المترجمون الفوريون من أهم عوامل نجاح الفعاليات الكبرى

جنود مجهولون في «أبوظبي للكتاب».. بـ «كبائن» معزولة عن الضوضاء

المترجمون جسر بين الثقافات في المعرض. تصوير: نجيب محمد

نجاح الأحداث الكبرى التي تنظمها دولة الإمارات في كل القطاعات، هو نتيجة مجهود شاق لفرق عمل تتضمن آلاف الجنود المجهولين الذين يعملون بجد خلف الكواليس، ليظهر الحدث في أبهى صورة ممكنة. ومن بين هؤلاء الجنود، المترجمون الفوريون الذين يعدون جزءاً مهماً من منظومة نجاح الفعاليات الدولية والعالمية، لما تشهده من مشاركات من ثقافات ولغات متعددة. وعن طبيعة عمل المترجم الفوري وصعوبته، قال محمد سعد (مترجم فوري وتحريري) لـ«الإمارات اليوم»، إن الترجمة علم يقوم على مفهوم استدامة التاريخ الطويل للمترجمين العرب، فالمترجم مثل مرآة ينقل الثقافة والحضارة من شعب إلى آخر.

وعن الترجمة الفورية، أشار سعد الذي يمتلك خبرة أكثر من 1000 ساعة ترجمة فورية وتحريرية، إلى أنها عنصر ضروري في الفعاليات والمؤتمرات المحلية والدولية، خصوصاً في دولة الإمارات التي تمثّل مركزاً للمؤتمرات في كل القطاعات، وقليلاً ما توجد لغة غير موجودة في الإمارات التي تضم أكثر من 200 جنسية، لافتاً إلى أن الخبرة والممارسة لهما دور كبير في إكساب المترجم الاحترافية وتطوير مستواه في العمل. وكذلك عليه الاستعداد للحدث الذي سيشارك فيه، والحصول على الكلمات الرئيسة التي سيقدّمها المتحدثون في الجلسات في حال توافرها، لاسيما في المؤتمرات الدولية. ويجب أيضاً أن يتابع المترجم تاريخ المؤتمر. على سبيل المثال «قمة الحكومات» المؤتمر العالمي الذي تنظمه دبي للحكومات في العالم، يجب أن يُلمّ المترجم بالمتحدثين وسيرهم الذاتية، والموضوع محور المؤتمر في الدورة الحالية والدورات السابقة، وغير ذلك من المعلومات المهمة.

عوامل مؤثرة

ورأى سعد أن هناك عوامل أخرى تؤثر في أداء المترجم مثل المكان المعدّ له، إذ يجب أن يكون في «كابينة» معزولة عن الضوضاء، مع توفير أجهزة ذات جودة عالية، مثل السماعات والميكروفون، ويُفضّل أن يقابل المترجم المتحدث قبل المؤتمر أو الجلسة، وهو ما يمكن أن يسهل العمل عليه.

وأشار إلى أنه من أهم المؤتمرات الدولية التي شارك فيها، مؤتمر «كوب 28» الذي عُقد في دبي العام الماضي، لما تضمنه من معلومات غنية ومشاركات واسعة من أنحاء العالم، فكل يوم فيه يحصل المترجم على معرفة مختلفة، فكان مثل من يقرأ كتاباً من 1000 صفحة ملونة، كل يوم يفتح ورقة جديدة ويقابل أناساً مختلفين وموضوعات متنوعة.

واعتبر أن مهمة الترجمة تصبح أكثر صعوبة في المجالات الحديثة أو شديدة التخصص، مثل الطب عموماً، والطب الشرعي خصوصاً، والمؤتمرات المرتبطة بالهندسة وتقنياتها، وكذلك المؤتمرات الأمنية.

الاستعداد الجيد

من جانبه، قال يوسف القصير (مترجم وكاتب محتوى)، إنه على المترجم أن يستعد للعمل من خلال القراءة عن المؤتمر أو الحدث الذي سيشارك فيه، ويطلع على المحاور الرئيسة المطروحة، ولابد أن يتمتع بثقافة في مختلف القطاعات، ويهتم بالقراءة والاطلاع حتى يوظّف ذلك في عمله. وفي المقابل تمنح الترجمة لمن يمارسها قدراً كبيراً من المعرفة في مختلف المجالات، بفضل التنوع في المؤتمرات والأحداث التي يشارك فيها، وما تطرحه من موضوعات وقضايا.

وأضاف أن هناك مناسبات يتسم العمل فيها بالصعوبة مثل المؤتمرات أو الجلسات التي تتناول محتوى مبهماً أو لا تتوافر عنه معلومات سابقة حتى تكون لدى المترجم خلفية عنها، وكذلك الموضوعات شديدة التخصص، بينما تبرز الصعوبة أحياناً في طريقة نطق المتحدث للغة الإنجليزية، أو التحدث بسرعة كبيرة، كاشفاً أن أكثر المواقف المحرجة في مجال الترجمة بالنسبة له، هي تلك المتعلقة بالمناصب، لأن تعريفها يختلف في اللغة الإنجليزية عن العربية.


أصحاب ذاكرة طويلة

رأى يوسف القصير أن الترجمة الفورية تجمع بين العلم والموهبة، إذ قد يكون هناك شخص يمتلك خبرة واسعة في ترجمة الكتب والمحتوى التحريري، ولكنه في الترجمة الفورية لا يحقق النجاح نفسه لأسباب عدة، مثل عدم قدرته على مواكبة السرعة المطلوبة، أو تكون لديه ذاكرة قصيرة فلا يستطيع تتبع ما يقوله المتحدث، وغير ذلك من المتطلبات.

يوسف القصير:

. على المترجم الفوري أن يتمتع بالثقافة في مختلف المجالات، ويهتم بالقراءة والاطلاع حتى يوظّف ذلك في عمله.

محمد سعد:

. من أهم المؤتمرات الدولية التي شاركنا فيها مؤتمر «كوب 28» الذي عُقد في دبي العام الماضي.

تويتر