الكشف عن نصب تذكاري في جزيرة نامي
فن العيّالة.. جسر تراثي من الإمارات إلى كوريا الجنوبية
دشّن معهد الشارقة للتراث نصباً تذكارياً لفن العيّالة الإماراتي في جزيرة نامي بكوريا الجنوبية، ليمثل رمزاً للأصالة والتنوع الثقافي الغني الذي تتمتع به الإمارات، وليكون جسراً حضارياً يعكس عمق التواصل الثقافي بين البلدين، إذ سُميت الحديقة التي يزينها المجسم ذو التصميم اللافت حديقة الإمارات.
وأكد رئيس معهد الشارقة للتراث الدكتور عبدالعزيز المسلّم، في كلمته خلال الاحتفالية، أن «المبادرة تأتي ضمن الجهود الرامية إلى التواصل مع الآخر، ومحاورته والانفتاح على معارفه وفنونه، وتعزيز جسور التفاهم بين الثقافات المختلفة»، مشيراً إلى أن الحفاظ على التراث الثقافي لا يتوقف عند حدود، إذ يمتد ليشمل تواصلاً حضارياً على مستوى العالم.
وأضاف أن «العيالة» «هو أكثر من مجرد فن شعبي، إنه تعبير عن الروح الجماعية والتلاحم الذي يجمع بين أبناء الإمارات. ومن خلال هذا النصب، نأمل بناء جسور جديدة للتعاون الثقافي، وتعزيز اللقاء الإنساني بين الشعبين».
نقطة ارتكاز
وتابع الدكتور المسلّم: «يمثل نصب فن العيالة، نقطة ارتكاز في رحلات التواصل الثقافي، ما يؤكد توثيق علاقتنا المتينة مع كوريا الجنوبية عبر رمز حضاري يعكس تراثنا الغني، إذ سيتيح لزوار الجزيرة الفرصة للتعرّف إلى فنون الإمارات وتقاليدها الأصيلة. كما سيظل شاهداً على جهود معهد الشارقة للتراث في نقل رسالة الشارقة الحضارية والإسهام في تعزيز الوعي العالمي بأهمية التراث، والحفاظ عليه ونقله للأجيال المقبلة».
ولفت إلى أن تدشين هذا النصب يمثل تتويجاً لجهود معهد الشارقة للتراث في نشر الفنون التراثية الإماراتية دولياً، ويأتي تزامناً مع مرور 10 سنوات على تسجيل فن العيالة في قائمة اليونسكو للتراث الثقافي غير المادي.
من جانبه، عبّر سفير دولة الإمارات لدى كوريا الجنوبية، عبدالله سيف النعيمي، عن فخره بهذا الحدث التاريخي. وقال: «إنه لمن دواعي السرور أن نجتمع هنا في هذه المناسبة الرائعة، خلال الكشف عن نصب فن العيالة في جزيرة نامي الجميلة، إذ لا يرمز هذا الحدث إلى التعاون الفني بين الدولتين فحسب، بل أيضاً إلى تعزيز الروابط الثقافية بين الإمارات وكوريا».
وأضاف: «نأمل أن يكون هذا الحدث بمثابة تذكير بقيمنا المشتركة، وأن يلهم أجيالنا المقبلة لمواصلة بناء جسور الصداقة والتفاهم».
تصميم مميز
وصُمّم النصب بمادة الفولاذ المقاومة للصدأ مع تشطيب معدني مصقول مثبت على قاعدة خرسانية مغطاة بالرخام، ليتمكن من الصمود مدة 10 سنوات في المكان المخصص لعرضه في جزيرة نامي.
ويتكون النصب من سبعة أعمدة متصلة بقاعدة واحدة، تمثل الترابط بين الإمارات السبع، إذ تمت إضافة أسماء الإمارات إلى كل من هذه الأعمدة عن طريق الحفر باللغتين العربية والإنجليزية، انتقالاً للجزء الذي أضيفت له مقابض اليد في الجزء العلوي للأعمدة التي تمسك بالعصي المستخدمة في فن العيالة، وجسّدت بشكل متناغم الحركة، ليمثل الروح المعنوية التي يؤديها «الرزيفة».
كذلك تمت إضافة لوح معدني في منتصف النصب يحتوي على اسم محفور لدولة الإمارات العربية المتحدة بالعربية والإنجليزية، يليه شعار معهد الشارقة للتراث، ومن ثم رمز الاستجابة السريع الذي يحتوي على فيديوهات تعريفية عن فن العيالة باللغات العربية والإنجليزية والكورية.
فعاليات مرتبطة
على مدى 10 سنوات، ستتواصل الأنشطة الثقافية المرتبطة بالنصب التذكاري، إذ ستنظم أنشطة متنوعة وورش عمل تعريفية تسلط الضوء على «العيالة»، وتستعرض مكوناته الفنية العريقة. وستتاح للسياح والزوار فرصة المشاركة في هذه الأنشطة الهادفة إلى تعزيز الروابط الثقافية، ما يسهم في إبراز التراث الأصيل وفتح آفاق جديدة للتواصل بين الشعوب.
يشار إلى أن جزيرة نامي الكورية الجنوبية، تشتهر بجمالها الطبيعي وتنوع مرافقها الثقافية، وتوفر بيئة مثالية للزوار للاطلاع على تجارب متعددة من مختلف أنحاء العالم. وسيكون وجود هذا المجسم الإماراتي إضافة قيمة إلى سلسلة المعالم الثقافية في الجزيرة.
الدكتور عبدالعزيز المسلم:
«العيالة» أكثر من مجرد فن شعبي، إنه تعبير عن الروح الجماعية والتلاحم الذي يجمع بين أبناء الإمارات.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news