة الأرق المزمن
يُعدّ الأرق المزمن من أكثر اضطرابات النوم شيوعاً لدى البالغين بمنتصف العمر وكبار السن، وهو ما يؤدي لدى كثيرين إلى سنوات من المعاناة مع قلة النوم.
ورغم أن العلاج السلوكي المعرفي للأرق يُعد الخيار العلاجي الأول عادةً، فإن دراسة جديدة تُظهر أن ممارسة تمرين خفيف ومنتشر عالمياً، مثل رياضة التاي تشي قد يقدم نتائج مماثلة على المدى الطويل.
وأجرى باركو م. سيو، أخصائي فسيولوجيا التمارين في جامعة هونغ كونغ، وفريقه دراسة قارنت بين العلاج السلوكي المعرفي للأرق وجلسات منتظمة من رياضة التاي تشي، التي تُعد فناً قتالياً صينياً منخفض التأثير وغالباً ما يُوصف بأنه «تأمل أثناء الحركة». ويعتقد الباحثون أن التاي تشي قد يكون داعماً فعالاً للعلاجات القائمة، خاصة أن تمارين مشابهة، إلى جانب التأمل واليقظة الذهنية، أثبتت فائدتها للنوم.
وشملت الدراسة 200 مشارك تجاوزوا الـ50 وجميعهم يعانون من أرق مزمن. وتم توزيعهم بالتساوي على مجموعتين: الأولى تلقت العلاج السلوكي المعرفي، والأخرى مارست التاي تشي بأسلوب «يانغ ذي الـ24 شكلاً». وشارك الجميع في 24 جلسة جماعية مدة كل منها ساعة، بمعدل حصتين أسبوعياً على مدار ثلاثة أشهر.
وأظهرت النتائج الأولية تفوق العلاج السلوكي المعرفي من حيث تخفيف أعراض الأرق بعد انتهاء البرنامج العلاجي، بناءً على مؤشر شدة الأرق، وهو أداة تقييم مكونة من سبعة أسئلة. لكن المتابعة بعد 15 شهراً كشفت أن مجموعة التاي تشي لحقت بالركب، حيث حققت تحسناً مشابهاً للعلاج السلوكي المعرفي في جودة النوم ومدته، والصحة النفسية، وجودة الحياة، ومستوى النشاط البدني.
ومن الملاحظ أن نسبة أكبر من ممارسي التاي تشي استمروا في التمرين بعد نهاية الدراسة؛ إذ واصل 31 من أصل 85 ممارسة التاي تشي – ولو بوتيرة أقل – عند المتابعة، مقابل 13 فقط من أصل 82 واصلوا تطبيق مهارات العلاج السلوكي المعرفي. وهذا يشير إلى أن سهولة ممارسة التاي تشي واندماجه الطبيعي في الحياة اليومية قد يُعزّزان أثره العلاجي طويل المدى.
ويقول أطباء - وفقاً لموقع «ساينس أليرت» - إن الأرق المزمن ليس مجرد إزعاج ليلي، بل يرتبط بمخاطر على القلب والأوعية الدموية، واضطرابات نفسية، وتراجع في القدرات الإدراكية. ورغم أن العلاج السلوكي المعرفي للأرق يظل الخيار الأكثر فاعلية وبآثار جانبية محدودة، إلا أن صعوبة الحصول على مختصين مؤهَّلين قد تجعل الوصول إليه محدوداً أو مكلفاً.
وفي هذا السياق، تقدم الدراسة دليلاً مهماً على أن اللجوء إلى دروس التاي تشي قد يكون خياراً مساعداً عملياً وفعّالاً لتحسين النوم، خاصة على المدى الطويل. ويخلص الباحثون إلى أن النتائج «تدعم استخدام التاي تشي كنهج بديل لإدارة الأرق المزمن لدى البالغين في منتصف العمر وكبار السن».
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news