«آرت دبي ديجتال»... حوار بين التكنولوجيا والفن

الفنانة الروسية ساشا فرالوفا قدمت عرضاً أدائياً من خلال ارتداء قطع وملابس مصنوعة من المطاط. تصوير: أحمد عرديتي

من الشاشات إلى الكاميرات والألوان المتحركة، تتباين الأدوات التي تقتحم من خلالها التكنولوجيا عالم الفن في قسم «آرت دبي ديجتال» (الفن الرقمي)، في معرض آرت دبي، والذي يختتم غداً في مدينة جميرا. يتميز هذا القسم من المعرض بتسخير الفنانين لمختلف أدوات وتقنيات التكنولوجيا في الفن، حيث يعتمد الكثير من الأعمال على الشاشات والكاميرات، لتوجد حالة تفاعلية بين الزوار والمعرض، فيما لم تغب تقنيات الواقع الافتراضي عن الفن، ما يدلل على استفادة الفن من التقنيات الحديثة إلى أبعد الحدود.

وتحدث القيّم الفني عن قسم «آرت دبي ديجتال» ألفريدو كراميروتي، لـ«الإمارات اليوم» عن المعرض، وقال: «يشهد القسم مشاركة واسعة من حول العالم للأعمال التي تتميز بكونها متعددة الوسائط التقنية، وهناك أعمال ركّزت على الديجتال والأفلام المتحركة، فيما بعض الأعمال كانت معتمدة بشكل أساسي على الكاميرات». ورأى أن القسم مازال حديثاً في المعرض، ولكن تم العمل على دعوة الصالات التي تتميز بتقديم الفن الرقمي، ومن بينها صالة قديمة تقدم هذا النوع من الفنون منذ الثمانينات، موضحاً أن التكنولوجيا اليوم تشهد تطوراً كبيراً، وأن الفنانين ليسوا منعزلين عما يحدث في هذا العالم. ونوّه كراميروتي بوجود الكثير من الاهتمام من قبل المقتنين بالفن الرقمي.

وتحدث القيّم الفني من «ليلى هيلر غاليري» ويليان وانغ، عن الأعمال الموجودة في المعرض، مشيراً إلى أنهم عملوا على إيجاد تجربة جديدة ومتميزة من خلال الفن الرقمي الذي يعتمد على الواقع الافتراضي، إذ بات الفنانون يروون قصصهم عبر التكنولوجيا ووفق مساحات متنوّعة. وأشار إلى أنهم قدموا العديد من الأعمال، ومنها عمل ماكسي، الذي يتيح عبر طاولة مثبت عليها شاشة، الانغماس في الواقع الافتراضي، في تجربة مميزة مع الشخصية التي رسمت رقمياً بشكل ثلاثي الأبعاد، حيث تبدأ التجربة مع خروج الشخصية من الطاولة وإمساكها الحبل، ومن ثم تبدأ بالانتشار في المكان افتراضياً. ولفت إلى أن التكنولوجيا باتت أساسية في واقعنا، ولهذا لابد من تقديم الفنون التي تحمل من الواقع الافتراضي على نحو يجعلها مرتبطة بالواقع الحقيقي كي تجذب الناس.

من جهته، تحدث مدير المبيعات في هوفا غاليري (لندن) أليكس غيرنولي، عن الأعمال الفنية المعروضة، مشيراً إلى أنهم اختاروا الأعمال التي يستخدم فيها الفنانون الآلات في اللوحات التي يقدمونها، ومنها أعمال الفنان الصيني الكندي، صيبوان شانغ، وهو فنان يعمل على التقاطع بين وسط الجناح والرسم من خلال الروبوت، إلى جانب عمل فني قدمه «بريكفست استوديو» ويعتمد على نظام برمجة خاص، وكاميرات، وكمبيوتر ويقوم بتصوير كل ما يمرّ من أمامه وينقله عبر حركة اللوحة.

الفنانة الروسية ساشا فرالوفا قدمت عرضاً أدائياً من خلال ارتداء قطع وملابس مصنوعة من المطاط، إذ تقوم بارتدائها والقيام بتحريك الجسد وفق إيماءات وحركات متنوّعة تسهم في جعلها محور العمل. وتحدثت عن عملها قائلة، عملت على الكثير من الوسائط خلال رحلتي الفنية، ولكني اتجهت إلى المطاط لأنه من المواد التي تبدو كالجلد، كما أنه يتيح الشعور بالمواد التي تشع بالحياة، فيعد مادة دافئة وتحمل تأثيراً مبهراً، لاسيما أن الفن هنا يصبح المنوم المغناطيسي للجمهور، فضلاً عن كون المادة تبتكر الشكل الخاص بها وفق قواعدها الخاصة، فهي مادة طبيعية تستخرج من الشجر. ولفتت فرالوفا إلى أن العمل يحمل الكثير من الجمال والطاقة الإيجابية، وكذلك المشاعر الإيجابية، لاسيما أنها ترتدي المطاط وتقوم بالحركات الإيمائية بمصاحبة الشاشات التي تحمل العروض المصورة باللباس مسبقاً.

ألفريدو كراميروتي:

. يشهد القسم مشاركة واسعة من حول العالم للأعمال التي تتميز بكونها متعددة الوسائط التقنية.

ويليان وانغ:

. عملنا على إيجاد تجربة جديدة ومتميزة، من خلال الفن الرقمي الذي يعتمد على الواقع الافتراضي.

تويتر