حكاية طويلة مع الكاميرا وعوالم التصوير الفوتوغرافي

راشد البلوشي.. عدسة تقتنص اللحظات النادرة

صورة

منذ سنوات شبابه وجد المصور الإماراتي، راشد البلوشي، في الكاميرا ما يتجاوز حدود العدسة، إذ كانت هذه الآلة مصدراً للغة فنية خاصة يقدمها، وجسراً يعبر به نحو الجمال واقتناص اللحظات الفريدة والنادرة، وبين الضوء والظل ينسج لحظات متنوعة، سواء التي توثق مشاهد المدينة والأمكنة وجماليات العمارة، أو حتى تصوير الماكرو والجنائيات، وصولاً إلى حضوره العديد من الفعاليات الكبرى، التي خولته التقاط صور مميزة لأصحاب السمو الشيوخ، ونجح في اقتناص لحظات مميزة في عدد من المناسبات الرياضية، وتخليدها بصور نادرة حظيت بانتشار واسع وتقدير كبير.

موهبة مبكرة

الموهبة كانت نقطة الانطلاق في حكاية طويلة مع العدسة، تحدث عنها راشد البلوشي لـ«الإمارات اليوم» قائلاً: «بدأت علاقتي مع العدسة منذ مرحلة الدراسة الإعدادية، إذ رحت ألتقط الصور الفنية، ما أتاح لي الالتحاق بالشرطة وتحديداً التصوير الجنائي، مع الإشارة إلى أن الأخير كان مفيداً من ناحية الأجهزة المتطورة المستخدمة وانعكاسها على الخبرة، خصوصاً أنه عمل يتناول البحث عن الأدلة»، وأضاف: «يحمل العمل الجنائي العديد من التحديات، ويتطلب من المصور العمل بشكل مضاعف من أجل إبراز أدلة معينة، فأحياناً تكون البصمات غير واضحة تماماً وتتطلب تصويراً من نوع خاص».

جمال دبي

وعلى الرغم من عمله في التصوير الجنائي إلا أن التقاط الصور الفنية لم يغب يوماً عن عدسة البلوشي، فجمال دبي كان يستوقفه من أجل التقاط أجمل مشاهدها، موضحاً أنه يميل إلى التنويع في طبيعة الصور التي يلتقطها، ومنها الجانب العمراني المعاصر في دبي، والطابع القديم والتراثي، إذ يمثل كل وجه من وجوه دبي حالة جمالية مختلفة، مع الإشارة إلى تفضيله توثيق العمارة المعاصرة بسبب غناها بالألوان، وشدد على أن تصوير دبي في الشتاء يكون أجمل من الصور التي يتم التقاطها في أجواء ثانية.

وإلى جانب الطبيعة شكّل تصوير شيوخ وقادة الدولة محطة مفصلية في مسيرة البلوشي، حيث بدأ بالتقاط هذه الصور في سباقات القدرة، وتمكّن من خلال هذه الفعاليات من التقاط بعض الصور المميزة، وكان من بينها صورة نادرة لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، التي انتشرت على نحو واسع، فضلاً عن صورة لسموه وصفها بالغالية على قلبه، لأنها حظيت بتوقيع سموه، وبالتوقف عند تفاصيل هذه الصورة، قال البلوشي: «تحمل هذه الصورة قصة خاصة، فقد طُلب مني صورة مميزة لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، لتقديمها إلى مزاد مخصص للأعمال الإنسانية والخيرية، وقام سموه بتوقيعها، ولسعادة حظي لم تُعرض الصورة في المزاد ومازلت أحتفظ بها إلى اليوم»، وأوضح البلوشي أن نجاحه في التقاط الصور النادرة يعود إلى انتظاره اللحظة المميزة التي تحمل التأمل وتُبرز هيبة الشيوخ، مؤكداً أن نجاحاته في هذا المجال قادته ليكون مصوراً شخصياً للشيخ سعيد بن مكتوم بن راشد آل مكتوم.

أكثر من موهبة

التنوع في التصوير ميز أعمال البلوشي، فمن الصور الرسمية إلى صور المدينة، وكذلك الماكرو، مشيراً إلى أن التنوع في التصوير يتطلب ما هو أكثر من الموهبة، فهناك مهارات مختلفة لكل نوع من التصوير، فضلاً عن العدسات المتباينة أيضاً، وأشار إلى أن الكاميرا هي الأداة المساعدة، ولكن عين المصور هي الأهم، فهي التي ترى اللقطة وتتحكم بالكاميرا، مع الإشارة إلى أن المهارة عبارة عن خبرة تتطور مع الوقت، أما التكنولوجيا التي تدخل كثيراً في عالم الصورة، فرأى البلوشي أنها مجرد أدوات، فاليوم هناك حديث كبير عن الذكاء الاصطناعي وهو فعلياً أداة مساعدة لا يمكنها أن تقدم ما تقدمه عين المصور، تماماً كما كان نظام «الفوتوشوب» برنامجاً مساعداً لتحسين الصورة، ورأى أن هذه الأدوات هدفها تحسين جودة الصور، ولكن لا يمكنها أن تقوم بمهام إضافية، لأنه لابد من العمل الإنساني الذي يراعي الكثير من المعايير.

مشروع خاص

هذا التميز في التقاط الصور دفع البلوشي إلى إطلاق مشروعه الخاص الذي اعتمد فيه على الصور التي يلتقطها، ولكنه راح يوظفها بمنتجات تحمل لمسات فنية، ومنها التي يدمجها مع أقوال الشيوخ، سواء على لوحات أو على شكل رزنامة أو صناديق وغيرها الكثير، لافتاً إلى أن الإدارات الحكومية تعد الجهة الأبرز التي تشتري هذه التصاميم، وأشار إلى أن جميع المنتجات التي يعمل على تصميمها تحمل بصمته الخاصة، موضحاً أنه بدأ بالمشروع من المنزل، والآن بات لديه مصنعه الخاص، للإنتاجات المختلفة.


جوائز فنية

يتمتع راشد البلوشي بسيرة طويلة في عالم الصورة، وقد حصد على مر السنوات العديد من الجوائز، منها المركز الأول في مسابقة التصوير الضوئي «معالم إسلامية في تراث الإمارات المعماري بإمارة الشاقة»، كما حصل على المركز الثاني في مسابقة التصوير لسباق القدرة للعيد الوطني سنة 2005، برعاية سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس الدولة نائب رئيس مجلس الوزراء رئيس ديوان الرئاسة.

. يحمل العمل الجنائي العديد من التحديات، ويتطلب من المصور العمل بشكل مضاعف، من أجل إبراز أدلة معينة تكون أحياناً غير واضحة، وتتطلب تصويراً من نوع خاص.

تويتر